الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    من يسمع ليس كمن يرى مميز    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    معاداة للإنسانية !    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    4 مايو نقطة تحول في مسار القضية الجنوبية!    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تحديث جديد لأسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    تعرف على تفاصيل القبض على "حليمة بولند" بعد اختفائها في منطقة العدان    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجيب قحطان الشعبي بين نبش الآثار ونهش الأخيار
نشر في عدن الغد يوم 24 - 04 - 2012

فوجئت بالعدد 15440من صحيفة 14 أكتوبر بتاريخ 14/4/2012 ينشر مقالا سبق نشره في صحيفة (عدن الغد )عدد 14بتاريخ 8/4/2012م كما هو نصا وحرفا مع حذف بعض الشتائم, للمدعو نجيب قحطان الشعبي الذي يكرر فيه افتراءه وتبليه على رئيس التحرير الأستاذ أحمد الحبيشي بأنه رفض مقالا لي تقدمت به للصحيفة ردا على مقال كتبه في صحيفة (الأمناء) والواقع أنني لم أتوجه إلى مبنى أية صحيفة لنشر المقال بل أرسلته بالإيميل إلى تجمع أبناء عدن وإلى الأمناء ولم ألتق الأخ أحمد الحبيشي ولا غيره من رؤساء التحرير, وهذا كذب مفضوح يكشف مسلك نجيب في كتاباته وفي تعامله مع الآخرين ويجر نفسه على كامل كتاباته.. لقد كان هذا شَرَك أوقع نجيب نفسه فيه ليفقد ثقة الآخرين وفخ نصبه بيده فأطبق على يديه. وبنفس هذا الأسلوب من الافتراء والتبلي عمد نجيب إلى التهجم والشتم على شخصي وعلى غيري عند إفلاسه في الرد على ما نكتب.

لقد حشا نجيب هذا الافتراء والتبلي في صحيفة عدن الغد على رئيس تحرير أكتوبر ثم جازف بدسه مرة أخرى دون تقدير أو مراعاة للثقة التي منحته إياها صحيفة 14أكتوبر ظنا منه أن الأمر سينطلي على الكل. وعندما اتصلت بالأخ رئيس تحرير صحيفة أكتوبر لاستفساره حول الرفض المزعوم في المقال لم يكد يصدقني لأنه لا يتوقع أن يتقدم كاتب إلى صحيفة ليزيف موقفا على حساب رئيس تحريرها. علما بأن صحيفة أكتوبر لم ترفض لي مقالا منذ أن بدأت النشر قبل حوالي أربعين عاما بمقال في تاريخ1/4/1973م وبالإمكان الرجوع إلى أرشيف الصحيفة حيث كانت تلك أول مقالة أنشرها ومع ذلك لم تكن في بريد القراء أو في عمود متواري كبدايات نجيب ولكن في كامل الصفحة الأخيرة لرقي الأسلوب وتميز المادة وهو ما يفتقر إليه المغرورون ممن ينبشون عن الرفات لأكل لحوم الموتى أمثال المذكور وهذا الأسلوب المتدني والثرثار المرهق للقارئ هو انعكاس للنفسية المريضة. وقد كان نجيب هذا هو الوحيد الذي انبرى معارضا في الصحافة لعودة القامة الإعلامية الأخ الأستاذ أحمد الحبيشي إلى أرض الوطن من وادي النيل لخدمة الوطن في عام 2003م ولأنني باركت عودة الأخ والصديق الحبيشي متصديا لنجيب في صحيفة (الطريق) بعدها لم أجد هدوءا من نقيق نجيب الذي لا يستطيع الرد علي فيلجأ إلى الشخصنةالتي ترتد عليه كمن يرمي الناس وبيته من زجاج.

وليعلم المذكور بأن المقال الوحيد لي والذي امتنعت عن نشره الصحف الرسمية والأهلية والمعارضة من( الثورة والجمهورية إلى الثوري والأيام والوحدوي وغيرها), قبل سنوات لصراحة المقال وحساسيته وقوته ولم تجرؤ على نشره تلك الصحف وهو مقال : (الوطن فوق القبيلة) عام 2005م؛ كان الناشر الوحيد له هو رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الأستاذ أحمد الحبيشي, وفي مقالي حول القبيلة لم أفعل كما يفعل نجيب متخصصا بأبناء عدن كمجتمع مدني لا يحمل السلاح ولكن وجهت نقدي إلى القبيلة أينما وجدت متنمرة. ولو أن نجيب كان في وادي شعب نهاية الستينات لكان من طلابي في طور الباحة التي درّست فيها لعامين حيث أذكر منهم ثلاثة من أشقاء الرمز السياسي المثالي والمهذب الدكتور ياسين سعيد نعمان وكنا نتمنى على نجيب أن يقتدي في كتاباته بهذا الرجل المحترم والمحبوب لدينا.

