جميل ان نستعرض التجارب السابقة وجوانب الاخفاق فيها حتي نثري كل الجهود المبذولة اليوم بالاراء والافكار النيرة في طور تأسيس وبناء الدولة الجنوبية المنشودة. تذكرت حديث لاحد اعضاء المكتب السياسي مع بدايات الانفتاح في عام 89م تقريبآ،في لقاء مفتوح عن تجربة القيادة الجنوبية منذ الاستقلال عام 67م ومارافقها من اخطاء ،وفي خضم حديثه قال كنا القيادات في تلك المرحلة عبارة عن مجموعة من الشباب الطائش والمشحون بالشعارات الثورية وجميعنا حديثي التجربة اكبرنا لايتجاوز السابعة والعشرين من العمر،واردف القول بان الرئيس قحطان الشعبي الوحيد الذي كان في الاربعينات من العمر ولكننا اعتبرناه عقلية قديمة وصنفناه سياسيآ بطرف مناهض للثورة،اليوم نري البعض من القيادات الثورية من المعارضين للمجلس الانتقالي لازالوا يعيشون تلك المرحلة من خلال ممارساتهم حيث تجد معظم تحفظاتهم علي تركيبة المجلس اي الاعضاء الذي وردت اسمائهم ضمن عضوية هيئة الرئاسة، لانهم يرون بانهم هم من ناضل وهم الاحق بالقيادة،والحقيقة بأن التاريخ يعود نفسه من خلال تكرار اخطأ الماضي مع العلم بأن تلك المفاهيم هي ابرز عناوين الاقصاء والشمولية، اي ان تلك العقليات لازالت لم تستوعب الدرس بعد. فيما اذا نظر كل جنوبي الي تركيبة المجلس وهو متجردآ من الذات سيجد فيها من الحكمة بكل المقاييس،بل سيلمس من خلالها خارطة طريق نحو مستقبل امن،وسيلاحظ بأن القائمون علي ذلك المشروع يجسدون تجربة حديثة مستلهمة العبر والدروس من الماضي من خلال استيعاب كل لون الطيف الجنوبي خصوصآ الشرائح الاجتماعية والقوي السياسية التي اقصيت في الماضي، والاجمل من ذلك ان تجد بين الاعضاء من العقلاء والحكماء، وكبار السن من الهامات المجربة،بالرغم من تلك الايجابيات الا اننا نتعشم بالتحديث الايجابي باستمرار . المحزن في الامر ان البعض يذهب الي تخوين بعض القيادات التي وردت اسمائها ضمن قائمة المجلس ،بل وتجدهم يذهبون الي النبش في الماضي فلان كان كذا وعلان قال كذا ،فيما نري ونلمس القيادات التي تتهم بالتخوين قد تجلت مواقفها الصادقة من خلال رفضها للمساومة وتخليها عن مناصبها في سبيل قضية الوطن .