يفسد الحياة ويلونها بلون مختلف. من قبل كانت أداته الإشاعة .. ولذلك فقد سيطر على معظم أدوات الإشاعة من أجهزة استخباراتية ومنتديات ومجالس قات ومجالس تفرطة ، بما في ذلك وسائل المواصلات العامة والخاصة وحتى المواخير سخرها لذلك . وقبل ذلك كان عكفي الامام يطوف القرى حافي القدمين وهو في حالة من البؤس المريع يحكي للناس عن كرامات الامام ومعجزاته الخارقة وعن النعيم والعدل الذي يعيشه الرعية في ظله . وكان الناس البسطاء ، وهم يستمعون الى العكفي ، يتماهون مع حديثه عن كرامات وعدل ونعيم الامام ، وينسون واقعهم البائس وذلك فيما يشبه التوق الى حلم يتمنون تحقيقه . وفي زمن الاعلام والتواصل الاجتماعي والالكترونيات كان الفساد سباقاً للسيطرة على هذه الوسائل بإمكانيات ضخمة وأموال تنفق بلا حدود ليحمي سدنته وصقوره ، ولينشر ثقافته في مجتمع لم يدمره غير الفساد وأصبحت فيه الغاغة وسيلة لقمع الحقيقة . يخيل لعكفة الفساد الجدد أن الحقيقة تموت بالغاغة!! غلط !! الصحيح هو أن الحقيقة قد تقمع ولكنها لا تموت .. تبعث من بين الرماد ولو بعد حين . إعتقد قتلة ناجي العلي انه بعد أن دفن دفنت معه الحقيقة . نعم دفن ناجي العلي لكن حقيقة قتله ظلت تحوم تبحث عن الفعلة حتى فرضت نفسها في الدعوة الى تحقيق عادل . وقس عليها الكثير مما يمارسه لصوص الحقيقة.