والمستر نجيب يخبط خبط عشواء ويتحامل بغرور على عدة رموز وشخصيات في مقال واحد في نفس الوقت كالبطل في الأفلام الهندية الذي يضرب خمسين في شجار واحد, وهو في الغالب لا يوجه سمومه إلا لشخصيات من عدن دون أن يعرف أدوارها وأصولها ولا يخلو قاموس نجيب في مقال صحيفة 14 أكتوبر المذكور مثل سائر مقالاته من الألفاظ التالية: (بذيء, سفيه, بذاءة, تلفيق, كذب, تزوير, حقد, مزور, تافه, مستشار سوء يقبض مادة..إلخ...) فهو يلقي جزافا بتهم خطيرة على العباد دون أن يدرك ردود الأفعال من خلال إلقائه بالتهم جزافا على من هم براء لترتد عليه. وكذا ألفاظه من اللهجة المصرية: (يتفلق), (على قدّه), (أبو العرّيف)..بحيث يجعلنا نتساءل تُرى تحت تأثير مفعول أية مادة يكتب كل ذلك؟ إلى جانب روح الأنا الموجودة من رأس المقال حتى أخمص قدميه.

وقد آلمنا كثيرا استخفافه في المقال برموز وهامات في الوطن لهم دور وتاريخ بل من الذين كانوا محسوبين على اليمين في الجبهة القومية ووقفوا مع نجيب نفسه أثناء ترشحه للانتخابات مثل الأستاذ المناضل فريد صحبي الذي جعل صحيفته الزمان منبرا لحملة نجيب الانتخابية عندما ترشح لانتخابات الرئاسة بنكهة التوريث في عام 1999م وكان الأجدر يومها ترشيح أو ترشح أحد أبناء آل خليفة أو آل لقمان أو آل المكاوي أو آل الشهيد القائد المجعلي أو آل الشهيد السلطان محمد بن عيدروس العفيفي لأن هؤلاء كانوا روادا في تقديم الجهد والشهادة للوطن (أنظر كلمة ابراهيم الحضراني في كتابي: "لقمان سيرة رجل وتاريخ شعب"). ووصف نجيب فريد صحبي بأنه تربى في (حواري عدن) ونسب أصله وميلاده إلى غير أصوله وهولا يدري أنه من حضرموت أصلا وإلى غير محل ميلاده وهو من أبناء عدن وذلك عن جهل بالهامات والرموز كونه لم يعش في عدن فترة الغليان ولم يعرف ملاعب الصبا فيها حتى تعزُّ عليه ويحبها ويحترم أهلها. كما أخطأ بوصفي سابقا أنني ولدت في تعز وأعيش في صنعاء وهذا غير صحيح (فقد كانت النمرة غلط) ويفتري ويتبلى علي أنني جئته قبل ثلاث سنوات لطلب المساعدة من أجل الكحول علما بأني لا أمضغ حتى القات ويزعم بأنه لما رفض مساعدتي بدأت خلافي معه والواقع أنني لم أقابله ولا أعرفه شخصيا بل من خلال الصحيفة وخلافي معه في وجهة النظر هو منذ اثني عشر عاما بعد نشر مقال لي في صحيفة (الوحدة) بعنوان (الجبهة القومية في مذكرات آخر مندوب سامي بريطاني) ثم ازداد بغضه بعد مقال صحيفة (الطريق) حول عودة الأخ الحبيشي قبل تسعة أعوام وليس منذ ثلاث سنوات كما كتب في النت ولكن لأن البغض أعماه لم يتنبه لحساب السنوات وعملي معروف بتجارة المطبوعات المدرسية على مستوى المحافظات الجنوبية كتاجر ملازم ويعرف ذلك رئيس التحرير وقد كتب شعرا فكاهيا في ذلك وقد منحني ترخيص المطابع الأستاذ طه الحبيشي شقيق رئيس التحرير في مطلع الثمانينات ولدينا سبعة محلات أمام حديقة الشيخ ومتحف موروث شعبي بالملايين وزيارته مجانية وأسرتنا ساعدت أسرة نجيب في الخروج من عدن في السبعينات (أيام موضة الميني جوب) بعد أن عجز عن ذلك ولا أحتاج إلى طلب المساعدة من عاطل عن العمل ينتمي إلى تراث قطع السبيل. وهنا أقول قول الشاعر: إذا أتتك مذمتي من ......فهي الشهادة لي بأني....إلى آخر البيت. وسأترك اللواء المتقاعد عبد المنعم الدمياطي في كتابه: " أربعين سنة عسكرية " ليرد عليه.

