ما أشبه الليلة بالبارحة عندما كانت شوارع عدن خالية من السكان بسبب انتشار (الجبرت ) قباضين الأرواح . عندما كان العدني يخرج ليشتري لأهله وجبه العشاء ولا يعود الى بيته لا هوه ولا العشاء وينتظر أهله مدة زمنيه لعله يعود فيأتهم الخبر بأن أنهم قد خطفته (الجبرت) التي كانت منتشرة في عدن. وعاشت عدن فتره من الزمن مرعوبة من (الجبرت) لا يخرج ابنائها بعد صلاة المغرب ، خوفا من الجبرت في عدن. والجبرت قوم غرباء لا تعرف شكلهم فيما اذا كانوا آدميين او شياطين كل ما في الأمر انهم (شقاة) وظيفتهم خطف الشباب في عدن وارسالهم عبر (الزعائم ) (قوارب صغيره) تسير وفقا لاتجاه الريح يدفعها شراع نحو الاتجاه المقصود. وانتشرت في عدن (إشاعات ) تقول ان المخطوفين يرسلون الى (اوربا) ليخضعوا لتجارب طبية او استئصال اعضاء جسدية منهم كالكبد او الكلى الخ ولا يعود الى عدن نهائيا وقد يكون نهايتهم الموت او الحياة حيث كل منهم لايعودوا الى عدن. وأحدى الإشاعات قالت ان المخطوفين من ابناء عدن يذهبوا بهم الى جنوب افريقيا لغرض استخدامهم لاستخراج الذهب من انفاق خطيرة ولا يخرجون من المعسكر القاطنين فيه حتى نهاية العمر وهذا المعسكر متوفر فيه كل ما يتعلق من معيشة ولهو وتحت حراسة مشددة والزعائم التي تنقل المخطوفين عبر خليج عدن والبحر العربي الى منتهاه تتوقف رحلاتها عندما تتوقف هبوب الرياح الموسمية فيخرج (ناس عدن) فرحين ان الجبرت غادروا عدن لأن الرياح الموسمية توقفت. ويدعى ذلك اليوم (بآخر ربوع في صفر) تخرج فيه الأهالي بصحبة ابنائهم ويقضوا ذلك اليوم في روابي بستان الحسيني يأكلوا ويغنوا ويرقصوا كعيد (شم النسيم في مصر). واحد فقط من ابناء (عدن) استطاع ان يتجاوز الاسلاك الشائكة والحراسات المشددة ويهرب من معسكر السخرة في جنوب افريقيا ويصل الى (لندن) لينشر قصة الجبرت الذين يخطفون ابناء عدن . اليوم في عدن تتكرر الحكاية ويخطفوا (الجبرت) الجدد الشباب ولا تجد لهم اثرا منهم من يخطفون على ايدي زوار الفجر ومنهم من خرج ولم يعد والمختطفون هنا لا تعرف اين موقعهم او اين يسكنون والخاطفون لا تعرف فيما اذا كانوا انسا او جنا . ولا أحد مثل ابن (عدن) الذي تجاوز معسكر جنوب افريقيا ونشر قصة المخطوفين استطاع ان يعطي فكره عن المخطوفين استطاع ان يعطي فكره عن المخطوفين وكيف احوالهم . ولا السلطات المحلية دفعت بهم الى المحاكمة والقضاء ليقرر ادانتهم او الافراج عنهم.. جبرت اليومين دول جبرت جعلوا من كل مواطن في عدنوالجنوب يحسب الف حساب لطريقه سيره وتصرفاته وحكموا الأمن والاستقرار لكن بطريقه تخرج عن القوانين المرعية المتعلقة بان المتهم بريء حتى تثبت ادانته.