أثارت فتوى أصدرها عبدالكريم عبدالله الشرعي، أحد القضاة اليمنيين الموالين لجماعة الحوثي، بهدر دم ممثل محلي ساخر يدعى محمد الأضرعي، حالة من الجدل في الأوساط اليمنية. وأفتى القاضي، بإهدار دم الأضرعي، بسبب “إساءته المتعمدة والمتكررة بحق آل بيت رسول الله، وتناول كل من الإمام علي كرم الله وجهه، وتناول بالاسم فاطمة بنت محمد، والإمامين الحسن والحسين، على مدى شهر رمضان”، على حد قوله. ووصف القاضي الموالي لجماعة الحوثيين، في فتواه التي نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يوم الخميس، الممثل الأضرعي ب”الكافر والزنديق”، حيث قال :” لعنة الله على كل يمني مسلم، شيعي أو سني، داخل السعودية أو اليمن، يقابل الكافرالزنديق محمد الأضرعي، ولا يقوم بهدر دمه”. وعلى مدى ليالي شهر رمضان، تعرض قناة “سهيل” اليمنية، المملوكة للقيادي في حزب “التجمع اليمني للإصلاح” ورجل الأعمال حميد الأحمر، حلقات كوميدية تحت اسم “غاغة”، بطلها الفنان محمد الأضرعي، ينتقد فيها الحوثيين والشيعة بطريقة ساخرة. وتعرّض “غاغة” إلى جملة من الانتقادات من قبل كتاب وناشطين يمنيين على مدار الفترة الماضية. وقال الكاتب اليمني، محمد جميح، في منشور له على “فيسبوك”: “مسلسل (غاغة) الذي يعرض على قناة (سهيل)، لم يكن على مستوى موهبة الأضرعي، ثم أن السخرية من معتقدات الآخرين ليست فناً، مع إدراكي أن الأضرعي لم يسخر من أهل البيت، وإنما سخر من المعاصرين من أتباع الإمامية”. وعلق على فتوى إهدار دم الأضرعي بالقول “أن يفتي القاضي عبدالكريم الشرعي، بتكفير الأضرعي ووصفه بالكافر الزنديق، وإهدار دمه دون محاكمة، فهذا ضرب من التكفير الذي يجب أن يضع هذا القاضي التكفيري ضمن المحرضين على القتل”. من جانبه، وجه الكاتب مروان الغفوري انتقادات قناة “سهيل”، قائلاً “جماعة الحوثي عصابة مسلحة، تخوض حرباً ضد الدولة، لكن قناة (سهيل) جعلت منها مذهباً يخوض حرباً ضد السنة”.
وأضاف “لكن ما ليس طبيعياً أن يكون المحتوى الطائفي في قناة (المسيرة) التابعة للحوثيين، أقل من قناة (سهيل)، ولست أدري ما إذا كان حميد الأحمر يقف شخصياً وراء ما فعله الأضرعي، كمحاولة للقول إن هزيمته الشخصية حدثت ضمن هزيمة شاملة وقعت للسنة، أو دفاعاً عن السنة”. وعبّرت قناة سهيل عن إدانتها للفتوى التي كفرت الفنان محمد الأضرعي، معدّ ومقدم برنامج “غاغة”. وقالت إن الأضرعي لم يسىء إلى أحد وأنه كرس فنه في كشف ما تروج له الجماعات الطائفية والانحرافات والمزاعم التي لا أساس لها في التاريخ الإسلامي.
