هناك قولاً مأثوراً يقول لا تكسر الجدار حتى تعلم لماذا بُني ذلك الجدار ، و يقابله في القول لا تهدم بئراً حتى تعلم لماذا حفرت تلك البئر وهذا ما ينطبق على بئر الدولة سلطنة يافع بني قاصد الساحل الحصن مديرية خنفر ، و التي ظلت تقدم السقاية للمواطنين و عابري السبيل و لمربي المواشي من الاغنام و الأبل و الابقار لفترة طويلة من الزمن ، ثم اندثرت و أهملت و أصبحت أثراً بعد حين . تناقلت الاخبار عن حسرات الناس و زفراتهم حول اختفاء تلك البئر العظيمة التي سقت الحرث و الزرع و حافظت على حياة الناس في السراء و الضراء و في الايام العصيبة و المرة ، حتى وصلت تلك الأخبار إلى الفاضل الأستاذ أحمد عبدالله السعدي ، الذي لم يتوان لحظة واحدة ، فأعطى توجيهاته الكريمة إلى أبن أخيه الأستاذ محمد زيد أبو عمّار ، بتنفيذ مشروع إعادة احياء هذه البئر التاريخية و إعادة احياءها خدمة للناس من جديد.
و بروح من المسئولية تفانى الجميع في حفر هذه البئر من جديد و على أحسن الطرق الفنية ، وجهزت لها المضخات و الأنابيب و الاحواض لتسهيل عملية السقاية بكل الطرق المريحة.
بعد الانتهاء من العمل في البئر قام الأستاذ محمد زيد أبو عمّار بأخذ عينة من مياه البئر إلى مختبرات المركز الوطني للصحة العامة عدن للتأكد من صلاحياتها للاستخدام البشري خاصة لكون البئر متوقفة منذ فترة و لقطع الشك باليقين حيث اثبتت النتائج المختبرية بأن مياه البئر مطابقة لشروط المواصفات القياسية ، كما جاءت لتؤكد صحة ما كان يردده معظم السقاة القدامى بأن ماء البئر نقي وعذباً صافي زلال.
وكما هو معلوم بأن رجال الخير لا يحبون ان يكتب عنهم ، ولكن بعزيمة مني قدمت هذه اللفتة الموجزة للقراء جميعاً شهادة مني للتاريخ عن جزء بسيط عن الاعمال الخيرية لأسرة آل بن عوض السعدي و كل الخيريين الذين ساهموا و تعاونوا بإعادة الحياة لهذه البئر التي أنتهى العمل بها تزامناً بأجمل أيام العام ليالي الشهر الفضيل المبارك ، وأنتهزها فرصة لأتقدم بأسمى آيات الشكر و العرفان بليلة عيد الفطر المبارك لهم جميعاً لما قدموه من أعمال جليلة و ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ومن يعمل خيراً يخلده التاريخ بصورة مشرفة ناصعة البياض.