قالت صحيفة "العرب" الدولية، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خرجت من حالة التردد التي طغت على موقف إدارة باراك أوباما بشأن اليمن، وباتت تشجع ولو بشكل غير علني جهود دول التحالف العربي والقوات الحكومية على سرعة الحسم في مدينة الحديدة. وأشارت الصحيفة، إلى أن ذلك الموقف بدا واضحا من خلال التصريحات والاتصالات الأميركية، والتي تؤكد أن واشنطن تستعجل الحسم العسكري بعد فشل مفاوضات جنيف الأخيرة بسبب مقاطعة الحوثيين، وهي مقاطعة غير مبررة، ولا يمكن فهمها سوى في سياق استراتيجية إيران الهادفة إلى توسيع دائرة الفوضى في المنطقة لمواجهة التشدد الأميركي ضدها. وعزا مراقبون – بحسب الصحيفة - الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إظهار دعم واشنطن لدور التحالف العربي في تحرير الحديدة وتأمين الملاحة الدولية في أحد أهم الممرات المائية بالعالم. وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن مقاطعة الحوثيين لمشاورات جنيف، بالرغم من مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لإقناعهم، حررت موقف الولاياتالمتحدة ومواقف دول غربية أخرى، فضلا عن موقف التحالف العربي الذي يمر إلى معركة الحسم في الحديدة في سياق تفهم دولي أوسع. وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في حسابه على تويتر “تحقق عمليات الحديدة الحالية أهدافها بنجاح ومعنويات الحوثي في الحضيض والخسائر في صفوفه كبيرة جدا والطوق المحيط به يكتمل”. وتابع قرقاش “غياب الحوثيين عن مشاورات جنيف له ثمن باهظ يدفعونه في الميدان خسارة تلو الأخرى. ما زلنا على قناعة بأن تحرير الحديدة مفتاح الحل في اليمن”. وكان بومبيو قال الخميس إنه شهد أمام الكونغرس بأنّ السعودية والإمارات، العضوين في التحالف العربي، تتخذان تدابير لخفض المخاطر على المدنيين في عملياتهما العسكرية في اليمن، وهي شهادة يطلبها الكونغرس للسماح للطائرات الأميركية بإعادة تزويد طائرات دول التحالف بالوقود. وسيطرت القوات الموالية للحكومة الأربعاء على طريقين رئيسيين قرب مدينة الحديدة، أحدهما “الكيلو 16″ الذي يربط وسط المدينة بالعاصمة صنعاء وبمدن أخرى ويشكل خطا مهما لإمداد المتمردين الحوثيين. وقال مسؤول في القوات الحكومية إن “اشتباكات متقطعة دارت الجمعة في عدة مناطق في محيط مدينة الحديدة”، مضيفا أن المتمردين نشروا “مضادات أرضية جديدة على طول ساحل المدينة، وباتوا يستقدمون التعزيزات بشكل مستمر”. وذكرت مصادر عسكرية وطبية في محافظة الحديدة أن طيران التحالف شن غارة جوية على موقع للمتمردين عند الأطراف الجنوبية للمدينة مساء الخميس ما أدى إلى مقتل 16 مسلحا. وفي شرق اليمن قتل طيار من التحالف ومساعده الجمعة بعدما تسبب “خلل فني” في تحطم طائرتهما خلال عملية “لمكافحة الإرهاب”، حسبما أعلن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي.