البحر هو الوحيد الذي تستطيع أن تفضفض له مابداخلك، تستطيع أن تنثر ما لم تنثره يوما، سواء على هيئة سطور أم على هيئة صيحات من أنات ونحيب لإنه هو الوحيد الذي يتسع لكل ما يأتيه، على شاطئ البحر تتدفق المعاني والمفردات والمصطلحات التي تعبر عن ما يجيش بداخلك كما تتدفق أمواج البحر، بعكس غير البحر الذي تعيش فيه حالة كتمان وصمت، بسبب صدى الصوت الذي تخشى أن يصل إلى مسامع الناس، لإنه ليس هناك من يستطيع تحمل دفقات أمواج ما يجول بخاطرك ، ولن يستطيع أحد أن يحقق لك شيء طالما والغالبية أشباح على هيئة بشر تصول أمامك وتجول ، وقد يهزأ البعض ويعتبرها ثرثرة هوس وجنون، بما أن الفضفضة أحيانا قد لا تكون إيجابا كي تتطلب قبول، ولكنها سيول تتدفق داخلك من مشاعر قد تكون تارتا فراق وتارتا سوء واقع تعيشه، قد يكون سوء الواقع والمناظر والأعمال التي تراها غالبا هي التي يحلو للمرء الإنفراد بنفسه بسببها ، فجميعنا يسعئ أن يفضفض في كل ما يجول بداخله ولكنه محتاج ذلك الشخص الذي يستحق ذلك أمامه، ولذلك لا مكان لتلك سواء ذلك المكان المتسع ، لنقضي بجانبه ساعات لتفرق ما تحمل بداخلك ، فقطرات دمعك تضيع بين الأمواج ، وصدى صوتك خافت وضعيف في ذلك المكان المتسع ، ولإتساع ذلك المكان أخترناه ليكون الملجأ للفضفضة ،، لأننا نخشى أن يصل الصدى إلى مسامع أناس لا يعتبروها سواء هرطقات و ثرثرة. وقد يؤدي ذلك إلى كبح نفسك من ما تتمنى أن تراه يوما ما .