كتبت قبل اسبوعين مقالاً بعنوان (من المجنون أنا أو جمال بن عمر) وتناولت فيه تهديداته للجنوبيين ، الذين لم يعد لديهم ما يُهدَدون به ،، وكنت أعتقد أنَّه المجنون !! ولكنَّ تساقط بعض القيادات في مستنقع الحوار الأعور يقول العكس - أنا المجنون - فالضعيف يسقط بدون تهديد ، والجاهل يسقطه جهله فلا علم وعقل يسنده ، والمتسلق ساقط سلفاً ، والانتهازي ساقط سلفاً ،، والشعب يصفق لهم ، لأنه يُعجب بأجسامهم وأقوالهم !!! ومهما يكن حال البعض فيبقى التمسك بهم جزء من استراتيجية نضالية جنوبية لا تراجع عنها . قرأت ماكتبه المفكرون الجنوبيون تعليقاً على تصريحات بان كي مون وجمال بن عمر والزياني ، وفي مجمله مدحاً لصمود الشعب ، وأنَّه صاحب القرار ، ولن يثنيه عن هدفه كائنٌ من كان . بينما غير المفكرين أو أبناء العامَّة مثلي يتناولون الموضوع من جانب آخر ، بعيداً عن العنتريات ، وبعيداً عن دغدغة عواطف الشعب ، التي ماهي إلَّا ترويج للذَّات ، فالحقيقة أنَّ الدول القائدة في المنطقة والدول العظمى لا غالب لهم إلَّا الله ،، والله يقول ( وقل أعملوا ....) ، والعمل المطلوب من وجهة نظر راعي غنم (( كسب تأييدهم أو تحييدهم )) وبنظرة تحليلية لكلام المسئولين الدوليين من وجهة نظري أقول التالي : ما قيل عن الوحدة اليمنية وضمانها ودعمها دولياً ، كلام بروتوكولي لا يجوز لهم قول غيره ، فدستور الأممالمتحدة يُلزمهم احترام قرارات مجلس الأمن ( 2014 - 2051 ) ، ونفس الدستور هو ماسيُلزمهم ذكر قضية الجنوب واحترام القرارين ( 924 - 930 ) إذا وضعتهما إحدى دول مجلس الأمن فوق الطاولة . والمبادرة الخليجية المدعومة دولياً تقول ذلك . والرئيس عبدربه منصور كرَّر ذكر القرارين ( 2014 - 2051 ) في أكثر من خطاب . وتركيزهم في خطاباتهم على المرأة وعلى الشباب ، يشير إلى فشل المبادرة الخليجية ، ولذلك فهم يسعون إلى إنجاح المبادرة ولو شكلياً ، بإظهار مشاركة النساء في الحوار 30٪ ومشاركة الشباب ، واعتبار ذلك انجازاً تاريخياً !! بينما تبقى اليمن كما كانت قبل ثورة التغيير . وعليه فما يراه البعض خطراً محدقاً بالقضية الجنوبية ، أراه لصالحها ,, فحقوق الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها في دستور الأممالمتحدة لصالح القضية الجنوبية . والسيد بانكي مون وجمال بن عمر والزيَّاني موظفون ليس إلَّا ، وليسوا أصحاب قرار . ولكن ألا يوجد خطر محدق بالقضية الجنوبية بسبب الحوار الأعور ؟؟؟ نعم يوجد ،، فكلام السياسيون ليس ككلام رعاة الغنم !! فالخطر كامن فيما دار من كلام والتزامات غير مكتوبة وراء كواليس لقاء القاهرة بين القيادات الجنوبية وجمال بن عمر !!! - كأن يقول قائلٌ منهم لبن عمر : سنكون حيث تريدون ، وهذه الشروط التي وضعناها هي لتهدأت الاحتقان الشعبي في الجنوب ، فأقبلها صورياً وارمها في أقرب زبالة !! - أو يقول قائلٌ آخر : استمر في طريق انجاح الحوار ، وسنبعث من يمثلنا ، فنحن في مرحلة ترتيب لقوى الحراك ولن نستطيع الظهور في الحوار من بدايته - أو يقول آخر : لا تخاف من حشود الشارع فمجرد قطعنا التمويل سينتهي كل شيء ، فنحن نعرف الشعب الجنوبي أكثر منكم ( شعبٌ يجمعه الطبل وتفرقه العصى ) كل هذه الافتراضات وغيرها جائزة ، خصوصاً إذا علمنا أن هذه القيادات هي جزء ممن فرَّط بحقوق الشعب الجنوبي في مفاوضات الاستقلال من بريطانيا في الستينات ، وهي نفسها القيادات التي أدى صراعها البيني إلى ضياع الجنوب ،، وصراعها البيني اليوم مازال ظاهراً لايخفى على أحد . وعموماً يصبح على الجنوبيين أمور عِدَّة منها : - (1) التماسك والتجلُّد والثبات لرفض الحوار الأعور ، ولو تخطَّفتنا الطير ، وأكلت من لحومنا الكلاب ، وبالت على أجسادنا النعاج ، فمن الغباء أن نجلس على طاولة تحل الصراع الشمالي - الشمالي ونكون جزء من حله ، بينما هو - الصراع الشمالي - جزء من حل قضيتنا. والاحتشاد من كل أنحاء الجنوب في مهرجان المنصورة 30 نوفمبر ، ومن كل أنحاء الولاياتالمتحدة في نيويورك 28 نوفمبر ،، والدفاع عن النفس ضد الممارسات الفردية التي يقوم بها بلطجية حزب الاصلاح في عدن . (2) على الأخوة المنظمون لمظاهرة 28 نوفمبر - نيويورك - التركيز على نقطة في خطابهم للسيد بانكي مون مفادها ( إنَّ الدولة الجنوبية التي نسعى لاستردادها ليست الدولة الاشتراكية الحليف السابق للمعسكر الشيوعي ،، الذي منه كوريا الشمالية ،، بل هي دولة جديدة يقودها جيل جديد ، مؤمن بالحداثة والديمقراطية ، ويجعل البرازيل وكوريا الجنوبية مثلاً يحتذى به ،، والعلم ذو النجمة الحمراء الذي نرفعه ماهو إلَّا عنوان جغرافي وليس ايدلوجي لدولتنا) وختاماً ؛ نكرر أن كل ما نكتبه يظل كلاماً بلا قيمة ، لأنه صادر من مواطن يعيش في العالم الخيالي - الإنترنت - ويقرأه القِلَّة من العامة ، فإذا لم يتلقاه الرؤساء السابقون بصدرٍ رحب ، يظل هرطقات راعي غنم سابق .