يعلم الجميع بأن أقاله المحافظ السابق اللواء/ عيد روس الزبيدي ورفاقه الوزير هاني بن بريك ومن هم محسوبين على المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي سيكون له تداعياته السلبية والخطيرة أقله أنه سيخلق حالة من الاحتقان الشعبي الجنوبي وتعاطفا شعبيا عفويا مناهضا لهادي وسلطته المحدودة والتي باتت اليوم على المحك العملي، لاسيما عقب إعلان عدن التاريخي وتشكيل المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي. وفي الواقع فأن الزبيدي وبن بريك وإن اختلفا معهما سياسيا وفكريا إلا أن قرار إقالتهما وبتلك الطريقة المرتجلة والغير محسوبة العواقب إنما نعده قرارا خاطئا ومركا للحالة وللمشهد السائد في عدن وفي المحافظات الجنوبية الأخرى ، وحين نقول بأن قرار هادي كان خاطئا ومعقدا للأوضاع ليس لأنه أستهدف شخص اللواء الزبيدي وهاني بن بريك لكن القرار لم يأخذ في الحسبان أن أهدر وفرط بنجاح كان في متناول يد هادي الا وهو حالة التقارب التي كانت ناشئة قبيل صدور القرار بين الطرفين.. ( ما توصف بالشرعية والحراك الجنوبي ) والتي فرضه تحالف الضرورة بينهما بفعل الحرب لطارئه التي تشهدها اليمن منذ أكثر من عامين . وعلى الرغم ممن القطيعة السياسية التي أستمرت بين الطرفين عقب حرب صيف 94م وامتدت حتى انتخاب هادي كريس توافقي للباد في فبراير 2012م ومرورا بمقاطعة الحراك للانتخابات الرئاسية التي كان هادي مرشحها الوحيد، فضلا عن مقاطعة الحراك وأقصد ((الحراك الفعلي)) لمؤتمر الحوار الوطني وفعالياته وعدم اعتراف الحراك بمخرجاته ، وعلاوة على اقتحام قوى الحراك للمراكز الانتخابية في المحافظات الجنوبية ومصادرتها لصناديق الاقتراع بل ورميها واحراقها في الشوارع .. إضافة إلى أن سلطة هادي وفي جميع الحوال ليست في موضع قوي يؤهلها للإمساك برفام الحالة الناشئة في عدن والجنوب عموما ، فكان ينبغي على هادي أخذه في الحسبان عند تنحيه طرف حليف ومسيطر على الشارع الجنوبي ، بل كاد يتسبب إقصاءه أ] ((قيادات المقاومة الجنوبية – الحراكية)) بحدوث مشكلات عديدة لولا تدخل قيادات في التحالف ومنع الطرفين الانجرار إلى حرب أهلية أو فوضى عارمه يصعب إخمادها (!!) . وحينما نقول أن سلطة هادي فرطت بناج كان في يدها فذلك النجاح تمثل في الحرب الطارئة التي فوضتها دول التحالف(!!) والتي قاربت بين الطرفين وجعلت الحارك يتجاوز عن هادي ما مضى والتي كان يفترض أن تمنح هادي فرصة الترويض واستقطاب العديد من الشخصيات والقيادات الجنوبية المحسوبة على الحراك وأتباعهم واللذين كانوا وحتى ما قبل اندلاع الحرب الطارئة على اليمن من أشد خصوم هادي . لقد عجزت بالفعل سلطة هادي على أن تخلق علاقة وثيقه مع شركائها الجدد وذلك ما أثر سلبا على مجمل الأوضاع في عدنوالمحافظات الجنوبية الأخرى ، في حين كان يمكن لسلطة هادي تعزيز هذه الشراكة وذلك بالمزيد من التقارب والتفاهم والثقة المتبادلة ، ولاسيما وأن ابلاد في حالة حرب مفتوحه على جميع الجبهات إلا إن ما حدث هو أن الشكوك والمخاوف والهواجس كانت أكبر من أن يتم احتوائها والتخلص منها بين الطرفين ، ولعل هذه العلاقة المضطربة انعكست بدروها على المحافظات الجنوبية الأخرى والتي عاشت مناضا مضطربا وضبابيا في أغلب الأحيان ، وبالتالي فلا سلطه هادي قدر لها أن تبسط نفوذها بحيث تسطير على مجمل الوضاع سياسيا واقتصاديا وخدميا وعسكريا وأمنيا أو أن السلطات المحلية تمكنت من القيام بكامل مسؤولياتها . وفي الواقع فأن هادي لم يحسب حسابا بكون إداراته أسهمت وبشكل كبير في إفشال حلفائه الجدد في عدن وباقي المحافظات الجنوبية ، فضلا عن أنه وبحكم مركزه تسبب في دفع شركائه الجدد ناحية البحث عن حليف لتقويه مراكزهم ونفوذهم وإن على حساب علاقتهم بسلطته والتي للأسف لم ترتق ممارسة إلى طبيعة اللحظة التاريخية والاستثنائية والحساسة التي تعيشها البلاد وتخوض حربا مفتوحه على مصراعيها ، وقد عمل هادي ذلك اعتقادا منه بخلق ظروفا مواتيه له كي يسيطر ويستمر، ضف لذل كان لفشل إدارته الذريع في اختيار أدواتها العاملة سواء في الرئاسة أو الحكومة أو في السلطات المحلية الجيش والأمن السبب الرئيسي في تراجع أداءه فكل ذلك ساهم بشكل كبير في إضعاف سلطته وظهارها في هيئة فاسده ومشوهه والخلاصة أن سلطة هادي لم تتمكن من خلق مناخات محفزة لها كيما تستمر وتقدم نفسها للمواطن بشكل إيجابي ومستقطب للتعاطف والتأييد!!.. ما يعني أن هادي فشل في تأسيس حالة مريحه لا دراته في عدن وفي محافظات الجنوب الأخرى ، فسلطة هادي خسرت حليف حيوي وفهم، نعم تفريط هادي بشريك مهم وحيوي وفي وقت عصيب وحرج مازالت فيه الحرب مفتوحه على مصراعيها سيرفع من الأصوات والافكار الرافضة أصلا لأي شراكه مع سلطة ما توصف بالشرعية مضطرا للدخول في مواجهة انتقاميه ثأريه يجهل الجميع نتائجها وكلفتها على المواطن البسيط في الجنوب والذي يدعي الطرفان (هادي والحراك) وصلة منفعته. وفي الأخير ما حدث في عدن كان متوقعا حدوثه في أي لحظة، لاسيما في ظل إصرار الطرفان الطرفان على السير في اتجاهين متعاكسين ومتضادين.