احتضنت مدينة المكلا، السبت أعمال مؤتمر حضرموت الجامع بمشاركة (3001) عضوًا يمثلون المكونات والشخصيات الحضرمية في الداخل والمهجر على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية والفكرية وسط اهتمام شعبي واعلامي كبير . وشهدت فعاليات المؤتمر حضور كثيف ونوعي للشخصيات الحضرمية من مختلف المديريات والمكونات والتجمعات وإلى جانب مندوبين من المحافظات وحضارم المهجر . ومع مقاطعة بعض المكونات الحضرمية للمؤتمر وفي مقدمتها مجلس الحراك الأعلى بحضرموت وبعض الشخصيات الإجتماعية إلا أن المؤتمر عقد حضور إعلامي بارز. .وفي كلمته التي القاها امام المؤتمر قال اللواء احمد سعيد بن بريك ان سلطات أقليم حضرموت ستُعلن بعد 10 ايام تدشين العمل في الاقليم .وأكد المحافظ بن بريك أن حضرموت إقليم مستقل ضمن الدولة الاتحادية المرتقبة رافضا الحديث عن ما يُشاع عن انفصال حضرموت وأثارت قرارات وتوصيات المؤتمر، جدلاً واسعا، بسبب ما يراه البعض عدم الوضوح في أبرز التوصيات البالغ عددها 40 توصية، والتي نصّت على أن تكون “حضرموت إقليمًا مستقلاً بذاته وفق جغرافيتها المعروفة، وتحظى بشراكة متكاملة” دون الإشارة إلى بقائها ضمن اليمن الاتحادي، وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أو في ظل دولة جنوبية فيدرالية جديدة مرتقبة. واختلفت مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع عن ما تضمنته مخرجات الحوار اليمني التي اعتبرت حضرموت محافظة ضمن إقليم يسمى حضرموت، يضم إلى جانبها شبوة والمهرة وسقطرى، بينما تنص مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع أن حضرموت إقليم في إطار جغرافيتها الموجودة حاليا. ولم تذكر توصيات مؤتمر حضرموت، مفردة (اليمن) نهائياً، لكنها أيضاً لم تتطرق إلى مفرد (الجنوب) بتاتا . وهو ما يعزز الشكوك في رغبة الحضارم في الاستقلال ضمن حدود محافظتهم. وعارض الكثير من السياسيين ونشطاء الحراك الجنوبي بحضرموت مخرجات المؤتمر الجامع بصفتها تخلت عن مطالب الجنوبيين في الاستقلال ضمن دولة واحدة من المهرة الى باب المندب وعاصمتها عدن. وقال القيادي في الحراك الجنوبي فؤاد راشد ان أبناء حضرموت ليسوا مع التوجهات لإعلان الأقاليم في اليمن . وذلك ردا على كلمة لمحافظ حضرموت التي اعلن فيها عزمه تدشين إقليم حضرموت خلال 10 أيام. ويرى مراقبون أن حضرموت تتجه للاستقلال الذاتي ولو عن طريق بقائها في إطار دولة اتحادية. حيث عمل المحافظ والسلطة المحلية بالمحافظة على توظيف أبناء حضرموت أولا في جميع الوظائف الحكومية مدنية كانت او عسكرية. وسبق للمحافظ أن أصدر قرارات سيادية رفضتها الحكومية مبررة بأنها ليست من اختصاصه ولكن المحافظ قام بتمريرها وضرب بتوجيهات الحكومة عرض الحائط. ويتمتع المحافظ بن بريك بكاريزما وشخصية قوية مكنته من الوقوف في وجه عدد من وزراء حكومة الشرعية ورئيسها بن دغر. ولعل تحكمه في إيرادات المحافظة ورفضه توريدها للبنك المركزي بالعاصمة عدن أحد الاسباب التي تعزز رغبته في استقلال حضرموت ذاتيا. ويحسب للمحافظ بن بريك ومعه اللواء البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية قيادتهما لمعركة تحرير حضرموت من الجماعات الارهابية المسلحة قبل عام من الان. وكذا قيامه بتحسين الخدمات الاساسية للمواطنين مثل الكهرباء والماء وغيرها، وتأسيس جيش النخبة الحضرمي الذي بسط الأمن وحافظ على الممتلكات العامة والخاصة في مدن ساحل حضرموت. وتشهد حضرموت استقرارا أمنيا وخدميا كبيرا بالنسبة للمحافظات الجنوبية المحررة وفي مقدمتها العاصمة عدن. ولذا فإن الخطوات التي قامت بها السلطة المحلية بحضرموت خلال عام من تسلمها للمحافظة تشير الى الرغبة في الاستقلال الذاتي للمحافظة وإن كان في إطار دولة اتحادية مثل نظام الحكم بإقليم كوردستان العراق. فهل نرى خطوات أحادية الجانب للسلطات بحضرموت خلال الايام القادمة خصوصا مع إعلان المحافظ بن بريك نيته تدشين العمل بإقليم حضرموت خلال ال 10 أيام القادمة.