في إحدى الحواري اللحجيه سكن البيطري (عبد الفتاح محمد ) وهذا ليس اسمه الحقيقي وكان بيطريا لامعا يحوز على مستوى كبير من التأهيل الفني والتقني يعالج امراض المواشي بكل انواعها ولا تعسر عليه أي معالجه المعروفة وغير المعروفة. وتوسعت موهبة البيطري حتى وصلت الى معالجه الكلاب والقطط بشكل كبير من الروعة حاول الكثيرون ان يتعلموا منه فلم يستطيعوا فقد عمل بينهم حاجزا مهنيا منعهم من الاستفادة من خبراته المهنية . وقاموا بإغرائه بالفلوس عسى ان يوافق على تعليمهم هذه المهنة فلم يرض بذلك فمهنته تدر عليه المبالغ النقدية اكثر من التي حاول الناس ترضيته بها. والبيطري لم يستفد فقط من المبالغ النقدية التي يتحصل عليها مقابل خدماته البيطرية بل ايضا يستفيد من لحوم الاغنام التي يعالجها لهم. وللبيطري عاده سلبيه واحده وهي اقناع اصحاب المواشي المريضة بان مواشيهم غير قابله للشفاء في الوقت الحاضر ويقترح عليهم معالجتها في منزله حتى تشفى وان وجودها وهي مريضه على هذا الشكل سوف تمرض بقية الأغنام كالحبة الطماطم الفاسدة اذا دخلت وسط الحبوب الصالحة سوف تفسدها. الكثير من الأهالي اقتنعوا بفكرة البيطري وتخلوا عن أغنامهم المريضة كي تستشفى في بيت البيطري خوفا على أغنامهم بان يفسدها الجسد المريض من الغنم ولكنهم كانوا في كل مره يعاودوا زيارتهم لأغنامهم المريضة . العادة السلبية للبيطري هي ان يأكل (فحل الكبش) الذي يدعي انه مريض ولاسبيل لعلاجه فيأكله ويتمتع بأكله في حاله ان راتبه الشهري تأخر أو أنه ذهب في منتصف الشهر وجاءه وقت السبعينيات من القرن الماضي ان كل شيء يصرف بالبطاقة العائلية. وإذا لم يأتيه أحد ليعالج مواشيه ومر في حارة من حارات الحوطه ورأى (كبشا سمينا) يقوم باختطافه بالقوة ولم يبد شكا لأي أحد بأنه خطف كبشا ولايستطيع احدا أن يشك به في حالة حمله الكبش وهو في طريقه الى البيت كون البيطري معروف بعمله البيطري فيذهب به إلى منزلة ويقوم بذبحه ثم طبخه والاستمتاع بلحمه وصحة البيطري نتيجة لذلك في تقدم مستمر. تذكر أحد الموصوفون بالنكته ونقول عليهم (عيال السوق) تذكر أنه أعطى البيطري كبشه السمين الذي قال عنه البيطري بأنه مريض ويحتاج أن يتلقى العلاج في مستشفى بيته. فذهب يستقصي حاله كبشه ليلا فرأى نارا تشتعل في بيت البيطري وشم عرف المرق واللحم فدق الباب فخرج عليه البيطري ليتعرف على من جاء يطلب خدمته. تفاجئ البيطري عندما رأى أن الطارق هو صاحب الكبش المذبوح فقال له هاه خيرا رد عليه رجل الفكاهة خير بس وين كبشي الذي قلت انه مريض وسوف يشفى في بيتك رد البيطري أوه كبشك مات وقد يريد المغفرة من ربنا سبحان الله مات كبشي لكنه لم تعتبر كبشي بالكفن فقد دفنت كبشي بلا كفن. ايش هذا الكلام السخيف ايش الكفن اللي تقول عليه مد رجل الفكاهة جلد كبشه الذي كان في عرض بيت البيطري ولم يأخذ حذره ويخفي جلد الكبش. هذا هو جلد كبشي وانته ذبحت كبش والله يذبحك ووسط مهاترات الطرفين تدخلت الايادي الطيبة ووفقت بينهما وطلبوا من صاحب الكبش ان يحفظ سر الطبيب البيطري ولايشيع عنه في (السوق اللحجي) حتى لا تقطع رزقه أو تشوه سمعته. فيكفي أن هذا البيطري عالج الكثير من الأغنام في لحج ولا حاجه لنا أن نخسره بمجرد ذبحه لكبش واحد فهنيئا له الكبش مقابل سلامة أغنامنا من الأمراض.