الى أهلنا وجيراننا وعمقنا التاريخي والاستراتيجي في إيران وتركيا ورفاقنا الثوار في اليمن والارض العربية. نقول لكم لقد دخلنا في حرب ثمان سنوات بين العراق وإيران تم ألتامر لتفجيرها وتاجيجها ودعم إستمرارها من قبل قوى الاستعمار والصهيونية وإسناد أميركي دوليا وتمويل من قوى الرجعية العربية المتمثلة بانظمة الاستسلام العربي في مصر ودول الخليج وعلى رأسها دولة أل سعود وفيها دفعنا ثمنا غاليا جميعا من المال والرجال تحت غطاء قومي فارسي من جهة وقومي عربي من جهة أخرى. نحن القوميون الناصريون لم نكن معها يوما ومثلنا كان الشعب العربي الواعي لحدقيقة أن القومية العربية ليست شوفينية ولا عدائية ولا تتناقض مع الاسلام , وان إيران هي دولة مسلمة جارة وعمقا إستراتيجيا لنا كما نحن عمق إستراتيجي لها وأن راية تحرير فلسطين التي رفعتها إيران بعد نجاح الثورة الاسلامية هدفاً فتوحدنا جميعا تحت رايته وبعد أن كانت إيران الشاه هي الحليف الاستراتيجي للصهيونية وإسرائيل ومن قواعدها إنطلقت الطائرات الاسرائلية لتضرب مصر في يونيو 67. بالمقابل وبعد أن إستمرت هذه الحرب ثمان سنوات, خرج العرب والايرانيون خاسرين منها فلم تستطع إيران ان تكسب الحرب كما أرادت ولا العراق إستطاع حسمها. على إثر تلك الحرب المدمرة خرج العراق مدمر إقتصاديا وقوي عسكريا , وكان لابد ان يتم هدم هذه القوة التي أصبحت تهدد ربيبتهم المدللة في فلسطينالمحتلة من جهة ونظام أل سعود من جهة أخرى فقرر الغرب الامريكي والصهيوني القيام بالدور الذي عجزت الحرب ان تقوم به فاستدرجت العراق لغزو الكويت الذي رفض ومعه منضومة دول الخليج حينها دعم العراق إقتصاديا بعد خروجه منهكا من تلك الحرب, لتتوالى الاحداث وقامت حرب الخليج الثانية على العراق الجريح ودمرت إمكانياته العسكرية وبنيته التحتية .
لم تكتفي قوى الاستعمار بتحرير الكويت ودك قوة العراق العسكرية ولكنها إستمرت في حربها الظالمة 13 عام مصممة على تحقيق هدفها الرئيسي والمتمثل بتصفية العقل العراقي ذاته عبر القتل والاغتيال للعلماء العراقيين بيدها وتشريد الجزء الاخر منهم في بقاع الارض المختلفة والانجاز على ما تبقى منهم عبر تسليمهم لقمة سائغة الى قوى الفتنة الطائفية بعد أن إحتلت العراق في 2003 وهدمته واقامت فيه واقع طائفي لم يكن يوما قابل للحياة في العراق في عهد كانت القومية فيه السائدة. مع الاسف إيران وجدتها فرصة تاريخية لتثار من عدو تاريخي طالما شكت منه وعناده, فثأرت من شعب العراق البطل وساندت الشيطان الاكبر في حربه واعانته على هزيمة العراق وإحتلاله بل وامتدت يدها العبثية لتنجز ما عجز عنه العقل الصهيوني ومخابراته في قتل العقل العراقي وتفتيت وحدته. إعتقدت إيران انها انتقمت من الشهيد صدام حسين وهذا إعتقاد خاطي فالخاسر كان شعب العراق الشقيق والجار ليستمر الجرح فيه ينزف الى يومنا هذا ولا أفق لوقف هذا النزيف على الاقل في ظل التشرذم العربي والتامر الذي لم يتوقف لحضة على الارض العربية. اليوم إيران (الشيعية) بما تملك من قوة ونفوذ وسلاح متقدم هدف واضح للصهيونية. وتركيا (السنية) بما تملك من قوة ونفوذ وسلام متقدم هدف أخر للصهيونية. لم تستطع الصهيونية ضرب إيران وهزيمةحليف إيران في المنطقة (محور سوريا حزب الله). كما لم تستطع الصهيونية إخضاع تركيا لارادتها بل إنحازت تركيا للقضية الفلسطينية وامتدت مكانتها الى المنطقة العربية حالمتا بالدولة العثمانية الجديدة. الخطر واضح والسبيل واضح والخطة واضحة. الغرب الاميركي والصهيونية اليوم وهم يرون ثورات الربيع العربي التي إجتاحت المنطقة في طوفان لم يحسبوا حسابه يوما ولم يتوقعوا حجمه يوما , جعلهم يرتبكون ويتخبطون في قراراتهم ومواقفهم خوفا على ربيبتهم إسرائيل المزروعة في قلب الامة .
