أن المتأمل اليوم لواقع حال محافظة لحج و تحديدا عاصمتها الحوطة و بعض من المديريات القريبة منها ستجد أنها تغط في سبات عميق و ان واقع حال هذه المنطقة لم . يتغير الى ما هو أفضل الا في أحلام و ذهنيات صانعي أزماتها و أيضا من يحرق البخور لمسئوليها الذين يجترون سلوكيات لها تاريخ عريق في التسيب و الإهمال واللامسئولية . لحج اليوم و كما هو حالها بالأمس و الأمس هنا يمتد الى ما قبل الانقلاب الحوثعفاشي و حرب عام 2015م باستثناء بعض النشاط في بعض القطاعات التي يقف على راسها بعض من القيادات المخلصة.
لقد تعودت منذ صغري على قول الصدق و لا اخاف فيه لومة لائم و بكل أمانة لمن تهمهم مصلحة لحج اقول هناك استقرار يحسب كثيرا لصالح قيادة المحافظة الامنية التي دأبت منذ اليوم الاول لاستلامها مهامها ان تجعل المواطن العادي من امثالي يشعر بهذا الاستقرار الا ان ثمة سلوكيات من بعض الافراد و اكرر و أقول الافراد سلوكياتهم اليومية وتعاملهم مع المواطنين هي اقرب ان لم تكن اوصف بالسلوك الطائش والغير المسئول بل وعيني عينك في الشارع العام و هذا السلوك الفردي يسيء حتما الى باقي الجهاز الأمني ويخلق هوة كبيرة بينه وبين المواطنين.
إما في جانب الكهرباء فحدث ولا حرج فذات الأزمة قائمة وذات المبررات موجودة ..ولا أجافي الحقيقة هنا اذا قلت ان سعيرها قد اشتد متزامنا مع دخول شهر رمضان الكريم ودخول فصل الصيف والمواطن يعاني ويعاني في هذا الجانب الأمرين، ويبدو إن المتاهة التي دخل فيها محافظ لحج السابق الدكتور ناصر محمد ثابت الخبجي هاهو محافظ لحج اللواء الركن احمد عبدالله التركي قد دخلها وهذا يعني ان الأسباب الظاهرة والخفية مابرحت موجودة وبدون معالجات حقيقية وحاسمة..
في لحج أيضا ثمة مشاكل متراكمة تتعلق بالمنشات الحكومية وغير الحكومية التي تم البسط عليها وأيضا اقتحامها إلا انه حتى ألان لم يتم معالجة هذه المشكلة ولم تضع لها الحلول رغم إن هناك توجيهات سابقة ولجنة تم تشكيلها لهذه الغاية ولا نعرف لم التقاعس في هذه المشكلة ولا من يقف وراءها ويطيل من امدها .
هنا أيضا وكما أشرت سلفا إدارات متوارية في زحمة ما يحدث من سوء توجيه وإشراف ولا نعلم عن نشاطاتها شيئا وكأنها إي هذه الإدارات غير موجودة ... كما انه من الأشياء الغريبة في لحج ومن واقع أعايشه يوميا ستتاح لك مثلي إمكانية إن ترى عددا كبيرا من الجمعيات الخيرية بمسميات كثيرة وأكثرها يتبع منظمات غير حكومية وتدعي في لوائحها أنها تعمل في مجالات حماية المواطنين من الفقر والعوز إلى أخر هذا الكلام ولكنك تفاجأ إن اغلب هذه الجمعيات غير موجودة على الأرض ..شيء لا يحدث ألا في لحج . حقا ، هل نستطيع إن نقول انه في لحج اليوم قد ضاعت البوصلة تماما وأني لأسال هنا : أين ذهب عقلاؤها ؟ لا أدري لماذا ألان هنا اسمع هاتفا خفيا يهمس في أذني ويقول لي : سكه لك !!! أنها ذات اللهجة التي كلما توجهت بذات السؤال مباشرة في الشارع العام تجدني اسمع مثل تلك الإجابة السلبية ! نعم أنها سلبية ما بعدها سلبية تفتك بالشارع اللحجي الذي تراه يتمظهر متمترسا ليل نهار بمظاهر وافدة عليه بل تجدها في حالة ازدياد بدءا من لهجة الخطاب اليومي المحكية والمتدنية في مفرداتها الغريبة التي أقف مشدوها إمامها طويلا مغمورا بدهشة لا يخرجني منها الا سؤالي بيني وبين نفسي : ترى أين ذهب رجال الثقافة والفكر والتربية وخطباء وأئمة المساجد وازداد دهشة امام انحدار الشارع العام الى هذا المنحدر الخطير.والغير مسبوق.
. حقيقة إنني أتساءل: ترى أين ذهب رواد الساحات الثورية على اختلاف مكوناتهم وغير الثورية وأين تبددت هتافاتهم ؟!! ترى هل إغراءات المجلس الانتقالي قد جعلت من اعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي محرد دمى ولكن بيد من ومن يحركها .. اعرف فيهم الكثير كإخوة وأصدقاء ومنهم أيضا الرفاق ...جميع هؤلاء ماذا جرى لهم حقا ؟ وهنا وحتى لا أنسى أشير إلى إن الغالب الأعم من فروع المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية قد احتفلت بذكرى الإعلان عن المجلس الانتقالي بما فيها مديريات محافظة لحج المحررة إلا الحوطة و تبن لم يتم الاحتفال بهذه المناسبة وهذا أمر يضع كثيرا من الأسئلة المحيرة في المشهد العام داخل محافظة لحج . يراودني حقيقة شعور مفاده للأسف الشديد ان كل شيء هنا في الحوطة وتبن قد تبخر ، وصار كل شيء للأسف الشديد نسيا منسيا.