إن تاريخ نضال الشعوب كما هو تاريخ نضال الشعب الجنوبي ضد الغزاة والمحتلين والطغاة هو تاريخ طويل متواصل لايمكن اختزاله بزمن أو في مرحلة معينة وعلى هذا الجيل أن يتذكر ويجل ويفتخر بتاريخ نضال الإباء والأجداد حتى تتذكره الأجيال القادمة ، إن الثورات الحقيقية هي تلك التي تحمل قضايا شعوبها العادلة وتناضل من أجل تحقيق أهدافه وأحلامه وطموحاته أكان في الاعتناق والتحرر من الاستعمار او من اجل توفير الحياة الحرة الكريمة والعدل والمساواة ولذلك يقال إن الثورة هي عبارة عن قطار والثوار او المناضلين هو ركابه منهم من يواصل رحلته مع هذا القطار حتى محطته الأخيرة ومنهم من ينزل في محطات متعددة قبل محطة الأخيرة ومما ينبغي هنا التأكيد أن الثورة وقضايا الشعوب والنضال ليس حكرا ولا ملكا او ماركة مسجلة لاين كان قائدا او حزبا او مكون او منطقة ، وان الثوار المناضلين هم من نذروا أرواحهم من اجل قضايا شعوبهم ومن أجل أهداف ومبادئ آمنوا بها وقدم البعض حياته وعانى الكثير من السجون والملاحقات والتشريد وتجويع أسرهم، الخ ،،، باختصار المناضلين الحقيقيين هم مشاريع شهادة وليس مشاريع سلطة ومغانم وتجارة ، وإذا كنا نؤمن بأن الوطن لكل وبكل الجنوبيين وان من يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي الا انه من غير المقبول اخلاقيا ممن يلتحق آليوم بالثورة وكانوا إلى الأمس في صفوف أعدائها ان يتنكرون او يزايدون على المناضلين القدامى الذين كان لهم شرف السبق في تنوير واستنهاض الشارع الجنوبي وما زالوا صامدين وثابتين على مبادئهم وعهدهم لشعبهم والشهداء ،، ومما ينبغي التأكيد عليه أن ثورة ابناء الجنوب ونضال الشعب الجنوبي والقضية الجنوبية لم تكن وليدة اليوم أو مع ولادة هذا المكون او ذاك او مجيء هذا القائد او المناضل او ذاك بل ان نضال شعبنا مثلت بداياته منذ عام 94م وفي انطلاق حركة النضال السلمي 2007م وأن القضية الجنوبية ليست شنطة سفر للمتاجرة نتنقل فيها من بلد لآخر بل هي قضية شعب قدم من أجلها تضحيات غالية كما أن الجنوب اكبر بكبير من أن يتقمصه أو يفصله البعض على مقاسه كان فردا او حزبا او منطقة ، وعلينا جميعا ان نعي جيدا انه بدون تماسك وتكاتف ووحدة الجنوبيين المخلصين يستحيل الحديث عن تحرير وبناء واستقرار دولة الجنوب الحرة المستقلة .