عبدالوهاب طوّاف أصغرُ دبلوماسي في نظامِ المخلوع علي عبدالله صالح قال في تصريحاتٍ ومقالاتٍ صحفيّة سابقة إن الجنوبَ حزم أمرَه نحو الاستقلال ، فعاد السفير طوّاف أمسِ ليتهكّمَ على قيادات المقاومة الجنوبية ويصفهم بأنهم ليسوا رجال دولة بعد أن استرسل في المنِّ والأذى على الجنوبيين بالمناصب التي عُينوا فيها كمحافظين وقياداتٍ عسكرية ومدنيّة وتنفيذية . "طوّاف" تناسى مكانته ومواقفه ونسى أن المناصب والمواقع التي وصل إليها قياداتُ الجنوب والمقاومة -عسكريين ومدنيين- لم تكنْ مكرمةً لا من الرئيس اليمني الذي يمثّل شرعيةَ الاحتلال ولا من قوى الاحتلال اليمني ذاتِها ولا حتى من التحالف العربي بقدر ماهي أمرُ واقع وفرضٌ على تلك القوى المعادية للجنوب بعد أن عجزتْ وأفلست وجبُنت أن تقفَ على أرض الجنوب بأي شكلٍ من الأشكال لا بصفتها الشرعية ولا الانقلابية ولا الإرهابية حتى .. تناسى ربيب المخلوع أن عيدروس وشلال وبن بريك والخبجي وغيرهم من رموز الجنوب وصلت إلى تلك المواقع القيادية بدماءٍ وتضحيات جسام تحررتْ بها أرض الجنوب من دنسِ الغزاة الشماليين ، وتعامي أن هذه القيادات الجنوبية استطاعت في وقتٍ قياسي أن تجتث الإرهابَ وتستئصلَ إيادي الغدر والإجرام من عدنوالمحافظاتالجنوبية وهو ما عجزت عنه شرعيةُ الاحتلال اليمني قبل الحرب وأثناءها وبعدها وستظل عاجزةً .. لم يكلّفْ السفير المدلل في كنف صالح نفسه في أن يتمعّنَ ويتفكر فيما حققته الشرعية اليمنية المهترئة في محافظات الشمال رغم الضخ الهائل بالمال والسلاح من دول التحالف العربي ، لم يتساءل مع نفسه ما الذي تحقق للشرعية في تعز وصنعاء ومأرب والبيضاء وذمار وإب وصعدة وعمران ؟ وما الذي حققه رجال الجنوب على الأرض هنا ؟! . طواف وجميح وغيرهما من ورعان السياسية الذين يسبّحونَ بحمد الشرعية يسعون فقط إلى أن تبقى الجنوب خاضعةً للاحتلال اليمني وتحت الوصاية الشمالية ، يجنّدون إمكاناتهم لهذا المشرع الاستعماري الحقير دون حساب لمواقفهم السابقة ، فهم شرعيون وانقلابيون ضد الجنوب وانفصاليون ومنصفون حين تقوى شوكة المشروع الجنوبي وتتسهل أمام الجنوبيين آفاق الاستقلال ، وهذا واضح جدا في مواقفِ رئيس الحراك الشمالي السفير طواف الذي يترنّح هنا وهناك كالذي يتخبطه الشيطان من المس !! لم أرَ في مقال الدبلوماسي عبدالوهاب طواف المعنون ب"نصيحة للحراك الجنوبي" أي لغة دبلوماسية أو سياسية أو حتى منطقية مقبولة ولو إلى حد قليل ، ولم يلمس منها القارئ إلا الابتذال في اللغة والألفاظ ، والعهر والمياعة في الطرح والتناول ، والتحامل والتطاول والفجور والدناءة في التخاطب ، والمراوغة والمبالغة والمغالطة في طرح الفكرة وعرضها ، لكن لا غرابةَ ولا استغراب فهذه هي الدبلوماسية السياسية والعقلية الإعلامية التي مثّلت نظام الاحتلال اليمني أمام قضية الجنوب ، وهكذا غالبا هو وجه العربية اليمنية على مستوى الدبلوماسية الخارجية !! لا يريد هؤلاءِ المتسيسون ومَنْ هم على هذه الشاكلة أن الجنوب اليوم دولة بكل مقوماتها وإمكاناتها لا تخضع للعربية اليمنية إلا في إطار الاتفاق والتعاون مع التحالف العربي ، ولم يستوعبوا بعد أن الجنوب اليوم ليست مظاهراتٍ ومسيرات وشعارات بقدر ماهي جنوبُ السيطرة على الأرض عسكرياً ومدنيا ، وأن للجنوب جيشاً ومقاومةً مسلّحة ومشروعاً وطنينا لن يسمحَ للسطوة اليمنية حتى بمجرد التفكير في العودة إلى أرض الجنوب ، وأن هناك جيشاً وطنيا محترفا يُعدُّ لهذا الغرض . ببساطة الجنوب اليوم دولةٌ مستقلة عن اليمن ولا ينقصها سوى بعض "الشكليات" المرتبطة بالقانون الدولي ومفاهيم العلوم السياسية التي يعيها "طواف" ويفطن أبجدياتها تماما ؛ لهذا يبدو أن النُخبة الشمالية التي يمثُلها السفير طواف فطنتْ الواقع السياسي للجنوب فأرادت بهذه الحملة والتطاول أن تخلط الأوراق وتُحدِث نوعاً من التشويش والحرب النفسية وهي لعمري محاولات بائسة وفاشلة لامحالة !!