ماذا لو أن فخامة الأخ الرئيس القائد عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كان قد أصغى لقول كل ناعق، وقال منذ الوهلة الأولى (حاضر) لكل متحدث، ومشير، وصاحب هوى؟! أي مستقر، أو قاعدة كانت ستستوي عليها سفينة الشرعية؟ وإلى أين كنا سنتوجه أرضا، وشعبا، ومصيرا؟ بعض الناس حينما يمسك بقلمه- وهو لما يكاد يمسك قلما من قبل- يعتقد أنه الأكثر ذكاء، والأحق ليس بأن يصغي الناس إليه فحسب، بل وأن ينفذوا كلامه، كما هو، وبالحذافير!! لقد استوحش الجهل، ونسي كل هؤلاء أن الرجل الذي قبل في يوم من الأيام أن يتولى دفة القيادة في أخطر الظروف.. نسوا، وهم يمعنون في محاولة النيل من شخصيته.. أن هذا الرجل المخضرم، قد عركته السنون بعقودها، والأحداث بتعقيداتها، وتجارب الأيام بدواماتها، وأن هذا الرجل هو أكبر من أن تتجاذبه القوى بأهوائها، وبرامجها الصغيرة، أيا كانت، أو تؤثر أي من المصالح الدولية، أو الإقليمية بأطماعها ومراميها على هدفه، وآمال شعبه التي حملها هو على عاتقه بحزم، وإرادة، مهما كانت الظروف، ومهما كانت قدرات المتلاعبين، من هنا أو من هناك. ومع أنه قد أثبت في أكثر من منعطف، وفي أكثر من موقف ذلك العمق الكبير لقراراته، وإجراءاته الوطنية الحكيمة؛ وبالملموس، وبالأفعال القوية؛ إلا أننا مازلنا نقرأ هنا وهناك من المرضى من يحاول الطعن، والتشكيك، والإساءة إلى سياساته بغرض هز ثقة الناس بقائدهم، الذي كان بإمكانه في يوم من الأيام أن يبيع، وأن يفرط كما يريد البعض أن يفعله الآن، وأكثر، لكنه كان ومازال، وسيبقى بتوفيق الله وتسديده؛ كأصله الأصيل، ظل وسيبقى رقما صعبا، وعضما في حناجر البغاة، وأهل المشاريع الصغيرة، وقد قال في يوم من الأيام بحزم: لا، لكل تفريط بالسيادة الوطنية، ووقف موقف الرجال، كجبال شمسان الأبية، دون هوادة، ومازال يقود المعارك، ويداهم أعداء الشعب في عقر دارهم، وحتى تحقيق النصر المؤزر بحول الله. المخجل، بل المضحك أن يستمر هذا المسلك من فئات كانت حتى دخول قوات الحوثة وحلفائهم أراضي المحافظات الجنوبية عام 2015م يقاتلون في صفوف الحوثة، وضد جماهير المقاومة، وضد إرادة الشعب المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني، والأنكى أن يأتي من يتحجج بكلام من لا يحتج به، ومن سلم سلاحه، أو كما قيل (صميله) لقاتله بالاستناد إلى حكاية حليمة التي وقعت في حبائلها القديمة، وراحت فقاش جحلة، على بئر الوحلة، في خاتمة الرحلة.. لقد أبطل الحكيم (هادي) كل الخطط المعادية، ونسف بقوة كل التوقعات السقيمة منذ أول خطوة، وأحبط كل الأهواء العفنة في صنعاء، وقال هذا عهد جديد، وزمن الانطلاق نحو المستقبل، وكتب من عدن: إن هادي لن يضل من حمله الأمانة، وأكد من قصر معاشق؛ أن لا تهاون، ولا خيار غير ما اختاره الشعب.