في آخر ظهور له سأل المأسوف عليه ( معمر القذافي ) شعبه ومعارضيه سؤاله الاستنكاري الشهير : من أنتم ؟ وكان آخر خطاب له. ذكرني ذلك بآخر طلة للرئيس هادي , حيث قام من سباته يحمل بضاعة دحباش المزجاة التي طحنها بأسنانه ولاكها بفمه وعجنها بلسانه مع مخضريه من مخلفات حصان معلمه عفاش مفعمة بشوائب لحى الديلمي وصعتر والزنداني , ومبهرة ببهارات البلسني . وختم هادي خطابه المخضري بترجمة عبارة مراسل العربية ( محمد العرب ) التي ظل 3 سنوات يرددها من فرضة نهم ( نحن هنا أين أنتم ) ؟ وهو كذلك سنة رابعة نوم في ضيافة الشقيقة الكبرى لم يفهم ولم يتخرج بعد , بل يؤكد لنا حقيقة أعلى شهادة فشل منحها اياه معلمه عفاش بامتياز بعد 25 سنة قضاها في مدرسته , وأجازه الفشل علنا بوصيته التي صدق فيها (وهو الكذوب ) وقال : إن عبدربه لم ولن يتعلم فهو يمتلك مناعة ضد الفهم !!. عارفين أين أنت يا سيادة الرئيس , وعارفين أنك لا تعرف شيء عنا ولم تسمع أن الشعب الذي تخاطبه على شفى جرف هار من جحيم تبعات الحرب من جوع ومرض وبؤس ودمار . وعارفين أنك وفيالق الفساد تنعمون في أرقى الفنادق , سهر وقات وليالي ملاح , و لك أكبر عدد من الوزراء في حكومتك السفاري ولها من السفراء أضعاف سفراء الدول العظمى مجتمعة . إن بعض الظن إثم , فقد كان ظن شعب الجنوب فيك خير , لكنك تثبت لنا اليوم أنك ( ناقة صالح ) التي خلفها ( صالح ) لا صحاب الشمال ولها (ولحوارها ) خصصوا يومهما المقسوم من آبار نفط الجنوب وثرواته, وعليها شدوا أوزارهم وأحلامهم للحفاظ على ثنائية المذهب والقبيلة لاستعباد أهل اليمن . ولغايتهم بالعودة لاحتلال أرض الجنوب وقتل أبنائه ونهب ثرواته , لكنه الحلم البعيد عنك وعنهم , بٌعدك عن أهلك أهل الجنوب يا ناكر الجميل , وأخشى أن يكون مصيرك ومصير ( حوارك ) مصير صالح وحواريه. كنت إلى الأمس الغريب يساورني الشك , أن عبد ربه يستفز أبناء الجنوب إلى أقصى مدى , وأتساءل اليوم هل فعلا ما قاله عن الجنوب ومقاومته التي أعادت له الكرامة ( كلام كما قال من القلب ) وهل هو في كامل قواه العقلية ؟ هل بلغت به الدنبعة إلى هذا المستوى من النكران والجحود الذي يحير كل من يحاول تفكيك أحجية هذا الجحا أو فتح ثغرة في قرعتها الملساء , ليكشف محتواها , قمة الدهاء أم قعر الغباء !! ؟. حرر شعب الجنوب الأبي أرضه وطهرها بسيل من الدماء , ومقاومته الشريفة هي اليوم عنوان نصر التحالف العربي , وأسودها يسطرون ملاحم الفداء فيما تبقى من جيوب الغزاة في شبوة الصمود والتحدي , وفي البقع أقصى شمال اليمن ويطبقون الخناق على ميناء الحديدة قاطعين وتين المجوس الذي يغذي الحوثي مجسدين روح التعاضد مع التحالف العربي , دفاعا ليس عن شرعية الفساد , بل عن أمن الجزيرة العربية ومصيرنا المشترك , بينما فساد شرعيتك يسيل دماء الشهداء أرصدة في البنوك , وفلل وشقق واستثمارات عابرة للقارات . ثم تطل على شعب الجنوب هذه الأحجية الملساء بهذا الجحود والنكران ختاماُ : كنت أظن إن يهتدي هادي ليكفر عن ذنوبه الموبقات (التي أرتكبها في حق أبناء الجنوب ) بالإسهام من موقعة لاستعادة دولة الجنوب؟ لكنه كل طله يقول لنا (أين طلي )ويؤكد لنا أنه ذلك اللغز الجحف المقرع المريب الذي رمت به كسيحات الصدف على طريق الجنوب.