لم يعد هناك مايستحق القول في ثورة 11 فبراير إلا أنها كانت لعنة أصابت اليمن؛ فالثورات عبر التاريخ تنقل الشعوب إلى الأفضل؛ لأنها تقوم ضد الظلم، الفساد، الرجعية، الجوع، الفقر، المحسوبية، والانحلال الأخلاقي...... بينما ثورة 11 فبراير 2011 فعلت العكس؛ فككت السلطة وأخرجت منها كل الشرفاء، وأنصاف الشرفاء، والكفاءات وأرباع الكفاءات وأبقت في السلطة على كل وغد وحقير وساقط وسافل ومنحط ولص وفاشل ؛ فوصل الفساد والظلم والجوع والفقر إلى أعلى درجاتها..... وكشفت هذه الثورة كل وثائق الدولة وأسرارها للدول الأخرى، وشرعنت لها انتهاك السيادة، وشرعنت لها إهانة الشعب اليمني داخل اليمن وخارجه، وشرعنت لها نهب ثروات وأرض البلاد، وشرعنت للعرب والعجم استعباد الشعب اليمني.. حتى أصبح لسان الشعب اليمني(يامن هواهُ أعزّهُ وأذلّني) فلم يهان ويذل اليمن وتنتهك كرامته عبر التاريخ كما فعل به الأشقاء العرب الذين وثق بهم شعبنا وجعلهم اليوم المتحكمين بقراره....
إن من يقرأ التاريخ يجد أن اليمنيين لم يسلموا قرارهم لأحد عبر التاريخ، بل كان قرارهم بأيديهم؛ وكذلك جاء في التاريخ أن أي والي يهين اليمنيين في الأمصار الإسلامية كان يعاقب بيد الخليفة أوبأيدي اليمنيين؛ أقرأوا تاريخ الأندلس وشمال أفريقيا، وتاريخ أسيا في خرسان وسجستان والسند والهند وتركستان الشرقية تجدون قصص عظيمة على كرامة اليمني عبر كل الدول الإسلامية.
إن حال عرب اليوم لايختلف عن عرب الستينات؛ فعندما قام شمس بدران بسجن الحكومة اليمنية في القاهرة دون علم الزعيم عبدالناصر؛ أرسل رئيس وزراء اليمن "آن ذاك" الأستاذ النعمان رسالة للرئيس عبدالناصر من سطرين (أيها الزعيم العظيم؛ لقد ثرنا على الإمام في اليمن من أجل حرية القول، وهاانحن اليوم في سجنك الرهيب هذا "نتمنى حرية البول" والسلام) فأنتبه الزعيم ناصر لحجم الخطيئة في حق اليمنيين وأصلح الأمر؛ وتم عقاب شمس بدران وكل المسؤلين المتورطين في إهانة اليمنيين؛ فهل يتعلم الرئيس هادي من الرئيس النعمان..؟ وهل الملك سلمان مثل الزعيم ناصر..؟ الله أعلم.
ختاماً أقول: تذكروا ذلك الموروث العظيم الذي تركه الأسلاف، ويجب أن لاتنسونه إذا أردتم استعادة الكرامة والشرف والوطن.. أما ثورة 11 فبراير 2011 فهي لعنة إلاهية لن تنسى.