تقرير / محمد الدباء وعبد اللطيف سالمين: شهد مدينة عدن الواقعة تحت سيطرة قوة أمنية متعددة في فوضى أمنية عارمة, وسط تصاعد مخيف لعمليات الاغتيالات فخلال أسبوع فقط تم اغتيال خمسة مواطنين في عملية تصفية مختلفة لأشخاص آخرها العثور على جثة شاب تعرضت لطلقة نارية في الرأس في منطقة المصعبين بمديرية الشيخ عثمان مساء أمس الأول، واشتباكات في إنماء أسفرت عن قتيل، وقبله بيوم عثر على جثة شاب بمدينة الممدارة شرق عدن تبين أنه جندي يتبع جهاز الشرطة في المدينة، كما تمت تصفية الشخصية القانونية فيصل ضبيان، وبالطريقة والأسلوب نفسه عثر قبل أسبوع من الحادثة على جثة شاب من صنعاء يدعى الإقليمي بعد أن قتله مجهولون ورموا جثته بمدينة الممدارة. اختلفت الموجة الجديدة للاغتيالات حيث بات العثور على الجثة فقط بعد أن يقوم المسلحون بخطف صاحبها وقتله وثم يرمونه في العراء.. ومع موجة الاغتيالات الجديدة بات مدينة عدن ترزح في فوضى لم تعرفها من قبل مع عدم تدخل الجهات المسؤولة عن المدينة. وجل عملية اغتيال يتم تقييدها ضد مجهول في ظل عجز أمني مشين، ومن يتم القبض عليهم عن طريق الصدفة أو يكون المواطنون سببا في الكشف عنهم أو الإمساك بهم لا يتم الإعلان عن محاكمتهم، وهو ما يترك تساؤلات عن الهدف من وراء التستر على من يقفون وراء تلك العمليات ؟!.
الإقليمي أول الفواجع ! قبيل غروب شمس الجمعة قبل الماضية كان الشاب محمد علي الإقليمي- أو العدني - كما يعرف بين أصدقائه الذين كانوا برفقته في رحلته إلى عدن التي وصل إليها قبل أيام على متن سيارته التي يستمتع بقيادتها في شوارع المدينة. وصل محمد عدن بعد أسابيع من زواجه.. المدينة التي ولد بها قبل أن يكمل حياته هو وأسرته في مدينة صنعاء، تعرض للخطف بالقرب من مطار عدن الدولي من قبل مسلحين على متن طقم يرتدون اللبس المدني.. أجبروهم على الارتجال من السيارة التي كان يقودها الضحية، ليطلق المسلحين الأعيرة النارية وتصيب إحداها الضحية، ليتم اقتياده بعد ذلك إلى المجهول، ولم يعلموا مصيره إلا في ساعات متأخرة من الليل حين تم الإعلان عن العثور على جثة مكبلة عليها آثار تعذيب. ظلت جثة الشاب الوسيم محجوزة في ثلاجة بعدن لتناشد أمه المفجوعة السلطات بعدن باكية تسليمها أبنها .. فهل ستقيد ضد مجهول كغيرها ؟!! ولماذا حجزت جثته ولم تسلم إلا بعد مناشدة أمه ؟!! .. ماذا تخفي عملية قتل الإقليمي من أسرار ؟!
عراك نتيجته مقتل شاب ! قتل شابٌ في مدينة إنماء بمديرية البريقة، بعدن في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، وأصيب آخرين على يد مسلح.. وكان الشاب القتيل ويدعى سالم الشواحي يتعاطى القات برفقة أصدقائه في أحد أركان شوارع مدينة إنماء، قبل أن يدخل في مشادةٍ مع أحدهم ويدعى (أ. س.) تطور إلى الأمر فيما بعد لاستخدام السلاح الناري، من قبل الأخير.. الأمر الذي يسيل الكثير من الحبر عن أداء الأجهزة الأمنية في مدينة عدن !.
ما علاقة ضبيان بملف نهب أراضي الدولة بعدن ؟! في الأربعاء الماضي أثناء خروجه من منزله بالمنصورة قام مسلحون مجهولون باغتيال موظف في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بعدن فيصل ضبيان باغتياله في شارع التسعين بالمنصورة، بعد توليه مهام حصر الأراضي والمباني المنهوبة في عدن.. السؤال الملح والذي يبحث عن إجابة ما علاقة ضبيان بملف نهب أراضي الدولة بعدن ؟!.. ولماذا تجاهلت الأجهزة الحكومية الحديث عن اغتياله، والغريب أن كل الأجهزة الأمنية لم تحرك ساكنا رغم تعددها في عدن ورغم عسكرة الحياة في عدن ولزمت الصمت المطبق.. قتل فيصل ضبيان كبير رئيس فرق المراجعة المالية في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة قبيل ساعات من تقديم تقرير يضم تفاصيل البسط على الأراضي التابعة للمنطقة الحرة والهيئة العامة للاستثمار. ناشطون تفاعلوا مع حادثة الاغتيال وأدلوا بمعلومات تعليقا على مقتل ضبيان في منصات التواصل الاجتماعي وقالوا إن التقرير تم جمعه من خلال بيانات متوفرة لدى المنطقة الحرة وهيئة الاستثمار وأسماء الناهبين أو الباسطين حتى إن بعضهم اتهم أسماء بعينها، وأشاروا أن أي تلكؤ في ملاحقة قتلته ستمتد أيادي القتلة إلى البقية أو القادم ولن تستطع الدولة استعادة شبر من أراضي الاستثمار.
حتى الأمنيين يقتلون ؟! عند منتصف الليل الجمعة الماضية أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال عنصر أمني في شرطة المنصورةبعدن، وهذه المرة كان القتيل الشرطي محمد ناصر اغتيل برصاص مسلحين في منطقة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان بالقرب من البلوك 14 أمام مصنع هائل.. وفي تفاصيل الحادثة أنه كان مناوباً يوم الخميس في شرطة المنصورة، وحسب إفادة جنود في شرطة المنصورة فإنه خرج من الشرطة الساعة العاشرة مساءً للذهاب إلى منزل خاله في القاهرة، ليتم العثور عليه بعدها مقتولاً في الممدارة. الشرطي محمد كان يوجد معه سلاح آلي تابع لشرطة المنصورة، ولكنه لم يوجد معه بعد مقتله، ووجدت معه فقط جعبة مع مخازن، هذا حسب إفادة شرطة المنصورة حول خروجه من الشرطة ومعه السلاح الآلي.. هل قتل محمد بسبب سلاحه الآلي ؟!! .. أم أن سلاحه صودر بعد مقتله ؟!.
عملية سرقة أم تصفية !! أتى فجر أمس الأول ليعلن عن ضحية أخرى، حيث تم العثور على جثة شاب في الجهة الشرقة من مدينة دار سعد بجوار حوش مصنع بالكسر القريب من منطقة المصعبين بمديرية الشيخ عثمان. وأكدت المصادر لصحيفة "عدن الغد" أن الجثة تعود لشخص يدعى عمران من أبناء منطقة المحاريق كان قد تعرض لطلق ناري بالرأس.. وتضاف هذه الجريمة فوق من سبقها من الجرائم التي ستقيد ضد مجهول حتى إشعار آخر !!.. السؤال الملح هل كانت تصفيته بدافع سرقة دراجته النارية أم أن هناك قصة طويت بمقتله ؟!.