حموي رجل في الثلاثين من عمره يمتلك مزرعة صغيره في فناء منزله يربي فيها الدواجن والحمام ويده العاملة هي التي تقوم بواجب التسويق للبيض ولحوم الدجاج. يقوم حمودي بحمل بيضه كل يوم صباحا ويجول به في حوافي الحارات لغرض البيع ثم يعود الى تجواله في المساء لنفس الغرض. في 21 فبراير 1965، قام على عادته بالبيع واثناء تجواله في الحواري انفجرت قنبلة يدوية بجانبه فنجاه الله منها ولم يصب بأذى وفوجئ حمودي والشرطة تلقي القبض عليه كمشتبه في ذلك الانفجار. واعتقل حمودي وادخل السجن الكبير في (المنصورة) وقام المحققون يتداولوا عليه في الليل والنهار لغرض الاعتراف لتقديمه للمحاكمة وتكاثرت عليه الاستجوابات وكان ينكر التهمة الموجهة اليه بحادث القاء القنبلة. واخيرا سألهم حمودي لما ل هذه التحقيقات فردوا عليه انك عندنا (معتقل سياسي) فرجت من حمودي ضحكة مستهترة وتبعها بالقول (الحمد لله) كنت بائع بيض والان معتقل سياسي. وبعد ثلاث سنوات سجن اطلق سراح حمودي واخلى سبيله ودفعت له مستحقات السجن قدرت بمئتين دينار. احتفل اصدقاءه بخروجه من السجن واقاموا له مأدبة عشاء في فندق (سيفيوارتيل) وعندما انتهوا من عشاءهم مسح حمودي يديه وقال لا صدقاءه لماذا كل هذا التبذير والبذخ ؟ ردوا عليه هذا كله احتفاء بخروجك من السجن لكنه علق على ردهم بالقول لو كانت هذه المأدبة راحت لتنقذ الجوعى والمستحقين من شعبنا. استغرب اصدقاءه لهذا القول وردوا عليه بانه كان يقول ذلك الكلام قبل ان نطلب او ندفع فاتورة العشاء (فضحكوا) وفي اليوم التالي التقى حمودي بأصدقائه مرة اخرى لأنه لديه افكار يود ان يلقيها عليهم وعندما اجتمعوا في حديقة مزرعته وشربوا الشاي قال لهم احب ان اسس حزب سياسي في البلاد يقود البلاد نحو التحرر والاستقلال وتكونوا انتم خيرة من يقوم بهذا العمل . وماه هذا الحزب السياسي؟ فهل هو او هي جمعية خيرية؟ رد عليهم حمودي ان الحزب هو القائد والموجه للسياسة في هذه البلاد وقد اكتشف حمودي هذا الحزب من مزرعته كيف عرفت معنى الحزب من مجرد لديك مزرعة؟ قال لهم اكتشفت الحزب من اشجار مزرعتي فقد رأيت شجرة باسقة ضخمة وحواليها اشجار متوسطة عباره عن حلقات متسلسلة في حدود خمس شجرات في كل حلقه تطوق الشجرة الكبيرة ثم في نهاية الحلقات توجد الشجرات الصغيرة والنباتات فقلت هذا هو الحزب وهذه اعضاءه ومرديه في سلسله شجرات متكاملة حزبية فاكتشفت هذا الحزب. اما الديمقراطية فقد اكتشفها من الحمام وهل للحمام ديمقراطية ؟ نعم للحمام ديمقراطية افضل من الانسان فالحمام لا يدخر قوته فغذاءه يوميا من الارض واساس الديمقراطية للحمام انه عندما يريد فحل الحمام ان يعاشر احدى الحمامات فترفض الحمامة معاشرته يتركها بدون زعل ويبحث عن غيرها للمعاشرة. ولا يتقاتل الحمام ضد بعضه لأنه لا يوجد لديه ما يحث على المقاتلة فحياتهم ديمقراطية وانا اكتسبتها من اكتشافي للعلاقات الودية بينها. الله .. الله عليك يا قائد البلاد.. وكيف نأتي بأعضاء الحزب وبأي طريقة ؟ قال لهم حمودي كل رجل خرج من السجن هو عضو في حزبي أاتوني بالمسجونين الذين سجنوا ظلما وانا اريكم كيف اصل الى السلطة عن طريقهم. وهل لديك اموال تنفق عليهم لهدف تحقيق حلمك في السلطة ؟ ليس لدي اموال لغرض ذلك فالمسجونين هم رأٍس مالي وقوتي لم نفهم ذلك عليك توضيح الصورة لنا فنحن نجهل فلسفتك؟ قال حمودي لا صدقاءه انا سأقوم و(باشرع) لهم الكسب من خلال عملية السلب والنهب وكيف نقوم بهذه المحرمات وهي لا تجوز على المسلمين؟ بل تجوز لان بائع البضاعة والتي توجد لديه بضاعهة من اشهر لم تنفق ولم تباع يجوز سلبها ونهبها لأنها بضاع زائدة عن الحاجة وغير قابلة للاستهلاك الادمي. وكيف نتخارج من الشرطة والامن حين يلقون علينا القبض بحجة السرقة ؟ لن يفعلوا ذلك لأننا نكون قد اشتريناهم بالفلوس وهذه البلاد فيها الفسادون كثار وسلطتهم فاسدة لهذا فهم كائنات طفيلية تتغذى على المكرمات التي يتلقونها من الناس ولان معاشهم لايقيهم البرد وبطونهم خاوية على عروشها. اذن نبدأ اولا بحركات فوضوية ونحث الناس على المشاركة معنا في مظاهرات يومية لإسقاط هذه السلطة الفاسدة واين ستكون انته في هذه المظاهرات نريدك ان تكون في مقدمة تلك التظاهرات. رد عليهم حمودي هذا خطأ كبير فأنا سأقف معك في خلف المظاهرات واقودها من الخلف لان رئيسكم اذا تم اعتقاله وهو في المقدمة فان مشروعنا في الاستحواذ على السلطة سوف يفشل .. وانا لا أريد لمشروعي ان يفشل.