بدأ المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جولة جديدة من المشاورات مع الأطراف اليمنية بهدف الاتفاق على خطة انسحاب الانقلابيين من ميناء الحديدة لتحقيق السلام الشامل، فيما كشفت الحكومة اليمنية عن أن إيران مستمرة في إرسال الصواريخ والأسلحة للانقلابين بهدف إطالة أمد الحرب وتهديد الملاحة في مضيق باب المندب. وأكدت مصادر سياسية يمنية في تصريحات ل«البيان»، أن ولد الشيخ سيلتقي قيادات في حزب المخلوع صالح وأخرى من الأحزاب الداعمة للشرعية، فضلاً عن ممثلين لمنظمات المجتمع المدني وسفراء الدول الراعية للسلام في اليمن، بهدف إقناع الانقلابيين بقبول خطته للانسحاب من ميناء الحديدة كونها خطوة أولى لمحادثات سلام شاملة.
ووفق المصادر ذاتها فإن الاتصالات ستشمل أيضاً طرفي الانقلاب بدعم كامل من مجموعة الدول الداعمة للسلام، بعد أن تلقى المبعوث الدولي تأكيدات من التحالف العربي والشرعية بدعم خطته للتسوية القائمة على انسحاب المليشيات من ميناء الحديدة وتسليم رواتب الموظفين وإعادة تشغيل مطار صنعاء، كونها خطوات ممهدة لتسوية شاملة ترتكز على نتائج محادثات السلام التي استضافتها الكويت العام الماضي.
ويأتي التحرك الأممي متزامناً مع طلب الحكومة الشرعية من الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، اتخاذ «إجراءات رادعة» ضد إيران بسبب إصرارها على إطالة أمد الحرب ورفض كل مقترحات السلام، إذ أعلن الانقلابيون رفض خطة السلام المقترحة من المبعوث الدولي وتمسك بمطلب وقف القتال وإعادة فتح مطار صنعاء قبل الدخول في المحادثات.
أيادي إيران على صعيد متصل، قالت الحكومة اليمنية، إن إيران تصر على إطالة أمد الحرب بتزويد المليشيات الانقلابية بالأسلحة والصواريخ التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية بمضيق باب المندب أحد أهم الممرات التجارية الدولية في العالم، مطالبة مجلس الأمن والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات رادعة ضد إيران.
ووفق مسؤولين يمنيين في تصريحات ل«البيان»، فإن طهران مستمرة في تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر بواسطة زوارق صغيرة مستخدمة الجزر الصغيرة غير المأهولة المنتشرة هناك، كما تستخدم طريقاً آخر عبر سواحل بحر العرب من خلال الطريق الذي كان مهربو المخدرات يستخدمونه في عملياتهم من أفغانستان مروراً بالصحاري الشاسعة.
وأوضح المسؤولون أن قوات التحالف شددت من الرقابة على السواحل وتمكنت من تدمير زوارق عدة للتهريب، إلا أن استمرار هذه العمليات أثر على حياة عشرات الآلاف من الأسر التي تعيش على الصيد البحري.
مقتل انقلابيين ميدانياً، قالت وزارة الدفاع اليمنية، إن «30 من المسلحين الانقلابيين قتلوا وجرح آخرون في مواجهات عنيفة شهدتها منطقتا بران والمدفون بمديرية نهم شرق صنعاء». وذكر الموقع الرسمي للوزارة، أن قوات الشرعية استدرجت الانقلابيين إثر محاولاتهم التسلل وكبدتهم خسائر فادحة، فيما شنت مقاتلات التحالف أكثر من أربعين غارة استهدفت المناطق الحدودية مع السعودية في محافظتي صعدة وحجة.
كما أسفر قصف مقاتلات التحالف العربي لمواقع وتعزيزات المليشيات الانقلابية، في جبهة حام بالجوف ومديريتي مقبنة وموزع غربي تعز، عن مقتل 11 وإصابة 17 آخرين وتدمير ثلاث عربات عسكرية.
وقال مصدر عسكري في قيادة محور تعز في تصريحات ل«البيان»، إن مقاتلات التحالف شنت أربع غارات على مواقع الانقلابيين في منطقة البرح غربي مقبنة أدت إلى مقتل أربعة وإصابة ستة آخرين، مضيفاً أن المقاتلات قصفت تعزيزات الحوثيين في منطقة الهاملي وغارتين على معسكر خالد بمديرية موزع، وأدى إلى مقتل سبعة وإصابة 11 آخرين وتدمير عربتين عسكريتين.
وأكد الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة عبدالله الأشرف ل «البيان»، أن ثلاث غارات في جبهة حام أسفرت عن تدمير ثلاث عربات عسكرية للمليشيات ومقتل من كانوا على متنها.