من البلاء العظيم التي تبتليها الشعوب فقدان ورحيل قادتها الشرفاء ورموزها وصانعي مجدها ومستقبلها ، خسارة فادحه على شعب الجنوب أن تودع اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك القائد المناضل الجسور اللواء الركن احمد علي صالح الحدي قائد الشرطة العسكرية في العاصمة عدن ، رحل الحدي في ظروف صعبة للغاية من مرحلة الوطن الذي هو في أمس الحاجة لامثاله من المخلصين الأوفياء، رحل وستظل مسيرته وأعماله وكل ما سطر من نضال وعطاء وبطولات خالدة في ملفات التاريخ تحكي لنا حكاية جهاد وتضحية ونكران ذات وشجاعة واقدام في مواجهة الظلم والطغيان والاستبداد بكل اشكاله وصوره، ولم تأخذه في ذلك لومة لائم. لقد كان قضاء الله وقدره أن يرحل عنا القائد الحدي وتلقينا نبأ وفاته وايماننا المطلق أن الموت حق وعلمنا بأنه تعرض لعارض المرض إلا أنني وكغيري من أبناء الجنوب شعرت بفراغ داخلي لا نشعر به إلا عند ما يفارقنا من نحب من الأعزاء المخلصين ولا كان على البال أن القائد الحدي يغادرنا سريعا ً في مثل هذا الوقت الراهن ، وقفت على مسيرة القائد الحدي النضالية اتذكر كل المواقف ضرباً من الاحساس بما سطر من نضال وتضحيات واقدام يعجز فيها القلم عن وصف عظمة نضاله في هذه اللحظات القليلة ولا يستطيع أن يستحضر كل الملاحم والبطولات, لا استطيع غير الانحناء إجلالاً وإكباراً أمام عظمتك أيها القائد الشجاع ,وأنت تودع الحياة تاركا خلفك تاريخا طويلا عشت فيه على تراب الوطن قصصاً من البطولات الملحمية المحفورة في أذهان الجنوبيون ستظل دائما وأبدأ تدرسها أجيالنا في مناهجها، أوقات كثيرة كنت أسمع ويتردد على مسامعي اسم ابو محمد الحدي في بداية الحراك الجنوبي عند ما اتخذ طريقا صعبا في نهج النضال وهو الكفاح والمقاومة لإيمانه أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فكان يتداول اسمه في غاية السرية لدى الثوار الجنوبيين ، سألت عنه في ذلك الوقت وربطنا اتصال وتواصل بسرية تامة وأخذت أتابع كل الخطوات التي يقوم بها من لحج إلى الضالع إلى يافع وعدن معجبا ً بكل أعماله ومشجعاً له وحريصاً على حياته وزملائه خاصة أن النضام اليمني في أشد قوة واشد قمع وتنكيل بالثوار سنوات ونحن على تواصل حتى حان الوقت أن التقي بهذا القائد المناضل عند زيارتي إلى يافع وإقامة أحد الفعاليات في مديرية رصد فكانت أول مرة أرى شخص القائد أحمد علي الحدي شخصياً عندما شارك في الفعالية وقد اخبرني قبل قدومه القائد مانع صالح طالب القائد نبيل الحنشي بالترتيب لحضور القائد ابو محمد الحدي هو وعدد من أفراد المقاومة الجنوبية وكانت تحركاتهم بسرية للوصول إلى مديرية رصد ، وقفت أمام شخصه العملاق الذي يحمل صفات الرجل القائد الشجاع تبادلنا الأحاديث واستمع إليه وهو يقصص قصصاً عن ما تعرضوا له من الكمائن والترصد ومقاومتهم للعدو في أماكن كثيرة اشغلو قواته وزرعوا الرعب في قلوب جيوشه وكانوا كوابيس مخيفه تهدد مضاجعهم في كل وقت وحين ، كان الحدي رجلا من الطراز النادر رجلا شجاعاً صنديدا لم تستهويه عدسات الاعلام وبريقها ولم يغريه مكانته للتسلق على حساب الوطن كرس حياته لأجل وطن حلم به وكان علماً بارزاً في التحدي والصمود وصرحاً نبراساً يهتدى به لينير الدرب لتعليم من بعده فن النضال والعطاء ، رحل عنا الحدي بهدوء وتركنا نصارع الم الحسره ونحاول تخفيف هول مصيبتنا بقول ما يرضي الله : (إنا لله وإنا إليه راجعون) رحل جسداً لكن لا ستظل ذكراه الطيبة وعمله ونضاله وسيرته دروساً ستعطى للأجيال القادمة لم يستسلم للاعداء بل ظل مقاوماً مجاهداً مخلصاً وفياً لم تجعله ظروفه خائنا أو بايعاً أو أو أو بل كان رجلا شديداً مع الحق رحيما مع الضعفاء رحيل الحدي لم تنتهي بحد حكاية عشق الوطن والتضحية لأجله وبقي فكره الطاهر يشق طريقه في نفوس محبيه رحل الحدي جسداً ولا زالت كلماته ونصائحه وبطولاته مليئه بدروس التحدي لتحيا معنا لنستمد منها العزم والاصرار برحيلك ايه القائد المناضل خسارتنا فادحة وجليله عظيمه وكبيره لكن ستبقى ذكراك وأعمالك دروساً تدرس الى ان يرث الله الأرض وما عليها نم قرير العين فقد ابليت بلاء حسنا واديت واجبا وطنيا عظيما فلك منا الدعاء والوفاء بالمضي نحو الدرب الذي مضيته وعهدنا باقي لعشق الأرض الذي زرعته أنت وامثالك فينا رحمك الله والى جنة الخلد ايه القائد المخلص .