كلما تقدمت بنا الأيام كلما تأكد لنا انه من ثوابت التاريخ الإنساني ان إرادة الشعوب هي ارادة مقدسة لأنها إرادة لا تقهر و هذه حقيقة أثبتها شعب الجنوب بإعلانه التاريخي في ال 4 من مايو 2017م و تأسيسه لمجلسه الانتقالي الجنوبي و اليوم و نحن على مشارف الاحتفاء بمناسبة مرور عام على هذا التأسيس يمكن القول: يعد المجلس الانتقالي الجنوبي مكسبا سياسيا متقدما تم تحقيقه ليس عن هوى ومزاج افراد او حتى جماعه بعينها وانما تحقق نتاج إرادة شعب الجنوب التي تجسدت يوم الرابع من شهر مايو من العام الماضي و ذلك في احتشاد أكثر من مليوني لإعلان تأسيس هذا المجلس كاستحقاق وطني جنوبي ووفاء لتضحيات شعب الجنوب على طريق استعادة استقلال و حرية الدولة الجنوبية . ان عاما من الثبات للمجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد ان هذا المجلس ولد ليبقى ممثلا لإرادة الجنوبيين وموحدا لها في مواجهة ما يحدق بالجنوب من إخطار وقد وعى الجنوبيون أهمية المجلس مبكرا والتفوا حوله لا لشيء الا ليمضي لتحقيق ما فوضوه له في هذا اليوم التاريخي العظيم.. وهنا تجدني أقف لأسأل :ترى هل هذه الحقيقة وغيرها مما سأعرض له هنا ماثلة في وعي و نهج قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ؟ للأسف هناك إشارات تأتي من البعض في هذا المجلس وتثبت بأن المجلس مغيبة أو لنقل انها تحاول تغييبنا عمدا عن كثير مما نراه ونلمسه معاكسا ومغايرا لكثير من طموحات وامال الجنوبيين وتحت مبرر ان الوقت لم يحن بعد للإفصاح عن توجهاتنا كاملة ..قول كهذا اذا هناك من يتبناه فهو قول ساذج بل لا ابالغ اذا قلت انه يدخل في باب الخيانة و العياذ بالله. ان مثل هذا الكلام كم أتمنى له ان لايكون بدافع الحرص الصادق على تجربة عام ارى فيها الشيء ونقيضه في ان واحد ليس من خارج المجلس ولكن من داخله وهذا يعد خللا بينا لابد ان يؤدي الى عطب يؤخر من عملية تحقيق الغاية الاسمى لشعب الجنوب وهي التحرير والاستقلال. ان ازدواجية المواقف والأفعال بدأت تظهر كردات فعل سلبية من إطراف كثيرة متناقضة في مصالحها ومواقفها من المجلس الانتقالي فهناك الحريص الحقيقي الذي يرى ان المجلس الانتقالي قد استثناه لا بل تجاهله تماما وهو المعروف بمواقفه المناهضة للاحتلال اليمني مبكرا واعني هنا تلك القيادات التاريخية للجنوب التي أصابها تأمر وحقد وهمجية نظام صنعاء في الصميم الا انها وجدت نفسها عند تشكيل المجلس في خارج هذا المجلس الذي كان هذا الفريق من اوائل الداعين له.. وجدوا انفسهم هكذا و كأن هناك قرار خفي متوافق عليه مع جهات بعينها بأن يستبعدوا من المجلس لترتيبات سياسية مستقبلية يحضر لها وهذا ما تؤكده الوقائع اليوم. كما ان الدعوة المبطنة للترحيب والعمل مع أي مكون جنوبي اخر قد تأخر كثيرا او بعبارة دقيقة لم يفصح عنه بعض "الأشاوس"في المجلس من قبل بل ان تصريحاتهم تلك جاءت متزامنة مع الإفصاح عن ترتيب الشرعية لإعلان مكونها الخاص باسم الجنوب و هذا مالم يتأكد بعد بل يزيد من الغموض في هكذا مواقف وتدخل المشهد الجنوبي في كثير من الغموض كما هو الحال في التعامل الغامض للمجلس و تحديدا من بعض المنتمين اليه مع قوات طارق محمد صالح ودون ان نسمع اي تصريح يوضح هكذا امور خطيرة و مهددة للسلم الجنوبي ان المجلس الانتقالي اليوم مطالب اليوم بالوفاء لكل ما جاء في بيان إعلانه التأسيسي وان يمضي قدما في استكمال هيئاته على كافة المستويات وايضا باقي الهيئات الجنوبية وتفعيل دورها على الصعيد الشعبي و الجماهيري وهذا لن يتم الا بتعاون كافة المكونات الجنوبية و تفاهماتها التي حتما ستختصر المسافة للوصول الى كامل غاياته وفي مقدمتها حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم .. وان يكون واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار مع كافة القوى والمكونات الجنوبية سلبا وايجابا المهم ان تكون الحقيقة كل الحقيقة واضحة امام شعب الجنوب وان تكف تلك العقليات الجامدة البلهاء عن استهتارها بل وان يكون الموقف واضحا منها داخل المجلس. لقد سبق واشرنا ان اي نجاح للمجلس الانتقالي ولأي مكون جنوبي اخر لن يكون الا بالعمل بين الجماهير وهذا هو مايزعج أعداء الجنوب لهذا فهؤلاء تراهم ومع كل مناسبة يتقاطرون عبر أذنابهم من يحسبون على الجنوب للوصول الى الجماهير بكل الوسائل والطرق وليس ادل على ذلك تقاطرهم في هذه الأيام من أبواب الحسنة والأجر وكل ذلك براء منهم لان غايتهم ابقاء الجنوب تحت احتلالهم وسحق أحلام الجنوبيين في الخلاص من نير ذلك الاحتلال. و مادمنا في مقام تجربة عام ، و هي تجربة قصيرة جدا كي نحكم عليها ، الا ان الشفافية تدعونا ان نتعشم خيرا في المجلس الانتقالي الجنوبي و أن يسعى الى تعزيز تفاهماته مع باقي القوى الخيرة في حراكنا الجنوبي و المقاومة الجنوبية على مبدأ الشراكة العادلة وذات هذه الشراكة مطلوبة ايضا مع دول التحالف العربي بعيدا عن الاملاءات و الارتهان لها او لأي جهات اخرى بل يكون الارتهان و الرهان الأوحد للقضية الجنوبية و لشعب الجنوب الصابر المكافح و فقط على طريق تحقيق هدف الاستقلال ولا شيئ غير الاستقلال لان غير ذلك ضياع و حرث في الهواء و الماء .