حين تنتقل الوحشيه من الغابات حيث تسود فيها همجية البقاء للأقوى إلى المجتمع الداخل في اللعبه الكبرى وسوق الفساد يصبح مثيل حيوانات الغابة وفقا للبقاء للأقوى واذا دخل الفساد الى عظام المجتمع يستحيل محرره منه لا بالثقافة ولا بالأيدلوجية. وتصبح البلاد (سيرك) تحتاج إلى مروضين للوحوش دخلت الوحشيه سوق العقارات وعاثت فيها فسادا ودخلت سوق العملات فانهارت العمله المحلية الريال ودخلت بورصة الأسعار فارتفعت الأسعار إلى حد الجنون فتحولت بلادنا إلى بلاد سياسه وبلا اقتصاد بل لم تعد لديها (معده) تتحمل معالجة المشكلات المتراكمة في البلاد. وبهذه الوضعيه فالمجتمع يتغير نحو السوء ويدخل المجتمع في الموت الجماعي ثم إلى الموت المادي حيث يموت الجسد وصحته المادية والعقلية. ماالذي اوصلنا إلى ذلك ؟ هل الأرضيه التي نقف عليها ارض غريبه وشاذه؟ وهل هناك مؤذي (شرعي) يسوم البلاد بالإيذاء والأضرار وبعبارة أخرى هل نشأت في بلادنا حكومة اغنياء ساعدتهم الظروف ان يلطشوا كل شيء من افواه الفقراء ؟ وهل الفشل العسكري والاقتصادي قادنا إلى هذه الوضعيه المأساوية بما فيها ازماتنا في الهوية؟ إذا كان كل ذلك محسوبا بالقلم والرجال فانتظروا الكارثة القادمة والكارثة هنا ليس وقف الحرب فقط ولأتجنب أثارها السلبيه القادمة بل انتظروا حروبا اخرى عنوانها (حروب المياه) حين تجف آبار المياه الجوفيه التي (تضخها لحج وابين وبير أحمد) والمحدد لها عام 2030 ميلاديه مع العلم أن مؤشرات نفاذها واضحة للعيان في الوقت الحاضر. كما أن الأوضاع السياسيه والاجتماعية في بلادنا تتدهور والتهديد الأمني لايزال قائما بسبب توزيع السكان التي انتجتها الحرب القائمه في اليمن. ويبدو من منافع هذه الحرب وانه يجري توزيع السكان من الشمال ذات الكثافة السكانية وصغر المساحه السكانية في الجنوب وهذه قد تؤدي إلى حروب أخرى سوف تتواصل بعد الحروب العسكرية المائية . نتمنى ان تكون توقعاتنا خاطئة لكن اذا استمرت هذه المؤثرات المتعلقة بالاقتصاد والركود والبطالة والتضخم وعدم وجود سياسة تنموية تعالج الاختلالات فأن توقعاتنا بالتأكيد ستكون في اولوية القضايا التي بشرنا بها من زمن سابق. وماايجري اليوم من تجزئة القضايا والاجتماعية وتأخير معالجتها ستقود إلى تأثيرات بينيه تمهد للانفجار العظيم وربنا يسامحكم.