لا شيء يمكن ان نجني ثماره ان لم تتوفر لدينا الإرادة لبلوغه والفعل العملي لتحقيقه . الأحلام وحدها لا تجدي نفعا ولكن يتطلب منا المبادرة الذاتية والجمعية و ان نكون في المقدمة ليتبعنا الآخرون ،أما الوسيلة المساعدة للتنفيذ العملي فيمكننا خلقها من العدم او مما هو متاح تحت أيدينا ومن خلال ابسط الأشياء و أقربها ألينا ، وان لا نجعل غياب الإمكانيات والوسائل مبررا لعجزنا عن تنفيذ عمل ما . هاهم شباب المنصورة الذين خرجوا وتحت شعار ثورة العمل والبناء في مبادرة جميلة لتنظيف شوارع المدينة التي فاضت بمخلفات القمامة نتيجة للإهمال وانعدام المسؤولية أكانت من المواطن ذاته او من أجهزة البلدية و صندوق النظافة و السلطات المحلية ، هؤلاء الشباب خرجوا شاهرين أيديهم لتحقيق عمل ملموس فقط شمروا عن سواعدهم وجمعوا القمامات ، ضاربين أروع مثل ونموذج يجب ان يحتذي به مما دفع بالكثيرين من المواطنين وأهل الخير في تقديم يد العون لهم لما فيه مصلحة الجميع . وهذا العمل الرائع دعاني الى التساؤل في موضوع آخر أكثر أهمية وأكثر خطورة وهو بمثابة دعوة الى الاخ اللواء شلال شائع مدير أمن عدن وبالتعاون معه جميع الأجهزة الأمنية والمواطنين الى القيام بحملة تنظيف أخرى مماثلة ولكن لكنس البلاطجة وكل المخالفين للأمن والسكينة والنظام الذين يتاجرون بالمخدرات والحبوب و الخمور في الشوارع والحواري واللذين يطلقون الاعيرة النارية في الهواء واللذين يتجولون بالسلاح في كل مكان ويمارسون إعمال البسط والبناء العشوائي ، فالقوانين موجودة والوسائل لديكم موجودة وبها فائض حتى . فقط عليكم البدء والمبادرة وستجدون الشعب كلهم معكم ، فهل انتم فاعلون . في الأخير نقول لكل القيادات الحكومية في مختلف المرافق و المؤسسات ان مثل ملموس خير من الف مقالة و بيان او خطاب . وان من يريد بالفعل ان يعمل فلن يعدم الوسيلة ولا داع للبحث عن مبررات او شماعات ، كونوا فقط في طليعة المبادرين ، وستجنون ثمارا لم تكن لكم على بال . تحية حب واحترام وتقدير لشباب المنصورة وفي مقدمتهم الشاب نادر علي المحرمي كنموذج يحتذي به .