تواصلاً مع الموضوع السابق والمنشور بعنوان "التحقير الأمريكي" هنا في هذه الصحيفة، نقول لقد تركزت فلسفة تعليم أبناء اليهود في المفاهيم الآتية، منطلقين من تسمية ذكية هي: (وزارة المعارف والثقافة) وهذا هو المهم، تعليم وتثقيف وكلاهما سلاح خطير.. لذلك تعتبر هذه الفلسفة حسب ما جاء في الكتيب المشار إليه في الموضوع السابق وفقاً للآتي: 1) اليهود أمة واحدة ولذلك لابد من حصر جميع اليهود المهاجرين لفلسطين من جميع أنحاء العالم في بوتقة واحدة على أساس اللغة العبرية والدين اليهودي.
2) أرض إسرائيل هي وطن هذه الأمة – يقصد بها فلسطين!.
3) الشعب اليهودي، شعب الله المختار الذي هو فوق كل الشعوب(!!)
4) إيجار المجتمع العسكري الدائم.
5) اعتبار التوراة في أصولها العبرية المصدر الأساسي للتاريخ القومي.
6) الإيحاء للناشئة اليهودية أن العرب يعملون على إبادتهم وتدمير إسرائيل.
لذلك تتركز المناهج التعليمية على ما يلي:
أ) اعتبار العنصر اليهودي عامل تطور على أرض فلسطين.. دون العرب.
ب) اعتبار فلسطين والهضبة السورية (الجولان) أرضاً يهودية والأقطار العربية المحيطة بها دولاً أجنبية – ليس لها علاقة بإسرائيل.
ج) اعتبار العرب، أصحاب الأرض الشرعيين، محتلين في قلب وطنهم فلسطين.
د) تكرار إقامة المستوطنات وتحميل العالم مسئوليات ما يجري.
ه) إبراز قدرات الجنوبي اليهودي وتفوقه على الجندي العربي.
وبذلك نستنتج عدداً من المغالطات التي يتعلم بها أبناء اليهود الصهاينة التي نرمز لبعضها، وهي:
- العرب مخربون وقتلة في مستعمرات الجليل الأعلى، لذلك لابد من الرد عليهم بإنشاء حزام من المستعمرات في الشمال.
- الخليل عاصمة الملك داود ومدينة نابلس لها ارتباط بالشعب اليهودي.
- هدم العرب مدناً وقرى في أرض إسرائيل (شرق الأردن بعد احتلالهم لها)!. - شرق الأردن جزء من إسرائيل لأنه انتزع منها انتزاعاً. ولوجود ارتباط بين مناهج إسرائيل وأمريكا نوضح ذلك في الآتي:
- أن وقائع شعب إسرائيل من ظهور الإسلام حتى استقلال أمريكا كانت قد تجسدت في مقرر للصف السابع الابتدائي يبرز فيه الحقد على الإسلام وتزوير التاريخ العربي، والتي منها:
1) اعتبار الإسلام دين المحاربين والزعم بأن اليهود قد أثروا في العرب.
2) أن الإيمان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إنما كان استلهاما من اليهود.
3) وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ب (الغارق في الأحلام) والمقاتل والآمر أتباعه بنشر الدين بقوة السلاح.
4) هناك في هذا المقرر الدراسي (صورة مفتراة) وضعها اليهود (لعنة الله عليهم) ترمز للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يشم الورد ويقبض على السيف (إمعاناً في إلصاق تهمة سفك الدماء به)!.
5) وأنه صلى الله عليه وسلم حاول جذب اليهود إليه من خلال أمره أتباعه بالتوجه بصلاتهم إلى القدس وأن يصوموا (يوم الغفران).. لكن اليهود قابلوا ذلك بالسخرية.
6) عند هذا الموقف غير صلى الله عليه وسلم صوم يوم الغفران بصوم (شهر رمضان) وغير القبلة من القدس إلى مكة.. هكذا يغيرون كلام الله ويحرفونه من أجل تصغير دور النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وإلحاق الأذى به.. وهو ما أدى إلى إنتاج هذا الفلم سيئ السمعة والهدف إلخ.
لذلك فقد أثبت الفيلسوف البروفيسور (كوهين آدير) من خلال دراسته ل(1000 كتاب) من أدب الأطفال وثقافاتهم، التعمد الإسرائيلي في التلقين والشحن العدواني ضد الشخصية العربية، وأكد تحت عنوان (بانيم مخو عاروت بمرآة) أي (وجه قبيح في المرآة) أن هناك صورة مخيفة للإنسان العربي تعرض للأطفال الإسرائيليين.. وتظهره على أنه قاتل مختطف، وهذا الاعتقاد لدى (75%) من أطفال المدارس الابتدائية الإسرائيلية. وأكد كوهين أن الصورة الحضارية في كتب التثقيف هذه تبين أن العربي يظهر بصورة مزرية فهو (قذر وصاحب أظافر طويلة ومحتل وقاتل) وأن وجودة في فلسطين خطر على الصهاينة والإسرائيليين عموماً. التأكيد في هذه المناهج على غرس مبادئ الرغبة المطلقة للتخلص من الوجود العربي في فلسطين باعتباره خطراً يهدد استقرار ومدنية إسرائيل!.
ولا ننسى أن هناك موروثاً تاريخياً عرفنا أثره عبر أجيال متعاقبة، هو أن اليهودي يربي ابنه على (أخذ لقمة الأكل من يديه أو فمه) ويقول له: (هذا محمد أخذ لقمتك.. هذا هو المسلم الذي علمناه ديننا فنكث بنا وجاء ليحاربنا.. لا تتركوه.. إنه محمد.. إنه عدونا)!!.. هكذا هي مناهجهم وتاريخهم وموروثهم وثقافتهم.. ولذلك سموا وزارة التعليم (المعارف والثقافة).. فأن تُعلم أنت تُثقّف، ولقد نجحوا في الثقافة الهدامة، ومنها هذا الفلم الذي أسموه ( Innocence of Muslims) المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ترجمته الشركة المنتجة ب (براءة المسلمين).. فمما يتبرأ المسلمون يا ترى؟!. هل يتبرؤون من نبيهم بحسب، ما صوروه، عليهم غضب الله ولعنته!!. اللهم اجعلنا فداءً لنبينا وديننا.