ثم غمز على أبي الشهداء الثلاثة عبد القوي مكاوي وانه من جبهة صنعتها الاستخبارات المصرية بينما هي جزء من الأمن القومي العربي وقد كانت مصيبة الوطن هي من انتموا إلى المخابرات البريطانية, ومن الذين أكلوا من عيش مصر عبد الناصر وشربوا من مياه النيل ثم تنكروا له ولوثوه, من الذين تسلموا السلطة باستقلال مغدور حين ترددت على السنة الناس مقولة البريطانيين: ( تركنا أبناء عدن لمصير مجهول). ثم تعرض لقامة المناضل عبده حسين الأدهل باستخفاف وتجاهل لرصيد الرجل, قائلا بأنه من أصحاب الكتب الرخيصة وهو على حد قوله: (تاجر يدعى عبده الأدهل), بينما سال دم الرجل في ما يعرف الآن بميدان الحبيشي وهو يدافع عن عدن ضد الغوغاء والدهماء المستجلبين من خارج عدن لغرض دمجها في الاتحاد في 24 سبتمبر1962م وتم اعتقاله ومحاكمته من قبل المستعمر. ووقف مع أحرار ثورة 48م وبذل الأموال واستقبلهم بعد سقوط الثورة في المنازل التابعة له في الشيخ عثمان وتحمل قنبلة رُميت على أحدها. ثم كان همزة وصل للمراسلات السرية على الطريق نحو ثورة سبتمبر62م عبر صيدلياته (الشرق وفروعها) بين الثورة المصرية والرموز اليمنية, حيث كان عبد الملك الطيب يأتي لاستلام وتسليم الرسائل. وقام الأدهل رحمه الله بالسعي والضمان لتوفير المواد الغذائية لآلاف النازحين من الفدائيين في تعز في 1967م وتعرض بعدها لمحاولة اغتيال دبرتها الجبهة القومية بإرسال عناصر إلى تعز وله في عدن مشاريع خيرية منها بناء مدرسة النهضة الثانوية في الشيخ عثمان على نفقته الخاصة وعند وفاته رثيته في يوليو 2010 بقصيدة أذكر منها:

وطني بَكاه ولن تجفَّ دموعُ
يا موطني موتُ الرجال فظيعُ
عدن تئن من الأسى بمصابها
والحزن في جنباتها مزروعُ
من يا نظير الشمس يشعل نورها
بعد الرحيل وهل يعود سطوعُ؟
من ساعد الأحرار في غسق الدجى
حتى أطل مع الصباح ربيعُ
من كان للأسرار خير محافظ
حتى انبرى سبتمبرُ المشروعُ
عانى من الأعداء كل كريهة
شبت وشاب لها فتى ورضيعُ
ما لوثت يدَه العمالة ُفي السُرى
أو كان ممن يشتري ويبيعُ
كم مد للخير يدا فكأنه
ينبوعه الصافي لنا ومطيعُ
واليوم يرحل صامتا من غير أن
يرعاه في وسط الضجيج مذيعُ؟
جيلٌ يتيه وجاهلٌ لرجاله
ينسى فضائل من مضوا ويضيعُ
أوَ لم يحن للجهل حين رحيله؟
لكأنه في ليلهِ متبوعُ !

لم يتناول نجيب موضوعا واحدا في مقاله بل تناول مفهوم الدولة ثم الآثار التاريخية في عدن وركض عائدا إلى حرب 79م ليحقنها بالسم ثم أطلق العنان لتحامله على عدة شخصيات وذلك بدلا من النقد المهذب.

