عبارة نسمعها كثيراً ويرددها الكثيرون في حلهم وترحالهم,ليس أعتزازاً أو فخرا أو أبتهاج ولكن من باب التذمر والأستياء وعدم الرضاء عن شيء..لان في اليمن دائما تقلب الحقائق وتسلب الحقوق وتنتهك الاعراض ولهذا تجد الإبتسام حزنا هو الغالب دائما,فحينما تحل بالمواطن البلايا والمحن وحينما تكثر المصائب والنكبات. وحينما يقتات الغلابى الهم ويشربون الدموع فالأجدر بهم أن يبتسموا حزنا والما وليس فرحا وطربا..وحينما نقول أبتسم أنت في اليمن فنحن نعي مانقول لان التجارب والوقائع التي نعيشها هي من جعلتنا نقول تلك العبارة التي ظاهرة التفاؤل وباطنها الأسى والحزن..فالغالبية العظمى من الشعب يعيشون على مضض ولم يعد الوضع والواقع اليمني يلبي أحتياجاتهم ويدعوا للتفاؤل لانك إن لم تبتسم حينما تحل بك البلايا والمشاكل والأزمات والصراعات والجرعات فلا محال ستموت كمداً وغيض,إن لم تبتسم حينما يحولك الساسة إلى فئر تجارب وأهداف لمناكفاتهم ووسيلة لصراعاتهم وأداة لخلق الأزمات وحجة للعبثية والفوضى والهمجية,ويداً للتسول في دول العالم فستحل بك مصيبة القهر والحسرة على ذلك الواقع المزري.
إن لم تبتسم وأنت تشاهد من يتصارعون على الكراسي يخطبون ودك ويستميلون عطفك من أجل مآربهم وغاياتهم وأهدافهم فلن تقلك أرض أو تظل سماء..إن لم تبتسم حينما تسمع خطابات معسولة وكلمات رنانة ووعود كاذبة ومشاريع وهمية وأمنيات مستحلية فمصيرك الهلاك والزوال وتقلب الحال وسؤ المآل..إذا لم تبتسم حينما يرتقي الفاسدون ويسطع نجم النافذون ويلمع نجم المخربون ويبجل ويعظم ويقدس من ينهبون فحينها فلترتكن في منزلك لانك ستجابه واقع لن يرحمك.. إن لم تبتسم وأن تشاهد بأم عينك حقك يسلب بأساليب ملتوية وطرق ممقوتة ومذمومة فلن تنفعك الحسرة والعويل والبكاء.
أبتسم لكل شيء للكذب للزور للتظليل للنفاق لكل من يتلاعب بمصالح الشعب لكل من ينهب ثرواته وكل من يستغل خيراته وكل من يعبث بمصالحه وكل من يقتل أبنائه وكل من يدمر ويهد ويدك منازله وينشر الفساد في أرجائه. أبتسم لأننا أصبحنا هدف لقصف المدافع والطائرات ولعبة بيد أهل الشر والنزوات وكل من أراد أن يصنع له مكان أو منصب أو يصل لغاية أوهدف أو مآرب..أبتسم فأنت تمسي جائع يعتصرك الالم ويجمد أوصلك البرد وسادتنا يأكلون مالذ وطاب ويلتحفون الحرير والديباح.
أبتسم فحينما تشرد أو تنزح أو تتألم أو تتوجع أو تبكي لن يشعر بك أحد أو يواسيك أحد أو يقف بجانبك في محنتك أحد,بل أنه لا يدري أحد من سادتنا بما حل بك..أبتسم فحينما تكثر المشاكل وينتشر الفساد ويعم الخراب لن يدفع الثمن غيرك أنت أيها "الغلبان" تارة بالجوع,وتارة بالمرض وأخرى بالقتل والتنكيل..ابتسم فأنت في وطن أرتضى له من يتناحرون على الكراسي والمناصب الخراب والدمار والفوضى والعبثية والفقر والبطالة والجوع,ولا يهم أن يرتقي أو يتطور أو يزدهر يوماً. أبتسم لان حسراتك وآلامك وأوجاعك وبال عليك أنت دون غيرك ولا يكترث أحد بضياعك أو دمارك..أبتسم فوطني الذي يحلم به شعبي لم يعد وطني وليس له ذنب فيما يجري لأنه بات مسير بيد من يملكون زمام الأمر والقرار ويفصلون سياسته وحياة شعبه كيف يشاؤون ويشتهون...أبتسم فقط ولا تكترث بشيء فأنت في اليمن. *مقال خاص لعدن الغد