بات المشهد اليمني منذ اندلاع انتفاضة صنعاء ضد ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية الإيرانية، مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، يشهد تطورات ومستجدات ومتغيرات متسارعة على الصعيد الميداني في جبهات القتال، حيث حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مسنودة بقوات التحالف العربي انتصارات كبيرة وساحقة على حساب ميليشيا الحوثي في عدد من جبهات القتال. ويأتي ذلك في إطار المساعي الحثيثة والمتواصلة لقوات الشرعية بهدف استكمال تحرير ما تبقى من مناطق ومدن البلاد، بما فيها صنعاء، من قبضة الميليشيات الحوثية، واستعادة الدولة، وفقاً لخطط واستراتيجيات تتناسب مع التطورات الأخيرة، بما يضمن إنقاذ سكان ومدن البلاد من آلة الموت الحوثية التي دمرت مقومات الحياة الأساسية، ومقدرات البلاد. وحققت قوات الجيش الوطني انتصارات ميدانية في محافظة الحديدة، تمكنت خلالها من قطع الشريان الذي تتغذى عبره الميليشيات الحوثية في جبهات الساحل الغربي وتعز بالأسلحة الإيرانية المهربة عبر البحر الأحمر، وكذلك انتصارات مماثلة في محافظة الجوف بعد قطع خط إمداد الحوثيين إلى جبهة العقبة، وكبدت قوات الجيش الميليشيات خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وفي هذا الصدد، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني العميد عبده مجلي، أن الجيش الوطني سيفتح جبهات جديدة في أماكن مختلفة لتحرير ما تبقى من المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية، واعتبر أن انطلاق معركة الحديدة هي إحدى تلك الجبهات الهادفة لمحاصرة وتحرير العاصمة، وفقاً لتوجيهات الرئيس اليمني القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدربه منصور هادي.
وأكد الجيش الوطني أن قواته مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي، تمكنت من تحرير مديرية الخوخة أولى مديريات محافظة الحديدة، بعد استكمال تحرير منطقة الزهاري والرويس ويختل وموشج شمال المخا بمحافظة تعز، كما تمكنت القوات في الجوف من تحرير الخط الدولي الواصل بين محافظتي صعدة والجوف، بعد أن حررت مواقع الحريرة بالغريميل وعرق الأبتر، وتكمن أهمية هذا التقدم في الجوف بأنه سيقطع إمدادات ميليشيا الحوثي إلى جبهة العقبة.
كما أكد الناطق باسم المنطقة العسكرية السادسة العقيد عبدالله الأشرف، أن أبطال الجيش تمكنوا من أسر 34 حوثياً، بينهم 16 جريحاً تم نقلهم إلى المستشفى، إضافة إلى الاحتفاظ بثمانية جثث للحوثيين، كما سقط قتلى وجرحى آخرون تابعون للحوثيين في جبهات القتال بالمناطق التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات، وقال: إن الجيش الوطني استعاد 3 مدافع 106, وعيار 23, و 4 أعيرة 12 سبعة, و 6 آر بي جي, و 20 قطعة سلاح آلي وطقم قاعدة صواريخ حراري.
ولفت إلى تحقيق قوات اللواء الأول حرس حدود خلال العملية العسكرية تقدماً بمسافة أكثر من خمسة عشر كيلو متراً باتجاه منطقة اليتمة بمديرية خب الشعف في الجوف، وأنه تم تحرير منطقة الجميشات بالكامل، وخل الراكه وجبال الحريرا، وصولاً إلى الخط الدولي الذي يربط البقع صعدة بمحافظة الجوف.
وفي شبوة، شنت قوات الجيش الوطني ومقاتلات التحالف العربي قصفاً برياً وجوياً استهدف مواقع ميليشيا الحوثي الانقلابية بمديرية عسيلان غرب شبوة، بالتزامن مع مواجهات ميدانية، وأفادت المصادر بأن مدفعية الجيش الوطني استهدفت في قصفها مواقع متفرقة في وادي الدقيق، ووادي سعيد، وشرق جبل جندلة بعسيلان، وأن غارات مقاتلات التحالف العربي استهدفت مواقع وتجمعات وآليات ميليشيا الحوثي في تبة صوفة، ومنطقة طوال السادة في عسيلان، وجاء ذلك عقب كسر قوات الجيش الوطني محاولتي تسلل للميليشيا الحوثية من خلال استهدافها مواقع الجيش الوطني في حمدان، وشامخ، والرمله، ومنطقة طوال السادة غرب مديرية عسيلان.
وفي محافظة حجة، شهدت عزلة بني سراع، لليوم الثالث على التوالي، مواجهات مسلحة عنيفة متواصلة بين أبناء العزلة من قبيلة بني سراع وميليشيا الحوثي الانقلابية المعززة بمختلف أنواع الأسلحة، أسفرت عن استشهاد أحد المواطنين، وذكرت المصادر في حجة أن ميليشيا الحوثي نفذت إعدامات ميدانية بحق عدد من أبناء العزلة، ومارست الانتقام من الأهالي من خلال تفجيرها أربعة منازل، وقصفها بكثافة منازل المواطنين في مناطق مأهولة بالنساء والأطفال.
وبالتزامن، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على مواقع وتجمعات وآليات لميليشيا الحوثي الانقلابية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، علاوة على تدمير آليات وأطقم وعربات قتالية، كما ناشد أبناء عزلة بني سراع، قوات التحالف العربي بسرعة قصف مواقع وتجمعات وآليات الميليشيا الانقلابية وأسلحتها الثقيلة التي تقصف بها القرى السكنية في المنطقة بلا هوادة ومن دون مراعاة للنساء والأطفال.
وأعلن الجيش مصرع ما لا يقل عن 300 حوثياً وإصابة العشرات منهم في المواجهات المسلحة والغارات الجوية التي استهدفت مواقع تجمعات الانقلابيين بمديريتي حرض وميدي الحدوديتين التابعتين لمحافظة حجة، وأكد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة أن أبطال الجيش الوطني مسنودين بقوات التحالف العربي خاضوا معارك مسلحة ضد الحوثيين، وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتدمير آليات عسكرية ومخزن سلاح تابعة للحوثيين.
