صادف يوم السبت ذكرى رحيل الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، صاحب "رجال تحت الشمس" و"ما تبقى لكم" و"أرض البرتقال الحزين"، وصاحب مفهوم "أدب المقاومة". الذي قتله موساد الكيان الصهيوني في بيروت سنة 1972 مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين. وقد ترك كنفاني وراءه إرثاً كبيراً من الأدب، لعب دوراً في تغيير بنية الخطاب الفلسطيني المقاوم. ويعتبر غسان كنفاني أحد أشهر الكتاب والصحفيين العرب في عصرنا، فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية. عاش في يافا حتى ماي 1948 حين أجبر على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم إلى سوريا، حيث عاش وعمل في دمشق قبل انتقاله إلى الكويت وبعد ذلك في بيروت منذ 1960. وحينما تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 قام بتأسيس مجلة ناطقة باسمها حملت اسم "مجلة الهدف" وترأس تحريرها، كما أصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعدها. كان تاريخ غسان وعلى قصره حافلا بالإصدارات والاسهامات، فأصدر كنفاني حتى تاريخ وفاته المبكر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. وقد ترجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى 17 لغة ونشرت في أكثر من 20 بلداً، وتم إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة. بل إن اثنتين من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين، وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى اليوم بأهمية متزايدة. وتنبع قوة أعماله من نقطة محاكاتها لهموم الناس وايقاع حياتهم فإصدار قصة "عائد إلى حيفا"، وهو عمل وصف فيه رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا، وقد وعي ذلك، وهو لا يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع. وقد تتالت اصداراته ك"أرض البرتقال الحزين"، و"ما تبقي لكم"، وقصص "أم سعد"، وغيرها. كما كتب غسان كنفاني عن شعراء المقاومة ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية فى الفترات الأولى لتعريف العالم العربي على شعر المقاومة. كما كان غسان كنفاني فنانا مرهف الحس، صمم العديد من ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما رسم العديد من اللوحات.