عندما يشعر أي نظام سياسي ان الغالبية ليست بجانبه يقوم النظام السياسي بدعم أنصاره ضد اعضاء وأي خوف صادر منه بشأن عدم استعداده لأي انتخابات قادمة يلجأ إلى استخدام الصنف كمبرر لتأجيل الانتخابات. وعندما يخسر النظام السياسي دعم الأغلبية ويقلق من عدم تمكنه من الوقوف على أرضيته بثبات وما يتوقعه من نكسات في تدهور الوضع الاقتصادي جراء نقص السيولة النقدية من العملة الصعبة يقوم النظام إزاء ذلك على توريط بلادة في حربه ضد الجيران . والجنوب اليوم يتعرض لمرحلة هي الأشد خطورة في حياة الناس المعيشية وفي التضييق على الحريات ولا عجب أن أبناء الجنوب لم يكونوا على استعداد لاحتمال حكومة تحكم عليهم بالانحطاط في كل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ومن أجل هزيمة الفساد الذي يهدد حياتهم تلجأ معظم الشعوب في المقام الأول إلى الأسلحة السياسية لمواصلة الصراع لهزيمة الفساد ولايزال في وسعهم حلا سياسيا واحدا وهو وحدة الهدف والتماسك الجماهيري وعدم السماح لأي تسربات مشبوهة تمرر من بين اصابعهم . لقد بلغت فضائح الحكومة التي تمثل الفساد ذروتها مما أثار حفيظة المجتمع وعملت على استفزازه ولكي تعرف موقفه فيما اذا كان سلبيا لا يهمه ما يثأر ضده من مشكلات او ايجابا لا يقبل بالهزيمة . واذا اعتبرنا وجود حكومة شرعيه حقيقه ومؤكده فأن طبيعة سلطاتها ومجالها لايزالون موضع خلاف مع المجتمع التي تدمر مواردة وتبتز تطلعاته بسياساتها التي دفنها التاريخ المعاصر. وأي احتجاجات مجتمعيه تلوح في الأفق عليها ان تكون على مستوى من المسئولية والتصرف ومنظمه بحيث تتحاشى أيه تصرفات متطرفة. لقد بادرت جماعات مستنكره ارتفاع الأسعار وضحالة الرواتب والتقصير في تقديم الخدمات الى رص الصفوف ولأول مره، أدت المعاملة ضد المجتمع على ما يطلق عليه نصف حقوق المواطنة تعبر لوحدها لنقطة البداية في (التوحد والتماسك) واللذان لم ينفصما بتاتا منذ ولادة التحرير عام 2015م حين حقق تمساكهم هزيمة العدوان في الجنوب. والتاريخ المعاصر يخبرنا دائما ان الشباب الجنوبي وريث كل الصراعات بين الشمال والجنوب وضد اشكال الحكم التي حكمت عليه بالفقر والتخلف عن تطوير بلاده. واكثر شيء كان يستخدمه الجنوبيون كي يبلغوا انتصارهم (شيئان) هما الزمان والتماسك والزمن بمعناه الحصري ان يعيشوا بنصف المواطنة اما التماسك فتعني التوحد في الهدف والالتفاف حولة كبداية أولى للهبة الشعبية لهزيمة الفساد وانقاذ بلادهم في السقوط نحو الفوضوية والقادم المجهول .