عندما تختفي الأعمال الخيرية ، وتظهر الأعمال التي غرضها الشهرة والرياء والتفاخر بالأموال، تحدث مثل هذه الأوضاع المزرية ،لأن ضخ الأموال يأتي في إطار كيفية الظهور والشهرة فقط ، كان لي حظ بزيارة إلى مديرية لبعوس " بيافع " بسبب عمل كان لي هناك ، والتي تعد هي الزيارة الأولى إلى هذه المديرية ، فبينما وأنا في طريقي إلى هناك ، أتصور في نفسي أنني سوف أصل منطقة راقية ، أي أتصور أنني أدخل مديرية غير مديريات الجنوب الأخرايات ،بحكم إننا ندرك أن أبناء منطقة لبعوس من الطبقة البرجوازية العليا في الجزيرة العربية ،ولكن صار العكس ، فعندما حطت رحانا هذه المنطقة ، ضاعت كل التخيلات ، وإذ بي أنزل من على متن الحافلة ، إلى وسط القمامة ،
فإذ بي أرئ القمامة مكدسة على طول وعرض شوارع تلك المنطقة الصغيرة ، ومع هطول الامطار تجد الدنياء تتحول إلى مستنقعات من قاذورات وأوساخ ومخلفات يصعب على المواطنين المرور طول الشوارع بسبب تلك البحيرات الكريهة ،
فأعتراني حينها الأستياء لم شاهدته بأم عيني ، فقلت أهذا حال هذه البلدة التي هي أم لكبار البرجوازيين في اليمن؟؟ أهذا حالها المزيري والكرية،؟ أين أموالهم وإين ينفقونها ؟؟
وبسبب عدم تمكننا من إستكمال العمل الذي ذهبنا لأجله ، تمددت الزيارة إلى اليوم الآخر ، وبعد إنجلاء النهار ودنئ الليل ، كانت الدهشة والمفاجئة التي تترجم معنى الوضع المزري المخزي ، التي يرتسم بغرق تلك المنطقة بالظلام الدامس ، والنفايات ،
لقد كانت الكهرباء طافئه طوال النهار، ولكن كنت على أمل ، ظنا بإن يتم التشغيل في الليل،ولكن تبخر أملي مع دخان الشمعة التي أستضئنا بها بدلآ من الكهرباء التي لم تجد بعد.
بالمقارنة في بعض مناطق يافع يكون التيار الكهربائي شغال أكثر من العاصمة عدن ، رغم أن أبنائها من الطبقة البروليتارية أي الطبقة العاملة التي لا تمتلك رؤوس أموال ضخمة ولكنهم أوفياء بهذا الجانب ، محاولين تحقيق شيء لمناطقهم ،ويقومون ايضا ببعض المشاريع التي يستطيعون تنفيذها ،كشق بعض الطرقات، وبناء المدارس.
فماذا يعيق برجوازيين لبعوس من تشغيل الكهرباء ومعالجة بعض الأمور المهمة في مديرتهم؟؟ فهذا الحال يعتبر كارثة بمعنى الكلمة، و وصمة عار على جباههم.
هل أبناء لبعوس لا يدعمون منطقتهم ، أم إن هناك لوبي يعيق ذلك ولا يريد للمديرية التطور والنهوض ؟؟
فاللوم ليس على التجار فحسب، بل أيضآ على السلطة المحلية والمواطنين أيضآ ،،
لماذا المواطنين صامتون على معاناة منطقتهم؟
نحن هنا أيضا،، لا نختصر الموضوع ، صحيح إن الجنوب بكله يعيش حالة مأساوية ولكن هناك أمور وأمور هناك لوبي يشتغل ضد التقدم وإنشاء مشاريع ، بحكم تواجدهم في مناصب مهمة في المحافظات ولكن من غير أبناء يافع مسؤول في لبعوس ومن يعترض على تجار يافع من دعم مديريتهم؟؟
والموضوع أيضا ليس حكرا بإن يدعموا لبعوس أو يافع فقط بل الجنوب بكله ما الذي يمنع تجار الجنوب من الأتفاق مع الأمن وإنشاء إستثمارات ومشاريع في الجنوب ودعم بعض القطاعات ،؟؟
لأن الجنوب الآن بحاجة إلى أبناؤه وأما الشرعية فلا ننتظر منها شيء لكونها الوجه الآخر لإحتلال الأمس، حسننا،، قد نتفق إن هناك توجد بعض الصعوبات في تقديم الدعم للجنوب بشكل عام ،بحكم تواجد الكثير من الفئات والأحزاب السياسية المختلفة ، ولكننا نستغرب عن ما الذي يعيق أبناء يافع عام ولبعوس بشكل خاص من الذي يعيقكم من إستثمار تشغيل الكهرباء في مديريتكم التي تتكون من نسيج إجتماعي واحد،؟؟
