بح المنادي والمسامع تشتكي صمماً، بحت أصواتنا ونحن نقول لكم حافظوا على هادي واصطفوا حول هادي، فالرجل لا يحتاج لزيادة عراقيل خاصة وقد سار بالوطن نحو بر الأمان، ونقول للجنوبيين خاصة لقد جاءكم هادي بدولة كاملة إلى عدن، واستوعب هادي كل الشباب الجنوبيين في السلك العسكري، فزيتكم جنوبي ودقيقكم كذلك، فلا تتصنعوا المشاكل فإذا كنتم تريدون الدولة فهاهي أمامكم ترونها رأي العين، فلا تخربوها وتجلسوا على تلها . رويداً رويداً أيها الجنوبيون وتمسكوا بمخرجات الحوار فهي الخطوة المنجية لكم من شبح الطواهيش الذين يحاولون التهام الجنوب، فلماذا نحن الجنوبيين نكابر دائماً ونقف في وجه بعضنا بعضاً لا لشيء إلا لغرض المخالفة وإفشال الجنوب كل الجنوب؟ يالنا من متسرعين نريد كل شيء سريعاً جاهزاً، فلقد جاءتنا الفرصة سانحة وكان المفروض علينا التقاطها والاستظلال تحت ظلها، ولكننا نأبى الوصول لهدفنا عبر هذه الفرصة، لا لشيء إلا لأننا لم نصنعها، ولكنه صنعها لنا طرف آخر ، ولهذا يجب إفشالها وإن كانت لمصلحتنا جميعاً . رويداً رويداً أيها الجنوبيون لا أقول هذا الكلام إلا من أجل الجنوب فلقد خرجنا بمليونيات عديدة أبرزتنا للعالم، ولكنها لم تحقق لنا شيئاً على الواقع، فذهب الكثير ممن كانوا يخرجون لنصرة الجنوب إلى جبهات القتال ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر النصر، وهاهو النصر قد لاح بارقه، وهاهو يوم الخلاص قد شعشع نوره، فتمسكوا بنصرنا جميعاً، فهذه فرصة الجنوب وكذلك هي فرصة الأحرار في شمال اليمن ليفوزوا بنصرهم كذلك، فمخرجات الحوار هي طوق النجاة الذي أهداه هادي لنا جميعاً . رويداً رويداً يا أبناء جلدتنا فالخارج ربما يتدخل ولكنه لن يتحمل خلافاتنا وسيذهب ويتركنا فليس أمامنا إلا وحدة الصف، فما أعظم توحدنا إن توحدنا، فنصرنا يكمن في نصرة بعضنا بعضاً، ولو استمرت خلافاتنا لذهبت ريحنا، ولتشتت شملنا، ولاستعملنا الطواهيش جماعات تقتل بعضها بعضاً، فتعقلوا ولا تركنوا إلا على أنفسكم، فنصركم يكمن في توحد كلمتكم، فهدفكم واحد، ولكن تعدد وجهات نظركم هي سبب تأخر نصركم، فرويداً رويداً أيها الجنوبيون من أجل الجنوب . رويداً رويداً أيها الجنوبيون فهاهم الأكراد يسيرون بطرق قانونية ومدروسة لانتزاع حقهم ودولتهم ولم يعترف بهم العالم، أما أنتم فقد بارك الخارح والداخل خطواتكم التي خرجتم بها في مؤتمر الحوار الوطني، فسيروا مع مخرجات الحوار فالعالم قد باركها والداخل كذلك باركها، ولم يعترض عليها إلا هوامير اللطش والسرقة والفيد والتسلط، قفوا صفاً واحداً مع مخرجات الحوار واتركوا الشعارات فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع ولقد جربنا شعارات كثيرة وفي مراحل مختلفة ولم تسقنا حتى شربة ماء، فرويداً رويداً بالجنوب أيها الجنوبيون، فإنني لا أخشى على الجنوب إلا منكم، فارفقوا بهذا الوطن المثخن بالجراحات، قلت ما جاد به حبر قلمي والله من وراء القصد ...