يستدرك الغرب اليوم الحدث ويحاول ان يحيك مؤامرة قذرة قد تدخل منطقتنا حرب بسوس ثانية والمتمثل بدفع الاحداث الثورية العربية التي خرجت عفوية في كل الساحات وتحويل مسارها الثوري الذي قادته قوى التحديث في الوطن العربي لتتلقفه قوى الرجعية والتطرف الديني فتسلم لها دول المنطقة الواحدة تلو الاخرى تحت غطاء الديموقراطية التي نعرف جيدا ان الغرب لم يتمناها لنا يوما ولا يريدها لشعوبنا ابدا.
إن وصول هذه القوى الاصولية (السنية) الى السلطة وبدعم غربي منقطع النضير يجعلنا نفكر مليا ونتحسس مواطن الخطر فيما يفعلون وفيما يريدون .
الحقيقة ان المرحلة هذه تحتاج قوى الاستعمار ان تلعب الورقة الطائفية لدك المنطقة وجعل إسرائيل تحقق حلمها التاريخي في إقامة دولتها او نفوذها من الفرات الى النيل.
لقد بداء فعلاً العمل لدعم إصطفافات طائفية في المنطقة عبر الترويج للخطر الشيعي القادم وكأن الفكر الشيعي ولد بالامس على يد (أيات الله) لتصبح ايران (الشيعية) في أقبح صورها وكذا حلفائها في لبنان عبر المقاومة الاسلامية (الشيعية) والتوترات الطائفية هناك وبينهما ياتي نظام الاسد الديكتاتوري بسلوكه ليعزز هذه الصورة.
وفي المقابل وبعد التفات القيادة التركية لحزب العدالة والتنمية الى الجار العربي المحيط به وبعد ان خذلته أوروبا المسيحية طوال عقود ولم تقبل ان تضم معها عضوا يدين اهله في غالبيتهم بالاسلام ومن وراء ذلك كل ذلك المخزون التاريخي من المد التاريخي للعثمانيين وتمددهم في اوروبا والعالم.
أصبحت تركيا عدوا أخر للصهيونية وحلفائها وهي تحتضن القضية العربية في فلسطين وتتبناها في المحافل الدولية بل وتفتح باب للصراع الدبلوماسي مع إسرائي مهددتا بالعصاء الغليضة التي يمكن ان تقع على رأس إسرائيل إن لم تراجع حساباتها.
كان من المفترض ان يكون هذا المشهد إيجابيا أن تصبح إيران الجارة المسلمة قوة عسكرية وإقتصادية في المنطقة وهي الحليف الداعم لقوى المقاومة الفلسطينية في غزة وجنوب لبنان من ناحية وان تصبح تركيا القوة الاقتصادية والعسكرية الجارة المسلمة والداعم لقوى المقاومة العربية في غزة وجنوب لبنان ومضاف على هذا الواقع واقع جديد يتشكل في المنطقة العربية من المحيط الى الخليج عبر ثورات الربيع العربي على أنظمة فاسدة قمعية معلنتا عن واقع عربي ثوري لا يمكن إلا ان يفرز وضع عربي افضل بغض النظر عن من يصل السلطة في هذه الاقطار مادام الحرية والعدالة والعزة والكرامة للانسان العربي هدف هذه الثورات.
