يحز في نفسي أن اقول ؛ لقد ذهب العيد هذا العام إلى أهله ونسي أن يعيد على أهل هذه البلاد إلا من شعائر ما برحت تستوطن أفئدة المخلصين له الدين على قلتهم في مواجهة إفلاس عيدي بين وواضح للعيان في الجيوب والافئدة والالباب لا يخفى على ذي عقل وبصيرة فأنت إذا أردت أن تعرف حال الجنوب "عيديا" فليس بالضرورة أن تزور الجنوب كله لتتأكد من ذلك الحال وكل ما عليك أن تقوم به هو أن تلقي نظرة على حال عدن وواقعها اليوم وستعرف حجم الكارثة العيدية وغير العيدية التي يعيشها الجنوب وإلى آين يمضي به الأشاوس من أبنائه والمؤلفة قلوبهم من المحسوبين عليه بإصرار وبلا هوادة. كل ذلك يجري ويتم وفقا لقناعات راسخة وأيضا أجندة ولكنها للأسف أجندة من الماضي السياسي للجنوب القريب منه والبعيد ومحور الارتكاز فيها معاداة الجنوب و قضيته الرئيسية قضية استعادة الدولة الجنوبية المغدور بها في وحدة عام 1990م . أقول .. لقد مل القارئ ناهيك عن المواطن ما نطلقه هنا وهناك من تلك التوصيفات التي أوردتها أعلاه وذلك من باب التذكير ليس لنا فقط أو للمعنيين أشقائنا من أبناء الجمهورية العربية اليمنية وإنما نذكر بها أيضا الأشقاء العرب و الأصدقاء في كل العالم وأؤكد بأن عناوين على غرار: فك ارتباط.. عودة الجنوب إلى أهله. استعادة الدولة الجنوبية ومهما تعددت المسميات في سفر نضال الجنوبيين فإن الهدف واحد آلا وهو :الحرية والاستقلال ..فهذه حقيقة ولأجدال عليها ولأخلاف فيها وتحظى بتوافق جنوبي حتى لدى أولئك الذين لم تلدهم الأمهات الجنوبيات بعد إلا آننا وبعيدا عن هذه الحقيقة الدامغة لنعترف بأن ثمة من يزايد في هذا الهدف الاستراتيجي ويلف ويدور عليه بلا حياء ولأخجل وهو جنوبي وهو النوع الذي قد سبق الاشارة إليه بأنه قد تم تدجينه وقد سلبه ذلك التدجين وايضا انتهازية إضافة إلى مصلحته المادية وموقعه السياسي والإداري في نظام الحكم اليمني قبل الانقلاب الحوثي العفاشي أو فيما بعد امتلاكه لإرادته ألأمر الذي أفقده أدنى موقف إيجابي يعارض به احتلال نظام صنعاء للجنوب لا في المرة الاولى عقب حرب عام 1994م ولا في اجتياح ذلك النظام وللمرة الثانية وإن بواجهة سياسية وعسكرية أخرى وذلك في العام 2015م.. فمثل هؤلاء نعرفهم جيدا وهم يمثلون قلة قليلة في النسيج الجنوبي العام كما أننا نعرف أن تماديهم في هذه المهانة و السلبية القاتلة وإلى اليوم يأتي كنتاج لمشاركتهم في كل الجرائم التي ارتكبت في حق الجنوب وإلى اللحظة كما نعرف أن تشدقهم و استجرارهم لموضوع "الوحدة اليمنية" أو "الاتحاد اليمني" إنما مرده خوفهم وجزعهم من غضب الجنوبيين عليهم عند تحقيق هدف الجنوبيين الأسمى في الانعتاق والخلاص من الاحتلال. بالتأكيد هؤلاء لا يعول عليهم شعبنا الجنوبي ولو كان كذلك افتراضا وحسن نية لما خرج الجنوب غاضبا في ملحمة القرن بحراكه السلمي وعلى مدى يقترب إلى عقد من الزمان رافضا ل أسيادهم ولهم أولا وأخيرا وحتى يومنا هذا والأمر المثير أن كثيرا من هؤلاء تتلبسهم من حين إلى اخر او بالأصح تسند إليهم أدوارا ليست على مقاساتهم ولهذا غالبا ما يفتضح أمرهم فلا يؤثرون إلا سلبا على السلام الداخلي للجنوب ولهم في هكذا مهمات مشبوهة صولات وجولات وعلى المكشوف كما يقال في هكذا أحوال. ومن ذلك ما لفت انتباهي ، كما لفت انتباه آخرين ، كم التباكي والدمع المذروف على النسيج الجنوبي الواحد من قبل أولئك في هذه الأيام تحديدا ، ويبدو لي أنها المهمة الأولى الرئيسة التي يراهنون عليها ، ومتى ؟ قبل بدء مفاوضات جنيف التي متى ما تمت كما هو مقرر لها.. ودون تأجيل .. بالتأكيد قد يقول قائل إن هذا أمر لا إشكال عليه ولأتوجد فيه مثلبة أو خطيئة .. وقول كهذا هو قول عاطفي جدا و بامتياز مع احترامي له و إيماني أنه من حق كل جنوبي غيور يحترم ذاته و جنوبيته ويقدسها أن يبدي قلقا تجاه كثير من الهنات التي يعاني منها هذا النسيج ، وأعد ذلك حقا لابد من مؤازرته والوقوف إلى جانبه حتى آخر المطاف ، بيد أن كثيرا ممن جاء عنهم في مثل ذلك التباكي و طالعناه على أكثر من مستوى ووسيلة هو ما يثير في الذات الجنوبية كثيرا من القلق ..كثيرا من الريبة إذ أن تلك الأصوات كانت ولازالت و ستبقى اذا استمرت على مواقفها صناعة نظام الاحتلال تجتر الماضي وتوظفه لاختراق و تمييع قضايا الجنوب المصيرية وفي توقيتات مفصلية و حاسمة الحقيقة التي لا يريد أن يعترف بها أمثال أولئك أيا كانت مواقعهم هي أن الجنوب قد تغير فكل ما رسموا وخططوا له قد تم وفي ذات الوقت كان التغيير في الواقع الجنوبي سلبا وايجابا بسببهم أدركوا ذلك أم لم يدركوه ..الجنوب يتشكل على واقع جيوسياسية جديد وتواق للحرية والاستقلال و أوجد أدواته الحقيقية التي ستحقق له ذلك طال زمن ذلك أم قصر ..والمجلس الانتقالي احد تلك الادوات وطليعتها .... إذن سيبقى لسان حال الجنوبيين وهدفهم .واحدا موحدا اذا تخلى بعض أخوتنا الجنوبيين عن المتاجرة السياسية بماضي الجنوب والنفاذ إلى راهنه بعين ترنو إلى المستقبل بأمل وتفاؤل