قال مصدر طبي يمني الثلاثاء، إن المستشفيات العامة والمرافق الطبية كافة في العاصمة اليمنيةصنعاء "رفعت حالة الطوارئ" بالتزامن مع تصاعد التوتر بين ميليشيات الحوثي وحليفها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وأوضح المصدر من مستشفى السبعين الخاضع لسيطرة الحوثيين والقريب من ميدان السبعين، وسط صنعاء أن "إدارة المستشفى طلبت من الأطباء والممرضين الاستعداد والتأهب خاصة في قسم الطوارئ". وأضاف مفضلا عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية أن "التوجيهات جاءت من وزارة الصحة في حكومة الحوثي وصالح غير المعترف بها دوليا". وتابع "لا نعرف على وجه الدقة لماذا رغم أنه سبق أن نُظمت فعاليات جماهيرية كبيرة في الميدان القريب منا خلال الأشهر الماضية". وكانت وكالة أنباء سبأ التابعة للحوثيين قد ذكرت مساء الاثنين أن وزارة الصحة الخاضعة للحوثيين وجهت "جميع المستشفيات الحكومية والخاصة برفع الجاهزية خلال الفعاليات والاحتشاد من 22 إلى 24 أغسطس/آب". وطالبت الوزارة "المستشفيات بإرسال سيارات الإسعاف في مكان الاحتشاد تحسبا لأي طارئ". وتشهد العاصمة صنعاء توترا وتحشيدا غير مسبوق بين طرفي التحالف السائر على ما يبدو للتفكك في ظل خلافات عميقة قد تتحول الى مواجهات مسلحة بين الحين والآخر وهو ما يفسر رفع المستشفيات حالة الطوارئ استعدادا للأسوأ. ويستعد حزب المؤتمر الشعبي جناح صالح للاحتفال الخميس المقبل في ميدان السبعين بذكرى تأسيسه ال35 بينما دعا الحوثيون أنصارهم للاحتشاد أيضا عند مداخل صنعاء في اليوم نفسه تحت شعار "التصعيد مقابل التصعيد". كان عارف الزوكا الأمين العام لحزب صالح قد كشف في كلمة أمام أنصار الحزب الأحد أسباب الأزمة التي اندلعت بين صالح والحوثيين منها "نهب الحوثيين 4 مليارات دولار من خزينة الدولة إلى جانب "استمرار سيطرة اللجنة الثورية التابعة للحوثين على الميدان وعلى كل صغيرة وكبيرة، ومنعها الوزراء المحسوبون على الحزب من دخول الوزارات (في حكومة الحوثي صالح غير المعترف بها دوليا)". كما اتهم الزوكا الحوثيين بعرقلة تعيين قائد لقوات الحرس الجمهوري التي تُدين بالولاء لصالح. ويشير مراقبون إلى احتمال أن يؤدي التصعيد الحاصل إلى تصدع تحالف الحرب الداخلية الذي تتهمه الحكومة الشرعية والتحالف العربي بالانقلاب على السلطة يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014. ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من عامين ونصف بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى. وكان الرئيس اليمني السابق قد شن حربا على الحوثيين في صعدة حين كان في السلطة قبل أن يتحالف معها بعد أن أطاحت به ثورة شعبية. وتحالف المصالح لم يدم طويلا، حيث بدأت حباته في التناثر في ظل صراع على تأمين مراكز النفوذ بينما يواجه الشعب اليمني أسوأ أزمة بسبب الانقلاب على الشرعية بقوة السلاح.