أما بالنسبة للدولة وتعريف الدولة وشروطها التي ذكرها الحاج نجيب فنقول له مايأتي :
-(الدولة هي تلك القوة الاجتماعية المنظمة التي تملك سلطة قوية تعلو قانونا فوق أية جماعة داخل هذا المجتمع وعلى أي فرد من أفراده) هذا هو الجوهر الأساسي والأول للدولة. أما الشروط الأخرى من قيم وجيش وماء وزراعة ومؤسسات فهي تأتي مع ذلك ويمكن تدبيرها في عدن, و إلا كيف نسمي الدولة دولة إذا وجدت كل الشروط المذكورة من قيم وجيش وماء وزراعة وغيره ولكن يقوم فيها الضباط والجنود بضرب قائدهم الأعلى للقوات المسلحة ورئيسهم كما حدث عندنا بعد الاستقلال؟ ما جدوى وفائدة الشروط الأربعة المذكورة إذا لم يكن للدولة ورئيسها الشخصية القوية والحرمة والكرامة؟

يميز الدولة عن غيرها من المجتمعات حقها في طلب الطاعة بصرف النظر عن القيم. وإن كثيرا من الحكام والدول مارست وجودها بدون قيم أو ناسفة للقيم. وهناك حكام ودول في التاريخ قامت على الإباحية بدون قيم, و ما رأيك بإمبراطورية المغول والتتار ؟

ونرى اليوم في بعض دول المنطقة ومنها دولتنا الحالية توفر كل الشروط المذكورة ولكن الدولة غائبة وهي لابد أن تكون موجودة مادامت شروطك موجودة. إذن نخلصإلى أن شروطك مهمة ولكنها ليست الأساس الأول. وعليه فإن للمدينة عدن القدرة على توفير الشروط مع وجود الطاعة وهي الخضوع للنظام والقانون والحاكم ومع وجود الأساس الأول وهو الدولة, الأساس الذي أصبح غائبا في ظل قبائل تسعى للتمرد والانفصال والتجزئة والتفرقة والتحكم بالمدينة والاستئثار بها والإفساد فيها ولا بد من إنقاذ المدينة من هؤلاء وحتى من السفهاء المغرورين. وبالإمكان الرجوع إلى مقالي: (آخر صيحات نجيب قحطان :عدن كانت قرية تمتلئ بالزواحف السامة!) فيه المزيد من التفاصيل حول محمية عدن ومقارنتها بدول عربية كانت معترفا بها ولكن توجد بها قواعد بريطانية مثل مصر حتى عام 1954م.

ولنفترض أن الأستاذين عبد الله محيرز رحمه الله وعلي سنان القاضي حفظه الله صادفتهما عثرة في بحث حول تاريخ عدن فإن لكل مجتهد نصيب فإن أخطأ فله أجرٌ وإن أصاب فله أجران, لقد كسبا أجرا فلماذا يصر المصاب بأرتيكاريا عدن على أنهما ملفقان ومزوران ويستغفلون الناس و و و إلخ .. مما لا يتناسب مع شخصيتيهما وجهودهما, ولكن ما مصلحته هو من ذلك التحامل والتهجم ؟ وعبد الله محيرز قامة تربوية وعلمية في مقام أستاذه ووالده أما علي سنان فقد أغضبه لأنه وضع كتابين ضد جبهة نجيب القومية وعراها. وزاد من جنونه أن علي سنان ترجم لصحيفة الأيام فقرة للكابتن هنس يطرح فيها ضرورة بناء أسواق لأبناء الحجرية العاملين بالتجارة في عدن. أما أنا لو ذكرت أن بن المجاور ذكر ذبحان الحجرية في عدن قبل 800 عام فسيطلق علي نجيب قذيفة آر بي جي. أما محمد حسن عوبلي فلم يكن كما قال نجيب وزيرا في حكومة الاتحاد بل كان رئيس الدولة الاتحادية وسيكون مفيدا للباحثين ولتجمع أبناء عدن وسائر المنتديات وأي ملتقى في عدن إعادة طباعة كتابه : (اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي) ونشره على مواقع النت وكذا كتاب عبد الله الجابري لا سيما الصفحات الخمسين الأولى أما كتاب المناضل عبده حسين الأدهل:(الاستقلال الضائع) فلا يزال متوفرا في بعض المكتبات الخاصة والوطنية. وأما بالنسبة للقول بأن جبهة التحرير مني براء فقد عقدت اجتماعات للقاعدة الطلابية في منزلي لمن هم لا زالوا أحياء.

