سيطرت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على مدخلين لمطار الحديدة في اليمن يوم الجمعة من يد الحوثيين المتحالفين مع إيران فيما تخشى الأممالمتحدة من أن تدفع المعركة ملايين الأشخاص إلى شفا المجاعة. والتقدم السريع هو نجاح مبكر مهم للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات والذي شن عملية للسيطرة على الحديدة قبل ثلاثة أيام ويقول إن باستطاعته السيطرة على المدينة سريعا بما لا يؤدي لعرقلة وصول المساعدات لملايين يواجهون خطر المجاعة. وقال أحد سكان الحديدة ”شاهدنا قوات المقاومة في الساحة عند المدخل الشمالي الغربي من المطار“. وكان يشير إلى حلفاء يمنيين للتحالف العربي. وأكد مسؤولان عسكريان يمنيان مناهضان للحوثيين هذه المعلومات. وأرسلت القوات اليمنية المدعومة من التحالف تغريدة قالت فيها إنها سيطرت أيضا على المدخل الجنوبي للمطار وتتقدم في طريق رئيسي نحو الميناء البحري. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن مقاتلي الحوثيين في المطار ينهارون، فيما قالت مصادر عسكرية محلية إن الحوثيين أحاطوا أنفسهم بعدد كبير من الألغام وهو ما يعني أن قوات التحالف ستستغرق بعض الوقت لشق طريقها نحو مباني المطار الرئيسية. وقال سكان بالمدينة التي يسيطر عليها الحوثيون إن اشتباكات دارت في حي المنظر المتاخم للجدار المحيط بالمطار. وقال عمار أحمد وهو تاجر أسماك ”هناك تفجيرات مرعبة منذ الصباح عندما قصفوا مواقع الحوثيين قرب المطار... نعيش أياما من الرعب لم نعرفها من قبل“. وقال مصدر طبي لرويترز إن أول سيارة إسعاف تمكنت من الوصول للمنطقة في المساء ونقلت سبعة مصابين مدنيين لكن اثنين منهما توفيا قبل الوصول للمستشفى. وذكر ساكن آخر من الحديدة طلب عدم نشر اسمه أن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي حلقت فوق حي المنظر وأطلقت النار على قناصة الحوثي ومقاتليهم في المدارس ومبان أخرى. وقال إن قوات الحوثيين دخلت المنازل الواقعة على الطريق الرئيسي للصعود إلى الأسطح. وهرب الكثير من السكان إلى وسط المدينة على دراجات نارية. وخلت الشوارع في أنحاء أخرى من المدينة من الناس رغم عطلة عيد الفطر. وقال سكان إن المقاتلين الحوثيين احتشدوا في مركز المدينة حيث أطلق مستشفى نداء للتبرع بالدم. وقالت مصادر طبية إن 23 مصابا مدنيا وصلوا من حي المنظر. ونقلت هيئة كير الدولية للإغاثة عن آخر موظف لها في الحديدة قوله ”الموقف مخيف جدا.. أكثر مما كان عليه من قبل. نستطيع سماع صوت المعارك تقترب والموقف حقا يتغير للأسوأ“. * مقامرة كبرى لم يحقق التحالف نجاحا يذكر في معركته التي بدأت قبل ثلاثة أعوام لهزيمة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة ومعظم المناطق المأهولة في اليمن. والهجوم على الحديدة هو أول محاولة من التحالف لانتزاع السيطرة على مدينة كبيرة شديدة التحصين بهذا الشكل. وقال التحالف في بيان لرويترز ”نحن على مشارف المطار ونعمل على تأمينه الآن... سندخل قريبا المرحلة المقبلة من العمليات للضغط على الحوثيين على عدة جبهات بما في ذلك النقاط الساحلية ومشارف أخرى للمدينة ومن داخل المدينة نفسها مع المقاومة المحلية“. وأضاف البيان ”الأولوية في العمليات هي تفادي سقوط خسائر بين المدنيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية والسماح للأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين لإخلاء المدينة“. والهجوم مقامرة كبرى من الدول العربية في التحالف التي تصر على أنها تستطيع السيطرة بسرعة على الميناء دون تعطيل يذكر لإمدادات الإغاثة للبلد الذي يشهد بالفعل أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. وتخشى الأممالمتحدة، التي حاولت دون جدوى إيجاد مسار دبلوماسي لتفادي شن الهجوم، من أنه سيقطع شريان الحياة الوحيد لمعظم اليمنيين الذين يعتمد 22 مليونا منهم على المساعدات بينما يواجه 8.4 مليون خطر المجاعة. ودأبت دول غربية على تقديم الدعم الدبلوماسي ضمنيا للدول العربية كما تبيع لها أسلحة بمليارات الدولارات كل عام. ولكن هذا الدعم قد يتوقف إذا فجر الصراع كارثة إنسانية. وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان ”أدعو كل أطراف الصراع للوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية واتخاذ خطوات عملية لاحترام القانون الإنساني الدولي“. ومن المقرر أن يصل مارتن جريفيث مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن إلى صنعاء يوم السبت. ومن شأن السيطرة على الحديدة ترجيح كفة التحالف العربي في الحرب التي لم يحقق أي طرف فيها تقدما يذكر منذ تدخل التحالف في 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة. لكن نجاح العملية يعتمد على السيطرة بسرعة على المدينة التي يسكنها 600 ألف شخص دون تدمير الميناء. ويهرب المدنيون إذا كان لديهم مكان يلجأون إليه أو يبقون في المدينة ويستعدون للمعركة. وقال محمد عبد الله وهو موظف حكومي في الإدارة الحوثية في المدينة ”عائلتي هربت أمس إلى صنعاء. وبقيت لوحدي لحراسة البيت من اللصوص“. وتقول الرياض وأبوظبي إن الحوثيين وكلاء لإيران العدو اللدود للسعودية في المنطقة. وينفي الحوثيون، الذين ينتمون لأقلية شيعية، أنهم وكلاء لإيران ويقولون إنهم انتزعوا السلطة في انتفاضة شعبية ويدافعون عن اليمن من غزو جيرانه. *متابعات إخبارية / طلال لزرق