لكن قوى الاستكبار العالمي لا تريد هذا المشهد الجميل ان يتحقق فنراها اليوم وعبر الممارسات المذكورة أعلاه تخلق هذه الصراعات الجديدة وتوججها أملتا في أن تتمكن من ضرب ما تسميه بالخطر إلايراني(الشيعية) وحلفائها في المنطقة العربية بعدوا جديد أخر يتمثل هذه المرة بتركيا (السنية) وحلفائها في المنطقة تحت نوع جديد من الصراع مذهبي هذه المرة (شيعي – سني).
لذى أقول لاخواننا الايرانيين , لا تغركم قوتكم ومالكم وتعلموا من الدرس وتعاملوا مع الامة العربية وشعوب المنطقة باحترام إرادت شعوبها المتعطشة للحرية والعدالة والكرامة. توقفوا عن الاستجابة لما تحيكه قوى الشر لتأجيج الصراع الطائفي والوقوف ضد إرادة الشعوب العربية فالتوقة للحرية تحت حجة دعم المقاومة لان لا مقاومة مع طائفية. ندعوكم نحن أبناء الربيع العربي الثائر ان تفهموا الدرس وتتعلموا من التاريخ. ستخسرون وسنخسر جميعا...وستستفيد الصهيونية العالمية وكيانه المغتصب لارض فلسطين. وفي المقابل, أقول لاخواننا الذين قد يغترون بمكاسبهم التي يجنوها اليوم من الثورات العربية , لا تغتروا بهذه مكاسب وتحرفوا بوصلتكم وتنجروا الى صراع طائفي تحت راية (السنية - العثمانية الجديدة) لان هذا الصراع سيخسف بالارض العربية والامة الاسلامية . بهذه حرب ستحققون انتم حلم إسرائيل (من الفرات الى النيل), فتوقفوا عن المشاريع الصغيرة التي ستكون كوارثها كبيرة. واخيرا اقول لاصحاب نفس المشاريع من الفريقين في يمننا الحبيب الذي تستعر ثورته توقفوا. نحن نعرف هذه مشاريع وندرك خطورتها ولا تعتقدوا اننا اغبيا عما تفعلون, سنفضحكم جميعا وسيلفضكم الشعب الواعي. نحن لانقبل المارسات الطائفية في سوريا من اي طرف كان , إدعى الثورية او تمترس خلف الديكتاتور وإيران حتى وان لبست عبائة الثورة.
وانه عار علينا كيمنيين ان نتحدث اليوم بل ونمارس طائفية مقيته ضد إخواننا في صعدة وكذا العكس ضد اخواتنا في دماج او غير دماج .
لتعودا الى رشدكم وتحكموا العقل وأسس الدين والقيم العربية واليمنية التي عشناها دوما ولم نعرف هذه الافكار الطائفية الا عندما دخلت هذه المشاريع النتنة. سحقا للطائفية والمذهبية والشوفينية والعنصرية. نعم لوطن عربي موحد عقيدته الاسلام هويته العروبة مع إحترام وصيانة كاملة لكل الاديان والاقليات فيه ساحته من المحيط الى الخليج.
نعم لقضية الامة المركزية والتاريخية والمتمثلة بتحرير فلسطينالمحتلة من الماء الى الماء.
نعم للثورات العربية التواقة للحرية والعزة والكرامة والعدل والرخاء.
لا لمؤامرات القوى الاستعمارية والصهيونية ومعها الرجعية العربية.
نعم لامة إسلامية متماسكة ومتحابة ومتعاونة لتحقيق أهداف الاسلام العليا في الحرية والعدالة الانسانية.