أما استخفافه بالحجرية وببني شيبة عند ذكره للناقد بدر شيباني وأسلوب السخرية والتحقير للآخر ينبغي أن لا تسمح به أي صحيفة لأن ردة الفعل ستجعله وتجعل غيره خاسرا لو اتبع هذا الأسلوب فإن بني شيبة (الشيباني) هم الذين فتحوا مكتباتهم لتواصل الجبهة القومية مع بعضها ومكتبة الشيباني في الشيخ عثمان كانت المستقبل لأول تواصل بين الأعضاء في أول عملية ومنهم قريب نجيب رحمه الله. ومنزل عبد الله إسماعيل شيباني في المنصورة هو المكان الذي اجتمعت فيه قيادات الجبهة القومية في الداخل لتعلن عودتها إلى العمليات في أكتوبر 1966م بعد أن توقفت عن الكفاح المسلح في سبتمبر 1965م بعد فشل عملية حافون بالمعلا ثم أعلنت التوقف والتجميد له في يناير1966متظاهرة بالاحتجاج على الدمج في جبهة تحرير موحدة.

وساهم تجار الحجرية في الدعم المالي للجبهة القومية مثل بيت عبد الجبار راشد والنونو والأسودي والتجار الأعروق وغيرهم مثلما دعموا ثورة 48م وكانوا القوة الرئيسية لقيامها وقيام ثورة سبتمبر 62م, اقرأ التاريخ جيدا وهات لنا تاجرا من جهتك دعم الثورة ماليا .
ثم إن شعب الأعلى يشترك مع حد (القبيطة) بالحجرية في برح الماء من بئر واحدة عند نضوب الماء من الآبار أو وقوع (النزف) فلماذا تبث هذه النزعة العنصرية بين الأهالي؟ أليسوأهلا في الضراء؟ أم أنك خصم في السراء؟ ثم إنك عندما تذكر الحجرية فإنك تجرنا إلى ذكر وزنها ودورها الإيجابي ردا على الاستخفاف وستكون المقارنة صعبة عليك وعلى من يكتب بأسلوب عنصري فهذه الفئات التي تستخف بها هي معطاءة ومنتجة وعاملة (ولا يظل الواحد منهم ثلاثين عاما عاطلا بلا عمل كحضرتك وكما يقول المثل المصري: الإيد البطالة نجسة) وهي فئات تعطي ولا تأخذ وتوفر الخدمات ولا تفكر بالحكم بقدر ما تفكر بالعمل وكانت عماد الحركة الوطنية والعمالية والفنية والثقافية قبل الاستقلال وبعده وكما قلت أنت:(80% من أصول أبناء عدن هم منها ) وأنا واحد منهم فهل لديك مانع؟ ومنهم الساسة كآل الأصنج والأدباء كآل غانم وعبد الله فاضل وحتى المطربين ومنهم أحمد قاسم فأصله من وادي البن بني حماد والفنان محمد مرشد ناجي أطال الله عمره وعدد كبير من الفدائيين هم من تلك الينابيع وواديك لا يساوي 3%من مساحتها. وتوجد علاقة أصهار مع المختلفين عنهم في الأصول.
وقد عقد أول اجتماع في اليمن لفرع حركة القوميين العرب والدة جبهتك القومية في دار سلطان أحمد عمر في الأعبوس وأنت عندما تذكر الحجرية فأنت تذكر تعز عاصمتها التي من قربها رمز شهداء الجبهة القومية مهيوب علي غالب عبود الشرعبي التي خرجت في عدن أكبر جنازة تنظيمية لتشييعه وغيره كثيرون. لا يمكن للتاريخ في سيره وذكره أن يسير بدون ذكر هذه الفئات من الحجرية وتعز بحكم دورها الإسهاميالأساسي والإيجابي المتميز. وإذا أردت قوائم وأسماء فلا مانع من حلقة أخرى ولكن ارجع إلى مقالي الذي رددت به على الأخ العزيز أديب قاسم في صحيفة أكتوبر بعنوان:(أديب قاسم يصادر حقوق العدنيين من الآن..!) وأخرجه من موقع النت.

