لم يبخل الشهيد البطل أحمد سيف اليافعي على وطنه فافتداءه بدمه الطاهر بعد مشوار نضالي وكفاحي طويل ابتدأ بالتخطيط والتكتيك والقيادة وانتهاء بتحرير عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة وباب المندب والساحل الغربي . لقد صال وجال في أرض الجنوب مقاتلا محررا ومهندسا حكيما لاستعادة تكوينات الجيش الجنوبي ، فلقد كان رجلا مقداما ومغوارا في مواقفه القتالية ففي الحدود الغربية المحاذية لوازعية تعز حيث الجبهات المشتعلة لمحافظة لحج بمناطق الصبيحة برز حضور اللواء البطل احمد سيف اليافعي أما بالإسناد والدعم أو بالمشاركة في جبهات القتال كقائد وموجهه في ميدان المعركة ، لقد كانت البداية من محافظة عدن ثم منطقة باب المندب ثاني المحطات التي يقود فيها اللواء اليافعي المعركة جنبا إلى جنب مع أبناء الصبيحة بعد قيادتهم لتحرير قاعدة العند ، وقد كان لتواجده في الميدان أثرا كبيرا في نفوس المقاتلين من المقاومة الجنوبية والجيش ورجال القبائل بحنكة القائد وبحكمة الأب لتحقيق الانتصار بأقل خسائر ممكنه فكان له في الأول من أكتوبر من العام 2015م ما أراد فتحقق الانتصار في غضون ساعات . لم يبخل اليافعي يوما عن وطنه الذي لاحدود له عند الشهيد القائد .
أجل كان وطنيا صادقا ، وكان أيضا مخلصا في حبه لجميع أفراده وأهلها وقد تمثل ذلك بتذليله للكثير من الصعاب بتقديمه للمشورة والسند والدعم وأن كان محدودا في الشهور الأولى من الحرب ، فعرفته العديد من المناطق والصبيحة وجبالها بمديرية المضاربة ورأس العارة كمناطق التجمع والحشد في خور العميره ورأس العاره والسقيا والحجاف الساحلية والأخيرة اتخذت مقرا عسكريا للتحالف للانطلاق صوب تحرير باب المندب ، لقد حل ضيفا عزيزا في تلك المديرية التي لم تطئ أقدام الطغاة والمعتدين إي شبر من أراضيها رغم الجبهات المتعددة والحصار المفروض عليها من مختلف الجهات باستثناء الساحل الجنوبي ، وبعد فتح العدو لجبهات أخرى على الحدود القريبة من باب المندب تجشم اليافعي معانات الوصول إلى الجبهات الأخرى ، كهبوب ونوجان وصنفه المطلة على معسكر العمري ومديرية ذباب ، كما استقبلته أيضا جبهات البراحه والمنصورة والخزام والعلقمة الواقعة على خط التماس مع مديرية الوازاعية التابعة لمحافظة تعز مشاركا أهلها جلل الخطوب ، ولعل ما عزز الانسجام بين الشهيد اليافعي وأبناء الصبيحة هو بطولات أبنائها بطبعهم المحارب والمقدام البعيد عن التطبع المؤدلج ، أضافه إلى علاقة الوفاء والإخوة التي تربط اللواء اليافعي باللواء محمود الصبيحي منذ حياتهم العسكرية المبكرة وما يرتبط به من زمالة مع العمداء عبد الغني الصبيحي والشهيد البطل عمر سعيد الصبيحة جميعها صبت في نفس البوتقة التي زادت من تعزيز الأخوة الصادقة والمخلصة نحو تحقيق النصر الذي لاح خفاقا في الأفق . ، فباستشهاده خسر الجميع هذا الأخ والصديق والأب الذي عرفة الصغير والكبير في ميادين الشرف واستودعته فيها ، فمشاركاته وقيادته للمعارك في باب المندب شكلت نواة الارتباط له بالصبيحة وأهلها فكان نعم السند والخير معين وما ينكر إلا جاحد ، فلمسات قيادته ودعمه وزيارات المتكررة للجبهات المشتعلة وتواصله بكل قيادتها وبشكل يومي لاينقطع حتى يوم استشهاده ، فالشهيد اليافعي كان من أدهى القادة العسكريين والسياسيين ؛فباستشهادة مثل صدمة للجميع وأكثر خسارة باهظة مني بها الوطن والشعب وقيادته السياسية فالشهيد كان قائدا شجاع وبوجوده يشعر المقاتلون بالثقة والاطمئنان واليوم هو الفراق مهول بغيابه وحقيقة لقد كان الشهيد يشعرك بالاهتمام والثقة ويذلل كل الصعاب... فرحمة الله تغشاه وتسكنه فسيح جنانه فلقد علمتنا معاني حب الأوطان والوفاء لها بطعم الموت مقبلين غير مدبرين في ساحات الشرف والرجولة والإباء.