رحل عنا المناضل الجسور محمد صالح طماح , ذلك الشهم الشجاع , الذي جسد عند أبناء الجنوب روح الطموح الوطني للحرية والانعتاق من بغي الطغاة المحتلين , بما سطر من ملاحم ومواقف بطولية سوف يخلدها تاريخ الجنوب إلى الأبد الأبيد . رحل عنا طماح الطموح إلى المجد والعليا , وجسد لحظات رحيل تختزل مسيرته الظافرة بالعزة والكبرياء والكرامة , أيد تضمد جرح الشهادة وأيد على مقام الشرف السامي محافظا على شرف المهنة وهيئتها المهيبة . رحل عنا الطامح الطموح طماح وسما روحه إلى السماء شهيدا أن شاء الله إلى جنات النعيم برحمة الرحمن الرحيم . رحل طماح المهيب وهو ذلك الشامخ الجنوبي المهيب لحظات مواجهة الموت , وكأنه يهيب بملك الموت , لا يهابه , فقد سبق أن عارضه الموت في أشد مواقف الفداء وجها لوجه , في خضم المعارك التي كان يخوض غمارها بكل جسارة وشجاعة وصدق توكل على الله . ففي كل ملاحمة البطولية كان يقف أبو وضاح في وجه الموت مقبلا مبتسما . قال عنه كل من لازمه غمار المعارك , كلما ذكرت مواقف الشهيد طماح بادر إلى ذهني قول المتنبي :- وقفت وما في الموت شك لواقفٍ كانك في جفن الردى وهو نائمُ تمر بك الأعداء كلمَى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسمُ وكان يخرج شامخ الهامة رافع الرأس مبتسم وشارة النصر رافعة , غايته الذود والدفاع عن الوطن ومطلبه العزة والكرامة لشعبه الجنوبي الأبي . ومن ينسى معركة يافع العر عندما تم حصار المعسكر وفي حين (إدارة الأزمة) تعد العدة النهائية للتجهيز العسكري للمعركة فأذ بطماح يفجر المعركة بأول طلقة . فغضبت القيادة من التعجل في الموقف وتوعدت بمحاكمة عسكرية ميدانية في حال قدر الله بالهزيمة ليافع . فقاد جبهة الحد الشهيد ابو محمد الحدي ورفاقه باقتدار وأنضم العقيد سالم صالح الحطيبي ونخبة الأشاوس إلى جبهة مرفد بجانب الشهيد اللواء طماح والعقيد المرفدي فكان النصر المبين وكان عنوانه طماح الطموح ... كأول نصر عسكري منذ 94على المحتل .. فلا غرابه أن يكون لقاعدة العند شرف الارتواء بدمه الطاهر , وأن تودعه وهو في أعلى الرتب العسكرية التي مرت على عيون قاعدة العند منذ تأسيسها قبل أكثر من 60 عام تقريبا , فهو أبنها البار منذ أن كان جندي إلى يوم عظم لها تحية الوفاء والفداء لواء ركن . وفي موقفه الخالد المجيد وهو يضمد جرحه النازف بيد ويحافظ على هيبته العسكرية بيده الأخرى , أنتبه في لحظة تاريخية وهو بين الحياة والموت , لحق أمه البارة ( قاعدة العند ) . وفي لمحة أعجاز وبمشاعر متلازمة الحب والوفاء بالعهود , أستحضر عقله البار اوامر أمه البارة التي غرست فيه روح الشموخ والكبرياء والمهابة , فاصدر أوامر التصدي للانكسار والحفاظ على هيبته التي هي من هيبة أمه التي ربته على الوفاء والإقدام والشموخ في وجه الموت . فأبا أن يودعها إلا كما هي تريد من كل مريد كان له شرف السير على ترابها والترقي في اكنافها والاعتزاز بمجدها , وكأن ( قاعدة العند ) تكرمه على موقفه المهيب فتأبى فراقه ليظل روح القائد المهيب طماح رمز كل طامح لشرف الدفاع عن الوطن والذود عنه , ويظل حاضرا في رحابها رمزا لا بنائها الأوفياء . وهي تنتظر على أحر من لهيب ميادينها الخلاقة , مبادلة أبنها البار اللواء ركن / الشهيد محمد صالح طماح الوفاء بالوفاء , ليكتب أسم أبنها البار على صدرها ((قاعدة ألشهيد طماح )) كاتب الرثاء رفيق النضال والرؤية والهدف...