ويطرح المدعو نجيب بشكل متعمد و خاطف, موضوعا حساسا لا يمكن تناوله في سطرين دون براهين وحجج كلسعة العقرب أو حقنة الكراهية لعصابة تخدير ثم تفر وذلك ما فعله الأخ المحترم عندما قال بأن حرب 79م هي حرب أريقت فيها دماء جنوبية لتصفية حسابات شمالية – شماليةمناطقية. وماذا نسمي العمليات والحروب الأخرى التي كانت ساحتها شمال الوطن وأريقت فيها دماء شمالية وكانت أسبابها جنوبية – جنوبية أو مناطقية؟ فماذا نسمي حرب 94م عندما دخلت ستة ألوية جنوبية لتصفية حسابات 13 يناير الجنوبية وأريقت فيها دماء شمالية. وماذا نسمي حملة السيد إسماعيل بن الحسين من المخاء ضد الكابتن هنس لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني التي أريقت فيها دماء شمالية؟ وماذا نسمي غارات الطائرات البريطانية على قرى ومدن الشمال في الثلاثينات من أجل الجنوب وعلى حريب في الستينات نظرا لدعم الشمال للثورة في الجنوب إلا إذا كانت الثورة في الجنوب ليست جنوبية في نظره, ثم فتح مكاتب الملكيين والمرتزقة في عدن وفيبيحان لضرب الثورة في شمال الوطن نظرا لاستمرار دعم الشمال لثورة الجنوب إلا إذا كانت ثورة الجنوب ليست جنوبية هنا أيضا؟ وماذا تسمي حرب 1972 التي جاءت كمحصلة نهائية لمجموعة عوامل منها تشريد جبهة التحرير وتوجهها إلى شمال الوطن وهؤلاء جنوبيون, وتسريح الكوادر ونزوح الأسر المتضررة إلى شمال الوطن بعد الاستقلال مباشرة ثم مرة أخرى هروب قادة عسكريين جنوبيين كعشال وسبعة وغيرهم إلى الشمال مطلع السبعينات وطرد عشرات الأسر العدنية في أغسطس 72م ألم ترق هنا دماء شمالية من أجل الجنوبيين في حرب 72م؟ وأخيرا قيام الجنوبيين بتصفية 65 شيخ شمالي في خيمة بيحان أدى إلى حرب 72م أيضا؟ ثم مقتل رئيس شمالي بأيدي جنوبية فييونو 78م ؟ ثم عشرات الاشتباكات الحدودية في عهد المستعمر والأئمة أريقت فيها دماء شمالية من أجل انتفاضات جنوبية ضد المستعمر دعمها الإمام أحمد وقبله يحيى وانسحبت إلى شمال الوطن كقبائل من بيحان وغيرها؟ وكم عشراتاو مئات الآلاف من الجنوبيين عاشوا في شمال الوطن عبر العقود الماضية وأنت منهم ؟ لماذا تختزلون التاريخ في حادثة أو بمعزل عن الخلفية والمشهد العام وباقي الفئات اليمنية؟ لماذا يختار نجيب اللقطة التي تشبع غريزته في استعادة ملك امرئ القيس الضائع؟ إن الشعب اليمني أو سميه العربي كما شئت هو شعب واحد بسلبياته وإيجابياته بخيره وشره ولم ولا يفرق بينه سوى الفساد أو الظلم أو أطماع السلطة ولو لا ذلك لكان من أسعد الشعوب. والتفكير بطريقة نجيب هو شحن للعنصرية وتغذية للكراهية ونشر للتفرقة والتمييز ومؤداه حرب تلو حرب يكون فيها أصحاب النوايا السيئة والأغراض الخاصة هم الخاسرون وتدور فيها على الباغي الدوائر. وختاما الدماء الجنوبية والشمالية غالية علينا لأنها دماء واحدة لجد واحد وقد صانها الإسلام كما صانتها الأخوة؛ ووجهة نظر الدول الإقليمية والأجنبية اليوم أننا شعب واحد شئنا أم أبينا وهذا قدرنا وعلينا أن نصلح أنفسنا وأحوالنا قبل أن يأتي الغير ويصلحنا. هذا ما لدي ولا أزيد عليه شيئا وأسأل الله التوفيق والرشاد للجميع وأن يحفظ الله الجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.