دولة الإمارات الشريك القوي للرياض في حرب اليمن ، وهي أكثر الدول فاعلية في الحرب ، أداءها العسكري والمدني والسياسي موزون بدقه ، وتتحرك نحو أهدافها بفعالية مؤثره ، اليمنيين هم من جعلوا أنفسهم تحت الوصاية الدولية ، في صنعاء تدشن اليوم حملة المليون توقيع لرفع ( الوصاية على اليمن ) أي يطالبون بحسب قولهم إيقاف العدوان ، سابقا في الجنوب نشطت حملة جمع مليون توقع ولكن من اجل إنهاء احتلال اليمن للجنوب ، مهما كانت الممانعة سيضل سوط البند السابع الذي صنعه اليمنيين بأيديهم يضرب جسدهم بقوة . على المدى البعيد ليست الرياض فقط هدف عقدي بل سيضل الخليج فارسيا ولابد من علو سطوة فارس عليه ، عبدالملك الحوثي هدد ضرب الإمارات صاروخيا ، التهديد بضرب الإمارات تحول يعطي دلالات عدة منها أن اليمن في ضلال هؤلاء تؤسس لمشروع كبير مربك قادم للمنطقة ، ومراحل كثيرة من هذا المشروع تم انجازها والمتبقي يخطط له بعناية فائقة . الحرب تتفجر بسهولة وعلى صفحات التاريخ قصة أن ( صفعة واحدة على وجه ) أقامت حرب عالمية تغيرت على إثرها معالم الأرض والتحالفات ، أنصار الله ( الحوثيين ) وضعوا على صالح وحزبه مآخذ كثيرة غاية في السؤ عندما كانوا هم الحكام ، من هذه المآخذ أنهم دمروا كل الأشياء امتداد من الريال إلى البحث العلمي وهنا توضع علامات استفهام حول نوعية البحث العلمي وتطويراته الذي يخطط له أنصار الله ( الحوثيين ) إذا سادوا وأصبحت تلابيب الأمور تحت أقدامهم . أدركت الرياض اليوم أن كل الخيوط التي نسجتها في اليمن ضعيفة بل اوهن من خيط العنكبوت ، حرب الحدود بين صنعاءوالرياض مشتعلة ، والصواريخ القادمة نحو الرياض من صنعاء لم تتوقف بل أن مداها في تطور مستمر ؛ حتى ناقلات نفط الرياض أصبحت هدف قادم بحسب خطاب عبد الملك الحوثي ، لقد صرحت إيران أن اعتراف الرياض بالقوة الحقيقية على أرض اليمن هي المدخل الأمثل للحلول القادمة . بالنسبة للجنوبيين لن يحول بينهم وقضيتهم كأرض وشعب وهوية أي قوة مهما عظمت ، علاقة الجنوب بالإمارات حددها صالح في الأمس بصفقة وهي أن يصبح ميناء عدن تحت قبضة وتصرف ابوظبي ، عندما نزل فريق من أنصار الله إلى ميناء عدن بعد اعتلاء هؤلاء صنعاء بداءت ضرورة الحرب المصيرية ، لا يعني الجنوبيين بقاء احمد تحت رعاية ابوظبي قد يكون حال احمد صالح كحال هيثم قاسم ، لقد خرج هيثم قاسم من سردابه بعد اختفاءه أكثر من عقدين من الزمان قائدا على مدرعات ابوظبي ينتقم لهزيمته من صنعاء عام 94م ويؤسس للإمارات واقعا جديدا مفترضا على الجنوب . من يقول أن صنعاء اقرب إلى الجنوبيين من الإمارات مخطئ ولكن ليس كل الجنوبيين مثل القيادي في المجلس الانتقالي الذي صرح أمام الجالسين انه لو طلبت الإمارات ابنه لأعطاها إياه ، في تاريخ البشرية لم تقدم دماء البشر قربى لله تعالى إلا في امتحان عبودية سيد الخلق إبراهيم عليه السلام من الله ، عندها صدق إبراهيم وعطل الله بالمقابل قدرة السكين أن تذبح عنق ابنه إسماعيل عليه السلام . يدرك الجنوبيين مقاصد حملة اليمنيين ضد ابوظبي وحصرها أنها دولة احتلال على الجنوب ، حملة اليمنيين ضد ابوظبي في الأصل تعزز نظرتهم الاحتلالية وفعلهم العدائي المتأصل للجنوب وشعبه ، ومن ناحية أخرى يستشعرون أن ذهاب الجنوب هو بداية تحركهم الحقيقي نحو الجحيم ، وكل ذلك يضعهم في خانة عدم اكتراثهم على كرامتهم ووجودهم في أرضهم . الجنوبيين أيضا غير معنيين في الدفاع عن الإمارات وإبرازها بثوب ملائكي على ارض الجنوب أو أن يهاجم الجنوبيين إخوانهم الجنوبيين المستنكرين والرافضين ممارسات ابوظبي وتحركها المبهم المخيف وتغييبها قضية الجنوب حد تفكيكه وصناعة قوى نافذة تؤسس لها أكثر من تأسيسها لتطلعات شعب الجنوب ، دور الإمارات في الأصل ناجح إلى حد ما في الجنوب نتاج وقتال الجنوبيين وفاشل بدرجة كبيره وجليه في اليمن لتماهي اليمنيين مع واقعهم والتي عجزت كل من الرياضوالإمارات في اختراقه ، المدافع الوحيد عن الإمارات هي نفسها وقدرتها على فرض واقع الاستقرار الدائم بقوة وبجرائه أمام واقع أساسه الفوضى المستديمة تؤسس له جهة أخرى بلا مشروعية .