(أن العرب لا يقرأون ، وإن قرأوا لا يفقهون ، وأن فقهوا لا يذكرون ) . هذه مقولة بن غوريون في الكنيسة الإسرائيلي عام 1967 م . استشهدت بهذه المقولة للتأكيد على صدقها . يقال إن ذاكرة الجماهير قصيرة سريع ما تنسى . ليس صدفة أن يتم تدمير جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في صيف 1994 م عندما اجتاحت القوات العسكرية والمجاهدين العرب (العائدون من أفغانستان) ، وبدعم المؤسسة القبلية والتجارية والدينية الشمالية . لقد كان هذا فاتحة لتدمير الجيوش العربية ذات الأنظمة الجمهورية فقد تبعها تدمير الجيش العراقي الذي خاض معارك شرسة مع المد الشيعي المجوسي الإيراني ودعم جبهات القتال السورية في حربها ضد إسرائيل، والجيش السوري الذي خاض معارك شرسة مع إسرائيل إلى جانب الجيش المصري ، وتدمير الجيش الليبي ، ولولا وطنية قيادة الجيش المصري لكان في خبر كان . يأتي تدمير القوة العسكرية العربية لسهولة تقسيمها إلى دويلات ، هذا التقسيم استمرار لسياسة التقسيم من سايكس بيكو إلى الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير تحت قيادة إسرائيل . المؤسف إن هذا التدمير ارتبط بالمخطط الأمريكي _ الإسرائيلي (بما يسمى بخطة الطوق النظيف) ، وتم تنفيذه بأدوات عربية وقوى محلية . أردت من هذه المقدمة أن أوصل رسالة لإخواني الجنوبيون الذين يراهنون او يعتقدون من أن الخارج يمكن أن يدعمنا في بناء جيش وامن جنوبي مهني قوي او انهم ممكن يدعموننا لاستعادة وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة ، ولذلك فإننا عندما نتناول هذه الحقائق لانريد من خلالها أن نحبط معنويات الناس ولكننا نريد تبصيرهم لكي يعوا الحقيقة ويبعدون الغشاوة التي على اعينهم وان يعتمد الجنوبيون بعد الله سبحانه على أنفسهم فلا احد سوف يتصدق علينا في استعادة وطننا ودولتنا ولذلك فإن من يراهن على الاقليم والعالم في دعمنا لاستعادة دولتنا اما أنه جاهل او لايقرأ تتابع وترابط الأحداث بأهدافها وإبعادها ،،، نعم سوف نتمسك ونحافظ على علاقاتنا مع إخواننا في السعودية ودول الخليج ونسعى للارتقاء فيها الى علاقات شراكة حقيقية ومن الغباء ان لا نستفيد من المناخات التي وفرتها عاصفة الحزم أو أننا ندخل في عداء معهم او مع غيرهم من دول العالم لأن هذا ليس من مصلحة القضية الجنوبية ، لكن علينا كما أشرت سابقا ان نستوعب الدروس جيدا ، وان هذه الدول لا يمكن المراهنة عليها لا في بناء جيش وأمن جنوبي مهني ، ولا في دعم الشعب الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته المستقلة . ولان المخرج الذي يدير اللعبة وحروب الوطن العربي ليس في مخططه كما اشرنا مساعدة الدول العربية في بناء جيوش وامن قوي او في وحدة واستقرار هذه الدولة والمحزن اننا نستنجد بمن يتآمر على الوطن العربي في حل مشاكلنا وإنقاذنا ،، اللهم هل بلغت ... اللهم فاشهد . يا أمةً ضحكتْ من جهلها الأممُ ،،،