بعد أفول عهد العثمانيين في عدن، صارت الأحوال فيها إلى الحضيض لأكثر من مائة وخمسين عاماً ساءت فيها الأمور وأحوال الناس من كافة النواحي، لم يعد لتلك النهضة والازدهار التي عُرفت به وجود، هاجر سكانها إلى أصقاع الأرض حتى جاءت الحقبة البريطانية وسيطرت عليها. وبدأ الازدهار يأخذ مجراه رويداً رويداً حتى بلغ أوجه، وصار مينائه يضاهي موانئ العالم ووصل به المقام ليكون ثالث ميناء في العالم، ومن ثم حان وقت اندثارها مرة أخرى وآلت الأمور فيها من سيئ إلى اسوأ عبر مختلف المراحل السياسية وبلغ الوضع أشده لأكثر من ثلاث سنوات منذ بدء الحرب الأخيرة عام 2015م وحتى يومنا هذا وسيبقى كذلك لفترة من الزمن لأن الوقت لم يحن بعد .. نعم لازالت المراحل طوال حتى تستقر عدن والأوضاع السياسية فيها، هذه رسالتي للمتعجلين الذين يريدون بأن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها، نعم تعبت الناس وزاد الظلم ولم تعد الحياة تُطاق فيها، ولكن لم يحن الوقت بعد لعدن بالذات، لأن هناك حسابات وترتيبات سياسية إقليمية ودولية تترتب على غير ما نشتهي نحن، هناك مساومات بين كل هؤلاء تجري خلف الكواليس لهذا الجزء العريق من الوطن سوف تنهي كل هذا العبث الجاري، وبعدها فقط سوف تعود الأمور إلى نصابها وتستقر أوضاعها وتذكروا كلامي هذا...