رسالة عاجله : قبل أن أبدأ بنص الرسالة اطلعكم على الوضع في عدن وغيرها من مدن اليمن ، ففي هذا المنشور سأتجاوز حدود التقسيم وسأتجنب الحديث عن الجنوب فقط ففي مثل هذه الحالات يجب أن يعم الحديث الجميع شمالا وجنوبا حراكيا وحوثيا اصلاحيا وعفاشيا , الحالة تتطلب الشمولية ، الوضع وضع انساني 'و لذا قولوا عني ما تريدون يهمنا الإنسان الضعيف المسكين المغلوب على أمره وإن كان أكابر مجرمي قبيلته هم السبب في كل ما نحن فيه, أتكلم اليوم عن وضع يدمي القلب ويلين له الصخر من مأساوية تلك الأوضاع وتلك الحالات , ليس تهويل ولا مبالغة لكنها الحقيقة , فإن كنت لا تعلمها ولم تلسعك نارها فاحمد الله وأكثر من الدعاء بالفرج لغيرك وأن يجنبك إياها . إنها ضائقة العيش وغلا الأسعار ، تخيل نفسك مكان الإنسان الذي عجز عن توفير الضروريات من قوت الحياة لأهله كيف ستكون حالتك وكيف ترى نفسك وأنت ترى أطفالك يتضورون جوعا أو يصرخوا ألما من مرضٍ ألم بهم وأنت عاجز عن تخفيف ذلك عنهم ، كيف ترى نفسك وأنت ترى عزتك وكرامتك يغتالها عجزك وفقرك ويكفنها حياؤه وخجلك مع انعدام تام لوجوه الخير المحيطين بك , نعم للأسف وصل بنا الحال في عدن وفي ابين ولحج وفي غيرها من مدن اليمن عامة في صنعاء في الحديدة وفي تعز وفي كل المحافظات أن يموت البعض منّا جوعا وبابه مغلق عليه وعلى أبنائه ، شبح المجاعة يلوح في السماء هناك أسرة لم تستطع أن توفر لنفسها القوت الضروري ، هناك أرامل وأيتام وأيضا هناك أسر مع من يعولهم لكنهم جميعا عاجزين في ظل هذا الوضع عن إيجاد الحلول فهم يواجهون الموت بصبر وثبات وخجل من الناس , الوضع سيئ للغاية ارفعوا ايديكم الى السماء أن يفك عنّا ما احل بنا وان يلطف بعباده اللهم آمين . هناك من القصص الكثير التي لا نستطيع أن نوردها هنا لكنها جميعها تبين أن هناك من يموت جوعا ، هناك من أظلمت في وجهه الحياة من تبدل حالة وينتظر الموت . من أوصل شعبنا وأمتنا إلى هذه الحالة ، من المسؤول الذي بإذن الله سيحاسبه ربنا سبحانه وتعالى وسيصب عليه العذاب صبا صبا اللهم امين , رسالتي هنا إلى من تبقى في قلبه ذرة خير وإن كانت خاملة ومغطاة اقصد من أصحاب الشرعية عسى ان ينفض هذا المنشور عنها الران , ارسل رسالتي أيضا إلى التحالف ، الناس يموتون جوعا ومرضا وذُلا وحراب ، أين أهدافكم التي من أهمها الحافظ على البشر فهاهم البشر يموتون , أين رجال الخير ومن فتح الله عليهم من فضله ، نقبوا فتشوا ابحثوا عن مستحقي صدقاتكم ، ابحثوا عن العفيفين ، ابحثوا عن ذو الحاجة . هذه رسالتي المختصرة إلى كل من تصله وتلامس قلبه وقبلها دعائي إلى رب السماء أن يفرج عنا ويكشف الغٌمّة اللهم آمين . ودعوتي الى من ينتظر الموت في بيته أن يخرج ليموت مكافحا عفيفا شريفا شهيدا اخرج وأصرخ بأعلى صوتك في وجه الغلاء في وجه الطغاة في وجوه الظالمين . فإما حياة تسر الصديق *** و اما ممات يغيظ العدى .