يناقش اليوم الاعلام العالمي موضوع أطفال الايمن في اسرائل بعدنضوج هذه القضية التي بلغ عمرها 70 عاما كتبت أكثر من مرة عن قضية أطفال اليمن في إسرائيل واستعرضت هذه القضية أيضا في روايتي (الرجل الحوت) على لسان احد أبطال الرواية (سعد البوني) وهو شخصية حقيقية وتسميته بهذه التسمية لنسبته لحي (البونية) في صنعاء وهو من المهاجرين اليهود إلى فلسطين ضمن هجرات بساط الريح من اليمن التي تبنتها بريطانيا مع الوكاله الصهيونية بعد الحرب العالمية الثانية وقد كان لسعد البوني هذا إخوة أطفال قامت السلطات الصهيونية بأخذهم ليتم تربيتهم صهيونيا ضمن أعداد كبيرة من أطفال اليمن الذين تم خطفهم وتدريبهم بعيدا عن ثقافتهم الدينية الشرقية بغية غسل أدمغتهم للقيام بمهام إرهابية يوجهها النظام الصهيوني وفق رغباته في تلك الفترة التي كانت فيها بدايات تكوين النظام الصهيوني . وينقسم اليهود من الناحية العنصرية في اسرائيل إلى قسمين رئيسيين القسم الأول وهم (الأشكناز) القادمون من بلاد الخزر من أوربا الذين يحضون بالامتيازات ويكون في الغالب لهم الوظائف والأراضي ورئاسة الجامعات . أما الطبقة. الثانية فهم يهود السفارديوم (الشرقيون) ويعد اليمنيون قبل ورود يهود الفلاشا من أثيوبيا إلى اسرائيل هم الطبقة الأدني قبل سبعين عاما من يومنا , حينما اختطفت السلطات الصهيونية هؤلاء الأطفال على أعتبارهم الأرخص وقتها بحسب الميزان العنصري في المجتمع الاسرائيلي وقتها . يثار بين حين وأخر من قبل اليهود اليمنيين القاطنين في إسرائيل موضوع أطفال اليمن وتتداوله الصحافة بشكل مقتضب غير أنها تكونت مؤخرا منظمات حقوقية متخصصة في اسرائيل تطالب السلطات الاسرائيلية بالإفصاح عن مصير هولاء الأطفال الذي صنع لهم النظام وقتئذ مقابر وهمية كبيرة ولم يكن بهذه المقابر أحد من الأطفال فلم ينطلي الأمر على أهالي الأطفال. اليوم . مسألة مطالبة اليهود اليمنيين بأطفالهم لم تعد تعني اليمنيين فحسب , بل أصبحت قضية انسانية في أسرائيل يتعاطف معها الجميع أصبحت القضية ناضجة ومنظمة في ظل التطور الرهيب في المنظومة القضائية الاسرائيلية مقارنة بجيرانها العرب مما أحرج السلطات الاسرائيلية ليتم اليوم تعيين وزيرا مخصصا تنحصر مهمته فقط في بحث قضية (أطفال اليمن) . تجدر الإشارة إلى انه يوجد في الثراث الصهيوني أصل لغسل أدمغته الأطفال لانجاز مهام قتالية يعود ذلك لرائده فنحاس بن إلي عاز المنتمي لجماعة الفريسيين الأكثر تطر فا ويتم تسمية الاطفال الجاهزين لمهام قتالية ب(السقارين) وقد صنع من هؤلاء الأطفال فرقا انتحارية, أورد ذلك المؤرخ اليهودي (يوسفوس فلافيوس) المعاصر للسيد المسيح عليه السلام في كتابيه مآثر اليهود وتاريخ اليهود والذ أورد فيهما ملحمة قلعة (ماسادا) التي سطرها (يهوذا الخليلي) المتطرف والمتمرد على حكم الرومان عندما كانوا يحكمون فلسطين وقتها وتم بموجب هذه الملحمة على الحامية الرومانية في قلعة ماسادا وغدر يهوذا بأفراد الحامية وقد أباد يهوذا الخليلي كل جنود الرومان في هذه القلعة ويرافقه جملة من اليهود المتطرفين منهم نساء وأطفال وعندما وردت التعزيزات الرومانية لاستعادة القلعة , أمر يهودا الخليلي مرافقيه والذين ينيفون عن الألف شخص بأحراق كل المؤن واراقة الماء وليقتل بعضهم بعضا ليموتوا جميعا ولم ينج منهم إلا ثلاث. أطفال وسيدة واحدة هم من أستند عليهم المؤرخ (يوسفوس فلافيوس) في كتابة وقائع هذه الملحمة التي وقعت على ضفاف البحر الميت في عام 73 للميلاد. ملحمة ماسادا هذه استلهم منها فكرة تكوين (داعش) ملحوظه قصة الماسادا هذه التي وقعت على مقربة من البحر الميت كانت محور روايتي الاولي (قصة إرهابي) التي استعرضت بشكل تفصيلي درامي لهذه الواقعة.واستعرضت اعمال ماسادة ثانية بطلها يوسف النبيه من مدينة حجةاليمنية والتي بدأت بحادثة 11 سبتمبر لتنتهي بداعش في العراق وسورية واليمن هذه الرواية طبعت الطبعة الأولي منها عام 2006 أي قبل 11 عاما من يومنا هذا. باحث وكاتب روائي