نعم يا مولاي الملك لاتدع الزبانية ولتأمرهم أن يحضرونه مكبلا الى ساحة عامة ولتكن تلك الساحة التي تقام فيها في العادة الحدود على الضعفاء والمساكين من قطع ورجم وتعزير وجلد وليكن أول ما يعاقب به ان يحلق شعر رأسه الطويل بحيث يستدعى أفراد هيئة المنكر الأجلاف ليقوموا بهذا العمل الذي لطالما نفذوه مع الالآف من الضعفاء الأجانب بعدها يستدعى جميع ضحاياه أينما كانوا ومهما كانت جنسياتهم وأديانهم وألوانهم ولغاتهم ثم يأمروا ان يشفوا غليلهم ويعاقبون أبن الأكرمين بنفس ما كان يعمله معهم بل وأكثر، دعهم يضربونه بأيديهم ويدوسون ناصيته باقدامهم الحافية أو بأحذيتهم حسب رغبتهم ومرهم ان يبصقوا على وجهه وأن يدموا أنفه ويكسروا أسنانه. ويستحسن ان تتواجد انت ياصاحب الجلالة او من ينوبك ليشجع هؤلاء المستضعفين على الأخذ بحقهم بكل حرية وراحة ولو حضرت فلتكثر من تكرار القول لهم اضربوا أبن الأكرمين ودوسوا على وجهه حتى يذهب غيض قلوبكم لربما يخف غضب ربكم ومقته على مملكتنا ودولتنا بالطبع يا سيدي لم أنصحك بما سبق لتكون كالفاروق عمر، لم أنصحك لتصلح آخرتك وتكون أمام عادل يستظل تحت ظل ربه يوم لا ظل إلا ظله ، كل هذا لا يعنيني ولست أهتم به بل لربما أتمنى لك خلافه ما يعنيني هو أنك بمعاقبة أبن الأكرمين ستحافظ على عرشك وملكك واستقرار شعبك ورفاهيته وعلى سبل العيش لمن هم مقيمين عندك من خارج بلدك لأن البلدان والدول والإمبراطوريات لا تحصن الا بالعدل ولا تدوم الا بالرحمة والإحسان للغرباء ومعاملتهم كبشر لهم كلما للبشر من حقوق وطيب معاملة*
أما يا سيدي لو استمعت لعلماء السوء- وما أكثرهم-ودجالي الصحف والقنوات بأن يحسنوا لك العفو عن هذا الأمير الأرعن والاستمرار باحتقار الأجانب الضعفاء واستعبادهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا لو فعلت ذلك فأني أخشى ان تحل عليك وعلى بلدك النقمة واللعنة من جبار السماء فدعوات المظلومين الذين يهانون ويظلمون في بلدك ترفع إلى الحكم العدل الذي لا تختلف عليه اللغات ولا تختلط عليه الأصوات وسينصرها ولو بعد حين مضافا اليها دعوات الشعب الليبي الذي أسقطتم حكومته وشردتموه في الصحاري والبحار ودعوات الشعب السوري والشعب العراقي وبقية الشعوب التي كان لكبركم وغروركم وتعاليكم وأموالكم الدور الأكبر في قتلها وتدميرها وتشريدها
ولأن شعبكم شعب طيب حبيب الى قلوبنا فإننا حريصون ان لا ينال ما نالته الشعوب من قبله من حروب وفتن وثورات ودمار ولذا وجدنا أنفسنا ملزمين بتوجيه هذه الخاطرة الى مقامكم العالي وهي تحوي على شيء من النصح لكم والتوسل اليكم ان تعاقبوا أبن الأكرمين ومن هم على شاكلته مهما ارتفعت درجاتهم فالعدل أساس الحكم العدل أساس الحكم فهل انتم تسمعون