رد الحوثيون على "مبادرة" شريكهم في الانقلاب تحت الرعاية الإيرانية المخلوع صالح الذي دعا للمصالحة الشاملة بين كافة القوى اليمنية التي أطلقها قبل أيام عبر كتلته البرلمانية في مجلس النواب اليمني، هروباً من مأزقه في التحالف مع الحوثيين والاشتراك معهم في الانقلاب على السلطة الشرعية وضرب الاستقرار في اليمن وتهديد أمن المنطقة والخليج. وقال الحوثيون عبر موقع قناة "المسيرة" الحوثية التي تبث من الضاحية الجنوبية تحت إشراف حزب الله الإرهابي، إن دعوة شريكهم صالح ومبادرته مرفوضة بالمطلق، بل اعتبروها خيانة، مؤكدين على عدم أحقيته في تقديمها، وفقاً لصحيفة الرياض السعودية. وذهب الحوثيون إلى أبعد من مجرد اتهام المخلوع بالخيانة، ووجهوا له تحذيراً شديد اللهجة من التفريط بدماء قتلاهم في الحرب الدائرة مقابل ما أسموها "مصالح آنية وضيقة" والمقصود بها مصالح خاصة بحسابات صالح بعيداً عن شراكتهم معهم. وهذا يُعد أول تحذير حوثي لافت ويوحي بقرب انتهاء علاقة الخدمات المتبادلة بينهما لصالح الحوثيين بعد أن اعتقد المخلوع أنه سيلعب بالجماعة متجاهلاً ارتباطها بالرعاية الإيرانية، الأمر الذي أتاح لها التغلغل داخل حزبه والقوات الموالية له وتحويله تدريجياً إلى رهينة تحت رحمة أحد المشرفين الحوثيين. ويرى محللون أن صالح لم يكن يدرك حقيقة أن تورطه في الشراكة مع جماعة طائفية مسلحة ومنظمة ومرتبطة بأجهزة مخابرات تتبع إيران، لن يتيح له استمرار سياسته المفضلة المسماة ب"الرقص على رؤوس الثعابين". واعتبر المحلل السياسي اليمنيمأرب الورد أن الرد الحوثي يحمل رسالتين، تتركز الأولى بأن يلزم صالح حدود ضعفه وألا يتجاوز دور التابع، والرسالة الثانية بأن لا يعول على أي تسوية قادمة من الخارج في إشارة إلى المبادرات الأممية لحل الأزمة وإيقاف حرب الانقلاب. ودعا نواب حوثيون إلى تعطيل نشاط واجتماعات كتلة صالح في مجلس النواب رداً على المبادرة، معتبرين استمرارها خطراً عليهم، بل إن نشطاء الحوثي هددوا بالخروج إلى الشوارع لمطالبة ميليشياتهم العسكرية بإغلاق البرلمان أمام كتلة صالح وإجباره على سحب المبادرة التي أطلقها.