العنوان أعلاه ترددت في تدوينه كثيرا لأن المعني به عدد من الأصدقاء و الزملاء الكتاب ممن أبادلهم قبل الاحترام كل المحبة ، و لأن القضية هنا هي قضية مصير كان لابد لي من هذه الكتابة حتى يقف بعضنا البعض على عين الحقيقة .... بداية أجزم يقينا ، ان كثيرا مما نكتبه ، لا يقرأه الا قليل من القراء ، العجب العجاب هنا ان الكتاب أنفسهم لا يقرءون لبعضهم بعض وكأن ثمة فرمانا خفي يحرم ذلك .. ، وهذا لوحده سبب كاف لجعلنا كتابا و قراء ندور ابدا في حلقة مفرغة سيما فئة الكتاب أمثالي الذين لا ينتمون الى شلة او مجموعة ناهيك عن مكونات او أحزاب و لا حول لنا و لا قوة الا بالله الشاهد الأعظم على صدق ما نقول و ما نطرح ولوجهه الكريم ولوجه أن نخرج شعبنا الجنوبي من حالات التخبط و العشوائية التي طالت كل شي في الحياة العامة للأسف الشديد . أن كثيرا مما نقرأه في العام و الخاص من وسائل الإعلام المتاحة في هذه الأيام جله مختلق ومفتعل وهو لاشك فيه ثمرات الفوضى الخلاقة لجأت اليه هذه الوسائل بنوعيها الحكومي والحزبي والأهلي وذلك لملئ صدر صفحاتها بألاخبار إي إخبار حتى وان كانت مختلقه-نعم مختلقه بل وتم الإعداد لها في كواليس هذه الوسيلة او تلك ولعل الصحافة من أبرزها في جعل هكذا اعداد واضحا وبينا ولغرض الإثارة ورفع حجم التوزيع بقدر الإمكان اذ تعطى الإشارات والتلميحات لبعض الكتبة الكسبة فيها ان يكتبوا ويوزعوا الشكوك تارة وتارة الصكوك بحق وبغير حق. ثمة نوع من هؤلاء الكتبة ولا علاقة له بالكتابة الا من باب الشطط والمغالاة وأيضا حب الظهور فتوظف كتابته لهذه الغاية لا غير وهؤلاء كما انهم يتواجدون في صحافتنا هم أيضا وبإعداد مهولة يتوزعون على وسائل التواصل الاجتماعي وبأسماء وهمية اكثر من الأسماء ألمعروفه ومثل هؤلاء نعرف من هي الجهة الداعمة لهم لاختلاق وافتعال الفتن والمشكلات فيما يخص الجنوبيين وقضاياهم التي لاوجود لها الا في عقولهم وعقول من يسخرهم لذلك ويدفع لهم وبهم ولنأخذ في هذا الاتجاه ماجرى قبل ايام من افتعال لما اسمي بأزمة سقطرى وما رافق ذلك من كتابات تصعيدية و تباكي مسرح مكشوف يؤكد على انتهازية و حقد و بلادة العديد من كتبة نظام صنعاء بشقيه الانقلابي الشرعي "شمالا" و هؤلاء ليس لهم من غاية الا التشهير بدولة الإمارات العربية المتحدة و تشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي و إحراجه . لعمري انها ذات الأجندة الخبيثة التي مورست ضد الجنوبيين وقضاياهم الحساسة من سابق والتي للاسف نجد أن كثيرا من فاقدي الإبصار و البصيرة سياسيا ينساقون وراء تلك الكتابات بل ان هناك "كتبه" بعينهم يدورون في ذات الفلك ونجدهم يعيدون تكرار بعضا من تلك الكتابات الحاقدة ولي هنا ان استدل في عينات كثيرة يستطيع القارئ الحصيف ان يقف عليها بدون عناء. ولي أيضا هنا و من صميم إشكالات وهموم الكتابة ان البعض ليس له مواقف واضحة في كثير من قضايانا السياسية والمجتمعية فتأتي كتاباته هزيلة ضعيفة وكثبرا ما تكون تقريرية بعيدة عن العمق التحليلي ..وتفقدهم المصداقية في معركة تقرير المصير لانها كتابات سطحية ومن خلال متابعتي لنماذج بعينها من تلك الكتابات وجدت انها عبارة عن هذيان وثرثرة فارغة وجوفاء و تذهب كثيرا إلى وضع أملاءات واشتراطات ليس مكانها هذا النوع من الكتابة واهل المهنة يعرفون الى ما ذا ارمي ؟ .. ولنأخذ أنموذجا على هذا واقعة اللقاء الجنوبي الذي جرى في العاصمة الإماراتية " ابوظبي" مؤخرا والذي ضم قيادات جنوبية تاريخية مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي فتابعنا كيف تم تناول ذلك الحدث الذي جاء في مسار اعادة ترتيب البيت الجنوبي وتصحيح الاختلالات فيه لإبراز مشروع جنوبي تكاملي وموحد نواجه به العالم كطور نضالي متقدم الا ان تلك الكتابات وأصحابها الا القليل من رحم ربي راح يملي ويشترط ويوجه تلك القيادات بل ويضع خارطة سير ليس لتلك اللقاءات التي استبشر لها أبناء الجنوب خيرا بل وسمح لنفسه وان بطرق ملتوية الى نبش الماضي وكثيرا من تلك الكتابات لاترقى إلى الكتابة الصحفية المسئولة التي هو جوهر هذه السطور مما يؤكد ان الجسد الجنوبي ما برح مخترقا و على كل الجبهات و في مقدمتها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. أعود وأقول ان الكتابة الصحفية خاصة ليست فقط مسئولية بل أنها أمانه . . نعم أمانة الكلمة الصادقة هي المعني هنا و لا شيئ غير هذه الامانة هي المطلوبة وفي وقت كهذا و من الجنوبيين أنفسهم .. اما غير الجنوبيين فأن أمرهم مفضوحا و لن يمروا بكتاباتهم تلك . إزاء مثل هذا التشظي و تلك السلوكيات الكتابية أقول لابد من وحدة صحافية جنوبية وميثاق شرف صحافي وإعلامي يجمع الجنوبيين على أمانة الكلمة و المسئولية المهنية و لا ضرر من وجود اي تباين و اختلاف في الرؤى و التحليلات إذن تعدد الآراء و تبايناتها مطلوبة في نسق عال من الوعي والموضوعية والطرح البناء وأما غير ذلك فهو محاكاة لما أنتجه نظام صنعاء خلال فترة احتلاله للجنوب ولا عودة إليه ألبته.