حجم التظليل الاعلامي الذي تمارسه منظومة الاحتلال في الجنوب بشقيها الشرعي والانقلابي اصبح واضح وجلي في غلب الحقائق من خلال حرب اعلامية شاملة بحق الجنوب وشعبة وهي حرب اخري من نوع قذر ،متجرد من كل القيم والاعراف والدين ،وهي اكثر بشاعة وجرم عن الحرب العسكرية التي شنت قبل عامين وفي ممارساتها اللا اخلاقية تفوق التظليل الفكري الذي تمارسه بعض التنظيمات والاحزاب والجمعيات المتاجرة بالدين في المعترك السياسي ،بل انها جزء وامتداد من صناعة الموت في المراحل السابقة. حيث ان الالة الاعلامية الضخمة التي تدار من خلالها تلك الحرب توحي بان العملية كبيرة ومنظمة ومدعومة من قبل جهات واطراف نافذة داخليآ ،وخارجيآ، مع كل اسف بانهم يسخرون كل جهودهم وامكانيات الدولة لهذا الغرض وجندوا الالاف من ضعفاء النفوس،وبالرغم من دور بعض القوي الوطنية المخلصة والاقلام الشريفة والمنابر الحرة في مواجهة تلك الحرب الشرسة الا ان حجم الصد يظل محدود في غياب الوعي لبعض ابناء جلدتنا من شريحة المتلقي العفوي الذي لايستطيع ان يقرأ ما وراء الخبر ،وبجهل يعملون علي تكريس تلك السياسة ،وهذا الامر يسهم بشكل سلبي في تظليل الحقائق والتعبئة الخاطئة، وتشويه الدور الوطني .
تعددت الاطراف والهدف، واحد وتوحدت جهود حكومة الشرعية باحزابها وادواتها بل وبتنسيق في هذا الاتجاه مع الشق الانقلابي في المنظومة وهذه المرحلة هي الخطة "ج" بعد ان ادرك الجميع بان المشروع الجنوبي الذي سيتوج ب (دولة النظام والقانون) بات خطر يهدد اوكار الفاسدين ،وما نلمسه من خذلان للتحالف في جبهات القتال هو لذات الغرض بل جعلوا من الحرب "التجارة الرابحة" لتموين معركتهم الحقيقية والغير معلنة في الجنوب والتي باتت هاجسهم الاول.