لم يعد منذُ 2015م حاكم يمني شمالي يحكم في عدن أو عواصممحافظات الجنوب ولو بدرجة مدير قسم شرطة. كل الذين يحكمون هم من أبناء الجنوب ما عدا رئيس الوزراء الحالي د/معين عبدالملك الذي عين قبل نهاية العام الماضي وبعض الوزراء ونوابهم ومن في حكمهم وهم لايتجاوزون العشرات في عدن...ويعملون على مستوى اليمن وليس الجنوب وهم ضيوفا في عدن أقل سلطة من أبناء الجنوب الذين كانوا في صنعاء أو مازلوا فيها.. ومع ذلك مازلنا كل يوم نسمع الشكوى أن عدن محتلة وأننا ننتظر الوطن المفقود ونسمع نفس خطاب ما قبل 2015م.! البعض يتحجج بالدور الإماراتي والبعض بالدور السعودي بأنهم يملكون السلطة في الجنوب وعليهم أخلاقياً وقانونياً بحكم الفصل السابع جمع شمل الجميع وحثهم على العمل والبناء..ولكن حتى لو افترضنا أهمية الدور السعودي والإماراتي لدعم الجميع فإن ذلك لايمنع البقية من التنسيق بينهم إذا كان القرار بيدهم أو الجلوس مع الأشقاء والتفاهم على خطة عمل للبناء والسلام فقد تعب الناس من الحروب والصراع الذي لم ينتهي.! والبعض يرجع أسباب الفشل لخلاف الرئيس وقادة المجلس الانتقالي مع بعضهم منذُ مايو 2017م, والبعض يعيد أسباب الفشل للشرعية نفسها لأن السلطة بيدها والواقع فالشرعية بالفعل عليها واجب ومسؤولية كبيرة لا يمكن أن نعفيها منها ,ولكن بدون تعاون البقية لن تنجح الشرعية في الجنوب وكذلك العكس صحيح. والبعض يرجع أسباب الفشل لعوامل خارجية وداخلية منها الصراع مع حزب الإصلاح ومع أنصار عبدالملك الحوثي وإيران والدور القطري الخ.. والخلاصة.. مهما تكن الأسباب لم يعد لنا في لجنوب من مبرر مقبول أمام العالم لننتقل للعمل والبناء والتنمية والنظام والقانون. بعد أن أصبح الوطن تحت أيديكم وعدن العاصمة وعواصممحافظات الجنوب كلها يديرها أبناء الجنوب..! فقط توقفوا توقفوا توقفوا عن خطاباتكم وكتاباتكم العدائية.. وأبعدوا الخلافات الحزبية والجانبية ويكون القاسم المشترك لكم بناء المؤسسات والناجح منكم هو من ينجح في البناء وليس في تأجيج الصراع. حتى يأتي موعد الحوار السياسي لحل قضية الجنوب مع الأخوة في الشمال ويتم الدخول في التفاوض بوفد موحد يمكن للمجلس الانتقالي والمكونات الخمسة أو الستة التي حددها المبعوث الدولي أن تلتقي مع بعضها وتشكل فريق وأحد للتفاوض برئاسة المجلس الانتقالي بحكم أنه اكثركم تنظيما وقاعدة جماهيرية, وأرجو أن لايزعل مني بقية الزملاء من قيادات المكونات فنحن نحترم الجميع وكذلك ممن انتقد نواقص الانتقالي ولكننا لا يعني ان نهمش دوره كما هو يعمل مع بعضنا أو ننكر أنه أكثر كيان جنوبي تنظيما وإمكانيات وقاعدة جماهيرية, وإذا ظهر شكل سياسي يوازيه بالحجم والجماهير سنشير الى ذلك بكل شفافية ووضوح. فهل ستتوقفون عن الجدل وتنتقلون للعمل وتلتقون يا قادة, فقد اتعبتمونا وأرهقت موتنا بخلافاتكم الجانبية اصلحكم الله وهداكم..؟!