شنت وسائل إعلام الحوثيين هجوماً كبيراً على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، شريكهم في الانقلاب، ووصفته بالمكر والخداع. وبثت قناة "المسيرة" التابعة للمليشيات الحوثية هجوماً مباشرا، الخميس، على صالح، متهمة إياه بالخيانة ومحاولة الهروب مما أسمته الصمود في وجه العدوان، بعد تصريحه الأخير في تفكيره الخروج إلى موسكو لحضور مؤتمر دولي حول الإرهاب.
من جانبها، فتحت إذاعة محلية تابعة للمليشيات تبث في العاصمة صنعاء، الاتصالات لمستمعيها الراغبين فى إهانة صالح، حيث وصفوه بالمخادع والمكار. كما شن القيادي والإعلامي في مليشيات الحوثي حمود شرف هجوما مماثلا ضد الرئيس المخلوع؛ بسبب تهديد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه بفض الشراكة والتحالف مع المليشيا.
كما اتهم شرف حزب المؤتمر أنه وراء حملة تستهدف إيقاف مؤسسات الدولة عن العمل وشل الحركة في تلك المؤسسات في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي مناصفة بين حزب صالح ومليشيات الحوثي.
وكان صالح قد أكد، الثلاثاء الماضي، أنه يبحث في حضور مؤتمر دولي حول الإرهاب في العاصمة الروسية موسكو، بناء على دعوة رسمية وجهت له.
ووجه حزب صالح، الخميس، رسالة إلى المكتب السياسي في مليشيات الحوثيين يشكو فيها من حملات الاستهداف التي تطال قياداته وكوادره.
واعتبر الحزب أن هذه الإساءات مؤشرات واضحة ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين في استمرار الشراكة مع المؤتمر، إلا في إطار السيطرة الكاملة والاستحواذ، مؤكدا أنه لن يقبل بشراكة صورية.
وتستمر التوترات لتخيم على العلاقة بين المتمردين الحوثيين المسيطرين على العاصمة اليمنية وحليفهم علي عبدالله صالح، في ظل تبادل الجانبين الاتهامات بعرقلة الاتفاق السياسي بينهما.
والطرفان ممثلان في حكومة في صنعاء غير معترف بها دوليا، ويقودان حربا ضد الشعب اليمني منذ نحو 3 أعوام من انقلابهم على الشرعية في البلاد.
وظهر أول بوادر الانشقاق بين الحليفين في أغسطس/آب الماضي حين تبادلا الاتهامات بالخيانة قبل أن يقتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية لصالح، ومسلحان من المتمردين في اشتباكات بين الطرفين في صنعاء.
