اليوم اتفاجأت اثناء نزولي في مهمة عمل صحفية صادف وجود المدير العام للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي اثناء نزولنا لتفقد محطة بير ناصر ، زرنا بعدها الحوض المائي اللي يغذي البئر لنتفاجئ بانتشار بيوت ومخيمات للنارحين داخل ووسط الحوض . يحدثني بعدها مدير المؤسسة عن خطر كارثي بيقضي على ما تبقى من عدن في حال استمر انتشار هذه العشش اللي تحولت معظمها الي بيوت فوق الحوض. الموضوع باختصار ياسادة ماء الشرب حقنا اللي يوصل لنا ومعظمنا مش عارف مصدره وكيف يوصلنا واللي للاسف غالبية سكان مدينة عدن تتخذه المصدر الوحيد للشرب وانا عيال احد هذه الاسر . الي اليوم هناك جهود جبارة للعاملين في محطة بير ناصر وقيادة المؤسسة العامة للمياة تكافح هذا الظاهرة لكنها عجزت امام انتشار هذه الظاهر التي تطورت بشكل لافت ومتسارع ، والتي بدأت علي شكل عشه وبعدها تحولت الي صندقة واخير اصبحت بيت . وللاسف لم يقتصر هذا العبث علي هذا الوضع فقط ، بل زاد وجود مخيم للنازحين في مكان حساس لهذا الحوض المائي وقربه من الآبار التي نتغذي منها للشرب فاقم الكارثة وبينذر بكارث بيئية في المستقبل القريب. يحدثني وكيل المحافظة الدكتور رشاد شائع وهو ماسك ملف المؤسسة ومشرف بشكل مباشر على نشاط المؤسسة وحلقة وصل بين السلطة المحلية والحكومة ، وهذا ساعد بشكل كبير الى ان حل ومعالجة كثير من القضايا المرتبطة بالمؤسسة وهذا يحسب للسلطه المحلية. حدثني بالقول ان الانجليز حذروا من أي تواجد لبؤر سكانية قريبة من حوض الماء وتحذير شديد اللهجة من هذا الموضوع، لأن ببساطة اي تواجد لبؤر سكانية معناه وجود صرف صحي ومجاري خاصة بهذه البؤر من السكان فوق هذا الحوض، تتشبع فيه التربة وتؤثر بشكل مباشر على ماء الشرب اللي يغذي عدن ويصبح التلوث واقعا ينذر بكارثة علي كل من يسكن عدن . مدير مؤسسة المياه يحدثني ان هذا الموضوع لاتستطيع المؤسسة لوحدها السيطرة عليه وان هذا الموضوع يحتاج تحرك حكومي تنفذها السلطات المحلية بمحافظتي لحجوعدن وبشكل عاجل لا ينتظر التأجيل لأن الضرر يتزايد يوميا وبشكل متسارع . مطلوب تحرك حكومي على اعلى المستويات وبأشراف من وزارة الداخلية وبشكل عاجل لاخلاء هذه البؤر السكانية العشوائية التي اصبحت تتحكم بمصير مليون ونص نسمة هم سكان عدن. ايضا نقل اي مخيمات للنازحين وتوفير لهم اماكن مهيأة للحياة في اي مكان اخر قبل ان يتطور الوضع ونصبح امام واقع كارثي سيقضي على من تبقى من حياة داخل عدن. اللهم اني بلغت.